المشاهير

حسين عرب رجل الشعر والإدارة وأول وزير للحج

بقلم– رانيا الوجيه
الشاعر والأديب الوزير” حسين علي حسن عرب” رجل دولة وأحد مؤسسي النظم الإدارية في المملكة العربية السعودية، أسهم كثيرًا في وضع القواعد والمواد لنظام الداخلية، وكان أول وزير للحج في تاريخ المملكة، زهد في الشهرة فلم يستمر في الوزارة طويلًا، ليتفرغ لشغفه؛ الشعر أولًا ثم الأدب والكتابة.
الميلاد والنشأة

ولد حسين عرب وزير الحج السعودي الأسبق في مكة المكرمة بـ” شعب عامر”، وهو من رواد الأدب الحجازي وشاعر من شعراء العربية، بدأ حياته التعليمية طالبًا بكتّاب مسجد بئر الحمام في شعب عامر، حفظ القرآن في صغره مما ساعده على الالتحاق بالمدرسة التحضيرية، التي كانت تتخذ من منطقة المسعى مقرًا لها، ثم درس في المعهد العلمي السعودي ليتخرج منه عام 1356 هـ.
مسيرته المهنية والأدبية

كان حسين عرب شاعرًا متقنًا قادرًا على ترجمة المشاهد إلى لوحات شعرية، جمعها في ديوان أطلق عليه اسم” المجموعة الكاملة”، يعد أحد رواد الشعر والأدب والصحافة في المملكة، ذو عطاء واسع، بدأ حياته العملية في شركة الطبع والنشر، التي تُصدر جريدة” صوت الحجاز” كموظف إداري، غير أن شغفه بالأدب والثقافة جذباه نحو العمل بالمجال الصحفي لينتقل محررًا في جريدة” صوت الحجاز”، ليكتسب منها خبرات عديدة، بعدها عمل في جريدة” أم القرى”.
الطريق إلى الوزارة

بين العمل الإداري والصحفي تنقل الوزير حسين عرب رحمه الله، حيث عُين مديرًا لمكتب إدارة السيارات الحكومية، لتكون وظيفته هذه بداية للتحول نحو العمل الحكومي بعيدًا عن مجال الصحافة الذي مارسه في بداية حياته، ومن إدارة السيارات الحكومية نقل إلى ديوان نائب الملك معاونًا لمدير شعبة المالية والخارجية، ثم سكرتيرًا عامًا بوزارة الداخلية، ثم مستشارًا إداريًا فمديرًا عامًا، فقائمًا بأعمال وكالة وزارة الداخلية، وفي عام 1381 هـ عين كأول وزير لوزارة الحج والأوقاف، ويعتبر حسين عرب المؤسس الحقيقي للوزارة، وساهم بخبراته في إنشاء مصنع كسوة الكعبة المشرفة، بعدما وجد الدعم والمؤازرة من الملك فيصل رحمه الله، ولكن لم يستمر طويلًا في وزارة الحج، إذ تركها في عام 1383 هـ بعد أن وضع أسسها وأرسى قواعد إداراتها.
إبداعه الشعري والأدبي

من جمال صفاته الشخصية تواضعه الذي كان محل الرضا من الجميع، لذلك فاز بالعديد من الجوائز وحظي بالتكريم ونال الأوسمة من داخل وخارج المملكة، كما ترجمت بعض قصائده إلى الألمانية والإنجليزية.
ومن كتاباته: الحياة لغز محير مبهم برغم الاكتشافات الحديثة التي توصل اليها العلم وعلم الطب والهندسة والفلك وعلم الفضاء.
( هذه الاكتشافات التي ظن البعض أن الحياة أصبحت صفحة مكتوبة مقروءة بها، وأن الإنسان أصبح سيد نفسه وسيد ما سواه من عناصر الكون، ترى إذن.. متى يعرف الإنسان نفسه وكيف؟)؛ كانت هذه السطور من وحي الحياة التي شغلت إبداعه وأدبه، وجزءًا من مقال كتبه الراحل حسين عرب ونشر في مجلة المنهل.
كان عرب (يرحمه الله) صورة حية وصادقة للشاعر السعودي الملتزم، كانت لغته العربية والتراث وحضارة الأمة جل اهتمامه، وظهر ذلك واضحًا في شعره وفي المقدمة التي كتبها د. عبدالله الغذامي للمجموعة الكاملة (ديوان حسن عرب).
الرحيل

توفي الشاعر والأديب الوزير حسين علي حسن عرب رحمه الله، في الـ 17 من شهر صفر عام 1423 هـ الموافق 2002 ميلادي، ودفن بمكة المكرمة.
قالوا عنه

رجل فكر وأدب جم ورجل ثقافة واسعة واطلاع على كثير من العلوم وليس الأدب فقط؛ د. راشد بن راجح.
أديبًا وصحفيًا كبيرًا منذ المرحلة الابتدائية، استمر تشجيعه لي وأمثالي من طلاب الأدب والعلم؛ أحمد محمد جمال.
شعر الأستاذ حسين في رأيي ليس فيه غير الجيد، فلا تجد فيه أبدًا تهافتًا أو ضعفًا مهما أطال القول، وهو صياد أول الجوائز الثقافية؛ حسين القرشي.
خلاصة جيل الرواد الذين غرسوا في عقولنا المعرفة، وشذبوا بعطاءاتهم نفوسنا، فتحوا من بين ضلوعهم أنغام الهوى والوجد والإثارة بالإنسان؛ عبدالله الجفري.
شاعر من الرعيل الأول فقدناه، وهو أستاذ في الشعر العربي حلق بنا زمنًا وعطر الساحة المحلية والعربية بأريج شعره الأخاذ؛ د. صالح عون الغامدي.
لشعر حسين عرب مذاق خاص وطلاوة وبهاء، شهدت له الساحة الأدبية ببواكير شعره الأخاذ، حتى غدا مضرب المثل في غزارة الشعر؛ إبراهيم طالع الألمعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *