تحقيق

مفاجأة ..سعوديات يرفضن القيادة .. تعرفوا على أسبابهن وآرأء أزواجهن

بقلم– ليلى باعطية
السماح للمرأة بقيادة السيارة في السعودية، يعد قرارًا مفصليًا في تطور المجتمع وحقوق المرأة؛ حيث ساهم في إزاحة العديد من العقبات والمصاعب، التي كانت السعوديات يُعانين منها سنينًا طِوال، والمفاجأة أنه في ظل أجواء الفرح العارمة للمجتمع بصفة عامة والنساء بصفة خاصة، بعد تفعيل القرار، كانت هناك فئة من النساء لم يشكّل القرار بالنسبة لهن أيّ تأثير، ليتضح لنا من خلال الحوار معهن، أنهن يرفضن القيادة لأسباب مختلفة ومتعددة. رصدنا أسباب السيدات اللواتي لا يرغبن القيادة رغم سماح عوائلهن بذلك، وأيضا نقلنا أقوال بعض أزواجهن في أسباب ذلك؛ لتوضيح آراء الطرف الآخر.

                                   الدكتورة سميرة الغامدي :                                       
الخوف شيء طبيعي
سيزول مع الممارسة
الدكتورة منار بافقيه :
القيادة «مأساة» والجميع يسوق بمزاجه
· عوامل تؤخر القيادة
ترى ساميه خالد، أن اغلب الشوارع والطرقات غير مهيئة حاليًا لقيادة النساء، كما أن الازدحام الشديد في المملكة واختلاف الثقافات والعقليات عند قائدي المركبات، بالإضافة الى طيش الكثير منهم، كل ذلك عوامل تؤخر قيادة بعض النساء للسيارة.
· “لن أتخلّى عن راحتي”

أما أسماء سالم فتقول إنها لن تتخلى عن راحتها وتقود، وتضيف : عند طريقي مثلًا للجامعة أستطيع فتح الرسائل والسناب والمذاكرة وأضع المكياج، في حال كنت سأقود لن يستمر هذا الوضع، فعند وصولي متأخرة مثلًا سأضطر للبحث عن الموقف ويزداد تأخيري بإيقاف السيارة بعيدًا، بالإضافة إلى تلبية مشاوير أهلي وإخوتي، كما أن صديقاتي سيطلبن مني المرور عليهن عند رغبتنا بالخروج معا.
· القيادة “مأساة”

وترفض الدكتورة منار بافقيه القيادة بمحض إرادتها، وأول الأسباب من وجهة نظرها أن القيادة هنا تعتبر “مأساة” والجميع يسوق بمزاجه، ويعدّ الخوف سببًا آخر نوعًا ما لرفضها القيادة.
· مسؤوليات البيت والأولاد
أما تماضر هوساوي فقالت : في حال قُدت السيارة سأكون بذلك قد فتحت مجالًا لزوجي أن يرمي علي مسؤوليات البيت والأولاد تدريجيًا، ليصل الموضوع إلى أن أتكفل بمواصلاتهم للمدرسة و”مقاضي” المنزل والتسوق وغيره، لذلك لن أقود.
· أزواج : “زوجاتنا مشترين راحتهن”
يرى حسين المري، أن تعلّم المرأة للقيادة وحصولها على الرخصة يعد مطلبًا أساسيًا، أما عن عزوف المرأة عن القيادة رغم توفر كل مقومات القيادة (رخصة و موافقة)؛ هو لكونها “مشتريه راحتها” وتاركة موضوع القيادة للضرورة خصوصًا مع توفر بدائل لها.
وأشار ناصر محمد إلى أن زوجته رفضت القيادة رغم سماحه لها بذلك وعرضه عليها أن يعلمها؛ بحجة أنها تجد نفسها في رفاهيةٍ ونعمة لوجود من يخدمها، ويقوم بإيصالها لجميع مشاويرها دون عناءٍ أو مجهودٍ تبذله.
· صدمة حضارية

بقول سامي الأهدل، إن من أسباب رفض بعض السيدات القيادة هو لكون البيئة غير متهيئة في الوقت الحالي لقيادة المرأة، مشيرًا إلى أن80% من المجتمع يعيشون حاليًا صدمة حضارية، لذلك فإن البنت التي ستقود ستكون ملفتة للنظر، بالإضافة إلى ارتفاع الرسوم وأسعار السيارات، وعدم ملائمتها لإمكانيات بعض العوائل رغم عدم ممانعتهم، ذلك كفيل أن يؤخر جاهزية المرأة للقيادة، وأيضًا مدة التدريب واختبارات القيادة ووجود الخوف والرهبة من القيادة؛ جميعها تعد عوامل مؤثرة كذلك.
· “الدوّارات.. هنا نظام “غابات”

رغم أن زوجة محمد العلي لديها رخصة قيادة أمريكية وكانت تقود 5 سنوات هناك ولديها سيارة، لكنها رغم ذلك ترفض القيادة في السعودية معللة أسبابها في “الوعي”، وعدم تهيئة الشوارع، فمثلًا الدوّارات النظام هنا نظام “غابات” البقاء فيها للأقوى، بينما في العالم فإن الأفضلية لمن بداخل الدوار.
· أتمنى القيادة .. لكني أخاف
فاطمة عمر تقول : زوجي لا مانع لديه من أن أقود وأتمنى ذلك، لكي أستطيع المرور على أختي والخروج إلى المكان الذي نريده دون انتظار أحد من أبنائنا ليقلّنا، لكن ما يمنعني هو الخوف، فأنا في الوضع الراهن يقوم أولادي بارجاعي للخلف بسبب التوتر والقلق الذي أسببه لهم حين قيادتهم.
· طبيعي في البداية

أطلعت إختصاصية الطب النفسي الدكتورة سميرة الغامدي على الآراء التي تعكس أسباب رفض بعض السيدات القيادة في السعودية بعد قرار السماح لهن، فوضحت أن الأمر عادي حاله حال أي أمر جديد في مجتمعنا، مستشهدةً بأجهزة الجوال التي قوبلت بالرفض في البداية خوفًا من المجتمع، والخوف الذي تشعر به شريحة كبيرة من السيدات تجاه القيادة معيق كبير في حال تم الاستسلام له، لكونه أمرًا طبيعيًا تمر به أيضًا بطلات الراليات، وهذا الأمر يحدث للمرء تجاه أمور عديدة، والخطر وارد، لكن الاستمرار فيه سيجعل المرء لا يتقدم للأمام، لكن هذا الحاجز سيبدأ بالزوال إلى أن ينكسر بالممارسة.
ساميه خالد:
الشوارع غير مهيئة والازدحام شديد
أسماء سالم :
لن أتخلى عن راحتي وأقود
تماضر هوساوي:
لن أفتح مجالًا لتحمل مسؤوليات البيت والأولاد

نصائح للمبتدئات
نصحت الدكتورة الغامدي المبتدئات بالخروج في البداية والقيادة بجانب المنزل في الحي مثلًا، وتأخذ شخص متمرس معها في أول أسبوعين، وثم تقوم بالسير في الخطوط الواسعة والذهاب إلى السوبرماركت القريب من المنزل، وأماكن أخرى قريبة إلى أن تعتاد على شكل السيارة وحجمها، ثم تعتاد على وجود السيارات حولها وكيفية التصرف.
يوميات سائقة سعودية
وكانت الغامدي قد وضعت هاشتاق في تويتر #يوميات_سائقة_سعودية، تدعو السيدات من خلاله إلى مشاركة يومياتهن وتجاربهن في القيادة لتتفاجأ أن أكثر الأشخاص الذين يهاجمونها هن السيدات؛ لأنهن يعتقدن أن القيادة ستشوه سمعتهن، لذلك يخفن من نظرة المجتمع لهن.
وعن تجربتها الشخصية في القيادة وضحت أنه من تاريخ 10/10أصبحت تذهب إلى عملها بنفسها، ففي أول أسبوع كانت تجعل السائق معها لأن المشوار بعيد، كون منزلها في شمال جدة وعملها في أقصى الجنوب لذلك الطريق صعبة في البداية، ومن الأمور التي واجهتها هو سيارة كانت تمشي معها طوال الطريق إلى أن وصلت عملها، وهذا أمرٌ من شأنه أن يربكها لكنها تجاهلت ذلك، فعوّدت نفسها بالذهاب تدريجيًا لمناطق مختلفة والاعتياد على الزحمة.
أزواج :
«زوجاتنا مشترين راحتهن»
وآخرون :
الوعي والطرقات والرهبة.. أسباب إضافية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *