الحوار

ناصر العوجان: (زفّاتكم) أعادت الزفة لمفهومها الصحيح

بقلم– ليلى باعطية
لديه إيمانٌ ويقين أن الدراسة دائمًا ليست اختيار الشخص لنفسه، وإنما أمرٌ فرضه المجتمع على أفراده، وتتمحور حول التلقين الذي يتم صبّه في ورقة الاختبار، لذلك يجد نفسه فشل في دراسته التي قام المجتمع باختيارها له، ليبدأ بعدها باختيار الأمور التي يحبها ويرغب بتعلّمها مثل؛ الموسيقى وفن الاستعراض والتركيز على القراءة في لغة الجسد لتوافقها مع مجال عمله.
الشاب السعودي ناصر العوجان، استطاع بشغفه الملحوظ أن يجعل له بصمةً وعلامةً بارزة في مجال الزفّات والمناسبات، لتكون مؤسسته (زفّاتكم) من أهمها في المملكة؛ لتفرّدها واعطائها للزفة قيمة فعليّة.
التخصص بعد 7 سنوات
يقول العوجان إنه بدأ العمل في المجال منذ عام ٢٠٠٢، وكان على مدار ٧ سنين يقدم خليطًا من المنتجات؛ ما بين الزفات والديكور والإضاءة وحفلات التخرج، وفي عام ٢٠٠٩ قرروا التخصص إلى اليوم الحالي في (الزفات)، حيث تشمل الخدمات المقدمة تنفيذ الأغاني والموسيقات والزفات الخاصة، بما يتناسب مع شكل العروس وشخصيتها، بالإضافة إلى تنظيم جميع عناصر الحدث مع الإضاءة والديكور والتأثير على المتلقي.
الزفة “المسرحية”
ويضيف أن التميز في المجال يتطلب فلسفة خاصة وشغفًا بعناصر العمل، ويفصل:عندما تصل لمرحلة من الشغف في عملك فهذا تأكيد بأنك ستبدع وتنتج، ومن وجهة نظري، اليوم الجميع يمكن أن يعمل، لكن لا يستطيع الجميع الاستمرار، لذلك يجب توافر أمرين مهمين؛ الفكر والمادة، وأرى أن التجديد يكمن في حبك للعمل، لذلك دائما ما نبتكر أمور جديدة في الزفات؛ فنوّعنا في الأمور الاستعراضية لتبدوا الزفّة وكأنها مسرحية تقدم للحضور.
البصمة والكاريزما والكاركتر

الأسعار تبدأ من ٢٠٠٠ ريال وتصل إلى ٧٠ ألفًا
وينوه العوجان إلى أن “البصمة” الخاصة والتميز المهني، يأتي نتيجة صقل الشخصية، وأن يبني المرء لنفسه كاريزما وكاركتر خاص، لذلك تعد (زفاتكم) أيقونة من خلال تميًزها وتفردها في الخدمات المقدمة للجمهور، بالإضافة إلى التميّز بقوة حضور أعضاء الفرقة؛ كل هذه العوامل جميعها مقنعة لكسب ثقة المتابعين، لدرايتهم في الأمور والمنتجات التي نقوم بطرحها عليهم.
عروس تُزف على خيل
ويؤكد أنه في مجال عمله، قد يأتي أصحاب المناسبة بتصوّر معيّن ويرغبون بتنفيذه، وقد يتضمن التصور أشياء غريبة أو غير منطقية منها؛ رغبة عروس بأن تُزف داخل الصالة وهي راكبةٌ على خيل حقيقي يوصلها للكوشة، وسبب مواجهة الفرقة لهذه المواقف الغريبة، يعود للخبرة الكبيرة التي عرفوا بها في المجال، لذك فإن العروس تأتيهم بخيال واسع، ليتمثّل حينها دورهم بأن يوجهوها بناءً على خبرتهم، وأن يوضحوا لها بشفافية ما هو المتاح وغير المتاح، ويلعب التأثير على العميل واحتوائه وإقناعه وتوضيح أن ما يطلبه يجب أن يخدم فكرته دورًا مهمًا في نجاح الاحتفالية، وخروجها في أفضل صورة، ويتمثّل دورهم الأساسي في وضع بصمتهم ولمستهم حيال تلبية طلبات العميل.
“أوردر” بـ 130 ألف ريال

ويكشف العوجان أن أسعارهم تبدأ من ٢٠٠٠ ريال وتصل إلى ٧٠ ألفًا، وهي عبارة عن باقات تعطي قيمة اعتبارية وشرائية لكل عميل، ويشدد على أمرٌ مهم يجب توضيحه: أن جميع العملاء لدينا سواء؛ فالتعامل معي ليس مقتصرًا على طبقات معينة أو”بكدج” معيّن، فنحن نخدم الجميع، لذلك أقوم شخصيًا باستقبال جميع عملائي، وأشرف على جميع التفاصيل، بغض النظر عن الباقة المختارة، أما عن أغلى “أوردر” قمت بتنفيذه، فبلغ سعره 130 ألف ريال، حيث اشتمل على ٤ أغاني خاصة وموسيقى خاصة لأصحاب المناسبة.
الأعداء.. وقود الاستمرار
ويعترف أن لكل ناجح أعداء، وأن أعداء ناصر العوجان هم الأشخاص الذين يتمنون الوصول لنفس المستوى الذي وصل له لكن لم يتمكنوا من ذلك، وهم الوقود الذي يشعره بنجاحه ويدفعه للاستمرار، والميدان بالنسبة له هو أفضل طريقة للتعامل معهم.
شركاء المسيرة والنجاح

أغلى «أوردر» نفذته بلغ سعره 130 ألف ريال
وبحسب العوجان في المقابل هناك شركاء النجاح والداعمون له في مسيرته، والداعم الرئيسي لمسيرته هي أمه بعد الله ، فهي التي اشترت له بسطة ودعمته في سوق العمل منذ البداية، وشركاء نجاحه هم أيضُا كل من يدعموا المناسبة والليلة التي يعمل عليها سواءً من إضاءة وديكور وغيره، حتى التي تقوم بفتح الستار للعروس تعتبر شريكة نجاح لهم، لذلك عندما تتحد القوى يصبح الجميع شركاء للنجاح.
السوشيال ميديا و”الانتقاء”
ويرى أن السوشيال ميديا خدمته كثيرًا، وسهلت عليه التواصل مع الجمهور، فمثلًا مجرد وضع فلتر على السناب كفيل أن يثبت وجودك، ويوضح أن سبب كون حسابه على الانستجرام “برايفت”، فهو يراه أمر لابد منه؛ لأنه مهم جدًا انتقاء من يتابعك: فأعصابي لا تحتمل أي قلة أدب أو استظراف؛ فيكون عدم السماح بالمتابعة و(البلوك) تصرفي، فكمّ العدد لا يهمني، ما يهمني هو مضمون من يتابعوني، لذلك تجدي جميع المتابعين منتقيين لأهمية من يتابعني بالنسبة لي.
ذوق العميل.. أساسي
ولا يميل العوجان لمصطلح آخر “الصرعات” في عالم المناسبات، ويقول إنه لا يوجد ما يسمى آخر الصرعات في عالم المناسبات، لان ذلك يعتمد على ذوق العميل؛ فمثلًا إلى الآن هناك أناس يحبون أغنية (دقّوا المزاهر) رغم مرور أكثر من ٥٠ عامًا عليها.
“متحف العروس”
ويختتم ناصر العوجان بأن هناك أفكار كثيرة تدور في ذهنه، ويتمنى من الله تحقيقها، من ضمنها أن يكون هناك متحف متكامل لتوثيق لحظات العروس لتخوض التجربة، فتستطيع ان تخوض تجربة أن تزف كعروس في أشكال متعددة: فنحن ولله الحمد تفرّدنا في تواجدنا بالمعارض بشكل كبير، وكان لنا الأولوية في إعادة الزفّة لمكانها الصحيح واعطائها قيمة فعليّة، وكنا أول دشن منصة لتعليم “الإتيكيت” في المملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *