ثقافة

عازف كفيف وتوحدي معجزة وتشكيلية تبدع بقدمها.. أبرز المتسابقين

«مبادرة عمار» تفتح أبواب الأمل لموهوبي «الإرادة» في موسمها الثاني
جدة – اقرأ
بعد مجموعة من الجولات المكوكية شملت 4 مدن رئيسة من مدن المملكة هي على التوالي: جدة، المدينة، الرياض، والدمام.. انتهت لجنة تحكيم “مبادرة عمار لدعم الموهوبين من ذوي القدرات الخاصة” في موسمها الثاني من تقييم مئات الراغبين في الاستفادة من خدمات المبادرة وجمعية الإرادة لدى الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة، وتحديد من سيتم اختيارهم في ضوء ما لديهم من مواهب وطموحات لترجمة أحلامهم على أرض الواقع.
لجنة التحكيم التي ضمت الفنانين فايز المالكي وقصي خضر، والتشكيلية بدور السديري، ومؤسس المبادرة الدكتور عمار بوقس.. بالإضافة للإعلامي أحمد الشقيري الذي سيتواجد في لجنة التحكيم النهائية، والملحن والفنان بندر سعد الذي التحق بلجنة التحكيم في مدينة الدمام، التقت جموعاً من المبدعين والمبدعات من ذوي الإعاقة في شتى مجالات الموهبة سواء العلمية أو الفنية أو الخارقة..
وكانت البداية من مدينة جدة، والتي التقت فيها لجنة التحكيم بالمتقدمين للمبادرة من الجنسين على مدار يومي الجمعة والسبت 29، 30 يونيو الماضي، وانتقلت بعدها إلى المدينة المنورة في الأول من يوليو الجاري، ثم طارت اللجنة في الثالث من يوليو الجاري إلى العاصمة الرياض المحطة الثالثة للمبادرة التي كانت في ضيافة أكاديمية “سابك”، ومن ثم اختتمت اللجنة أعمالها بتقييم الموهوبين والموهوبات المتقدمين من مدينة الدمام المحطة الرابعة والأخيرة للمبادرة وذلك في الرابع من يوليو الجاري.
جوائز قيمة
وتقدم المبادرة في موسمها الثاني مجموعة من الجوائز القيمة ضمن حفل ضخم تعد له الجمعية حالياً ليكون في 25 يوليو الجاري بمدينة جدة، حيث يحصل الفائز بالمركز الأول على 50 ألف ريال وعقد لمدة عام مع أكاديمية “الإرادة” تشمل تأهيله وتدريبه وتوظيفه ودعم المشروع الخاص به.. بينما يحصل الفائزين بالمركزين الثاني والثالث على عقد لمدة عام أيضاً مع الأكاديمية لتقديم كل الخدمات التي تؤهلهما لتحقيق أحلامهما.
وتستهدف المبادرة صقل الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة في المملكة وتطوير إبداعاتهم عبر الدعم الكامل لهم.
أحيت الأمل في قلوبن
وقد أعرب عديد من الموهوبين من الجنسين عن سعادتهم البالغة بالمبادرة، وما تتيحه لهم من فرص لإثبات ذواتهم وتحقيق أحلامهم، مؤكدين أنها أحيت الأمل في قلوبهم، وأكدت لهم أن الوطن يهتم بهم.
وأضافوا أن القائمين على المبادرة أتوا إليهم في عقر دارهم ولم يجعلوهم يتحملوا عناء السفر إلى مقر الجمعية، وهذا دليل على حرصهم على التواصل مع الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة في كل مكان على أرض المملكة، مؤكدين في الوقت ذاته أن هذا انعكاس لرؤية المملكة 2030 التي يقودها صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي وضعتهم على طريق الأمل وتحقيق الذات.
ومن أبرز المواهب التي تقدمت للمبادرة في كل من جدة والمدينة والرياض والدمام، عازف “أورج” وموزع موسيقي لم تمنعه إعاقته البصرية عن التميز في تقديم باقة ساحرة من الألحان.
أيضًا موهوب مصاب بـ”التوحد” أذهل لجنة التحكيم بمعجزة إلهية وقدرة خارقة حينما أعطاه كل عضو من أعضاء اللجنة تاريخ اليوم والشهر والسنة بالميلادي أو الهجري سواء قبل 10 سنوات أو بعد 20 سنة، فأذهلهم بمعرفة في أي يوم من أيام الأسبوع كان هذا التاريخ.
وموهبة ثالثة لفنانة تشكيلية لديها إعاقة حركية برعت في الرسم بقدمها، حيث تحرك علبة الألوان بنفسها وتمسك الألوان بأصابع قدميها وتبدع في تشكيل لوحات جميلة تنافس أبرع الفنانين الأصحاء.
البحث عن فرصة
إلى ذلك، أعرب الفنان فايز المالكي عن دهشته من حجم المواهب التي شاهدها في مدن المملكة، مؤكدًا أنه فوجئ بطاقات إبداعية فريدة لاسيما في المجالات الفنية بين الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة، وهذا يدل على أن المملكة مليئة بالطاقات والمواهب التي تبحث عن الفرصة المناسبة لبلورتها وخروجها للنور.
وأضاف أن جدة والرياض هما صاحبتا نصيب الأسد في عدد الموهوبين والموهوبات المرشحين للانضمام للمبادرة.. مشيراً إلى أنه سيتم على الفور البدء في صقل هذه المواهب فور تتويج الفائزين بجائزة المبادرة.
الطريق الصحيح
بينما أكد الفنان قصي خضر أن المواهب الفنية التي قابلها خلال جولاته بمدن المملكة تبشر بالخير، موضحاً أنه استمع إلى العشرات من الموهوبين في مجال الغناء ووجد لديهم خامات صوتية قوية ومتميزة تحتاج فقط إلى من يضعها على الطريق الصحيح.
وبدوره أشار الملحن والفنان بندر سعد إلى أن عديدين تميزوا أيضاً في مجال الكتابة الشعرية وفن الإلقاء والفن التشكيلي وكذلك العزف والتوزيع الموسيقي، وأثبتوا أن لديهم أحاسيس وقدرة على التعبير تفوق كثيراً من الأسماء المرموقة.
وأضاف أن المبادرة ستعمل من خلال جمعية “الإرادة” على صقل أبرز المواهب بطريقة احترافية وأكاديمية لتشق طريقها نحو النجومية.
الكنوز
أما الفنانة التشكيلية بدور السديري فأكدت أن المبادرة كشفت عن الكنوز المجهولة والذي تمتلكها المملكة ولم يكن يعلم عنها أحد شيئاً طوال العقود الماضية، موضحة أن الموهوبين والموهوبات خاصة من ذوي الإعاقة هم كنوز بكل ما تعنيه الكلمة إذا ما تم توظيفهم بشكل مناسب.
وأضافت أن الإبداع والموهبة لا تحدهما حدود الإعاقة، وهذا ما تأكد من خلال الإقبال الكبير من جانب الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة للانضمام إلى المبادرة والاستفادة مما تقدمه من خدمات.
وشددت على أن الباب مفتوح دوماً أمام كل من يجد في نفسه الموهبة، ويبحث عن من يوجهه إلى الطريق الصحيح، مؤكدة أن كم المواهب التي شاهدتها في مجال الفن التشكيلي يفوق الوصف، ويحتاج إلى بعض الإرشادات لتطلق العنان لإبداعاتها.
تنمية حقيقية
بدوره ثمَّن الإعلامي أحمد الشقيري فكرة المبادرة والقائمين عليها، مؤكداً أنها من الأفكار العظيمة التي تحقق تنمية بشرية حقيقية، وتؤكد أن المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص، يأخذ كل منهما بيد الآخر إلى طريق الخير والنماء.
وأضاف أن المبادرة حققت قاعدة شعبية كبيرة على الرغم من أن هذا هو موسمها الثاني فقط، لافتاً إلى ضرورة تشجيعها ودعم القائمين عليها بكل الجهود الممكنة لتحقيق رسالتها النبيلة.
وأضاف أن الموهوب المعاق إذا وجد فرصة تحفزه وتمكِّنه من تحقيق أحلامه يكون أكثر صموداً وإرادة وحرصاً على الإنجاز والتميز عن غيره من كثير من الأصحاء، ولهذا يجب أن نأخذ بيده، ونجعله شريكاً وصانعاً للتنمية الشاملة.
جيل مبدع
إلى ذلك، توجه مؤسس المبادرة د.عمار بوقس بالشكر إلى كل المشاركين في موسمها الثاني وخص بالشكر لجنة تحكيمها وطاقمها الإداري وفريق العلاقات العامة والإعلام والمنظمين لها كافة، مؤكداً أن الجميع بذلوا جهداً كبيراً لتحقيق هدف المبادرة وجمعية الإرادة بالوصول إلى الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة في أماكن إقامتهم وفتح آفاق المستقبل أمامهم.
وأضاف أن المبادرة نجحت في كسر عزلة المبدعين من ذوي الإعاقة، وأتاحت الفرصة أمامهم ليثبتوا أنفسهم ويصلوا بإبداعاتهم إلى الناس، مؤكداً أنه وعلى الرغم من الأعداد الكبيرة للمتقدمين إلى المبادرة، فإنه تم اختيار نحو 100 مبدع ومبدعة فقط على مستوى المدن الأربعة ليتم تصفيتهم بعد اختيار لجنة الحكم لأفضل 3 موهوبين، ليشكلوا قمة الهرم بالنسبة للمواهب المتأهلة، مؤكداً أنه يسعى من خلال “جمعية الإرادة لدى الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة” إلى صناعة جيل مبدع من المواهب من هذه الفئة، واختتم حديثه بعبارته الشهيرة: “في 2030 لن نكون معاقين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *