الحوار

مصممة المجوهرات رؤى يغمور: أسرار الألماس والأحجار الكريمة بين يدي

حوار- آمال رتيب
لم تكن براعة رؤى يغمور في تلك القطع الفريدة من المجوهرات والأحجار الكريمة بجودتها العالية وذوقها الرفيع فحسب٬ إنما تميزت وبرعت في مجال تثمين تلك الجواهر الثمينة٬ وتعد من النساء القلائل حول العالم اللاتي يملكن هذه المهارة٬ خاصة بعد دعمها بالدراسة الأكاديمية والعلمية.
المصمم والمثمن
من جمعها بين التصميم والتثمين، كانت إنطلاقة حوارنا معها، حول الفرق بينهما، تقول يغمور إن الفرق بين المصمم والمثمن جذري٬ ويعتبر اختلاف تام في التخصص؛ التصميم فن خلق فكرة مجوهرات وتنفيذ القطعة٬ ويعتبر من أقدم الحرف الحضارية الزخرفية، والهدف الأساسي منها توظيف المعادن النفيسة لتزيين الحياة وزخرفتها، وعمل قطع جمالية تستخدم كوسيلة غير لفظية للتعبير عن الذات، أما المثمن؛ فهو شخص محترف في المجال، ويجب أن تتوفر فيه خبرات معينة بالإضافة إلى عدد سنين عمل في المجال٬ وبعد ذلك يخضع لتدريب واختبارات متخصصة في مجال التثمين.
مهنة شاقة وخشنة
لم أبحث عن مهنتي.. وطريق المجوهرات محفوف بالمخاطر
وتضيف أن التثمين بحد ذاته هو تحديد قيمة نقدية لقطعة مجوهرات بعد الفحص والتدقيق والتحليل٬ ويوجد أكثر من 27 نوع من تقييمات المجوهرات يشمل؛ تقييم الإرث وتقييم التأمين والتقييم الضريبي والتقييم لغرض إعادة البيع …الخ.
وبحسب يغمور، خبير المجوهرات يجب أن تكون لديه خبرة في كافة المجالات والتخصصات، التي تخضع لها قطع المجوهرات أو التحف (object art من التنقيب والقص والتعدين والسبك والتصميم والتصنيع والترويج والعرض والبيع والصيانة والتأمين والتثمين)، وإجمالًا المجوهرات بالنسبة للمرأة عمل شاق وخشن، لا يتناسب كثيرًا والأيدي الناعمة، ولكنه يتوقف على مدى حب المرأة لهذه المهنة، كما يتطلب دراسة مستمرة، فكل عام عليها أن تجتاز اختبارًا دوليًا يعقد في إيطاليا، لابد فيه من الحصول على 100%، حتى يتم تجديد الرخصة لمزاولة المهنة، ورغم مشقة العمل، إلا أنها مهنة ممتعة لمن يحبها.
الماس.. المفضل
وتشير يغمور إلى أنه رغم تعاملها مع أنواع عديدة من الأحجار٬ إلا أن الماس يظل حجرها المفضل٬ وتقول: الألماس هو أفضل المعادن، وهو أصلب حجر وله خاصية اللمعان الشديدة، لكن هناك أحجار أخرى ساحرة، فهناك الأحجار ذات الظواهر، مثل حجر الكاسناندريا وهو حجر جميل وغالي الثمن، وله تلك الخاصية من الغرابة والجمال؛ فتحت الإضاءة أخضر أو أزرق، يتحول إلى أبيض، وتحت الإضاءة الصفراء يتحول إلى أحمر وهكذا، وكثير من الناس يظنون أنه غير طبيعي.
الأندر والأغلى
وتستكمل أنه هناك أيضًا حجر الأوبال، وهو حجر ناري وفي داخله جميع الألوان، وهناك حجر القمر، وعين الهر، وبعض أنواع الزفير فيها ظاهرة النجمة؛ وكأن نجمة تسبح داخل الحجر، وتتبعك أو تتبعينها كلما نظرت إلى الحجر، أما أثمن الأحجار على الإطلاق، والأندر والأغلى حتى من الماس فهو حجر التانزانايت، وهو موجود بمنجم واحد فقط في العالم بدولة تنزانيا.
“عشق”.. أحجار وأشعار
وتتحدث يغمور عن إطلاقها خطوط إنتاج مميزة للمجوهرات٬ والتي بدأتها كما تقول بخط “عشق”٬ وهو مجموعة مجوهرات من الفضة المطعمة٬ ودائما تحمل بعض أشعار الغزل والحب٬ وليس لها علاقة بقواعد الخط العربي٬ إنما تعبر عن الإحساس الذي تترجمه أبيات الشعر العربي الغزلي٬ خاصة ما يعرف بشعر الحب الإلهي مثل أشعار؛ رابعة العدوية وجلال الدين الرومي وابن الفارض وغيرهم٬ وأيضًا من أسماء الله الحسنى في خط “عشق” اسم الله “الودود”، وكل عام يُقدم بتصميم جديد٬ ويحمل هذا الخط أيضا رمزية مهمة؛ الجزء اللامع هو وهج الحب والمشاعر٬ والجزء الأسود أو الراديوم يمثل الهجر أو أي سلبية تعتري العلاقة الإنسانية٬ حيث تعتقد أنه لا يوجد أي أمر في الحياة لا يحمل الوجهين.
مجموعة الأطفال
وتقول إن “قطع الماس الصغيرة” هو خط مختلف؛ عبارة عن إنتاج قطعة بسيطة من المجوهرات المصنوعة من الذهب ومليئة بالماس٬ المليء بالفرح والفخامة في الوقت نفسه، بطريقة فريدة ومبهجة٬ وتحتفل هذه المجموعة ليس فقط بمرحلة الطفولة، لكن أيضا تحتفل بالأمومة بكل عظمتها٬ فهي مجوهرات متخصصة للأطفال من سن حديثي الولادة حتى سن 16، وهو منتج خاص بها٬ القطع مصنوعة من الذهب عيار 18 والألماس٬ وتتميز هذه المجموعة بالاهتمام بمعايير السلامة٬ وبأنها قطعة مستديمة وتعطى كهدايا؛ فالأسعار مميزة ومنافسة٬ والجودة عالية جدًا مقارنة بالمتاح في الأسواق من مجوهرات الأطفال.
وأخرى تحمل اسمها
وتكشف يغمور تجهيزها لإطلاق مجموعة أخرى تحمل اسم “مجوهرات رؤى”٬ تم الانتهاء من التصاميم وبدأت مرحلة الإنتاج، ليتم طرحها في بدايات 2019، وتتميز المجموعة بأنها عصرية وتناسب المرأة العاملة والعملية٬ فيمكن ارتداء هذه القطع يوميًا٬ ورغم بساطتها إلا أنها من الذهب ومرصعة بالألماس.
أغرب التصميمات
وتؤكد أن أغرب التصميمات التي قدمتها في عالم المجوهرات؛ كان قرطًا نسائيًا سداسي الشكل، استخدمت فيه أحد البذور النادرة التي تتواجد في البرازيل، ولا ينتج منها إلا 500 حبة في العام، وصممت منها مجموعات، ولكن أغربها كان القرط الذي يمكن للمرأة أن ترتديه بـ 6 أوجه مختلفة، وكأنها كل مرة ترتدي قرطًا جديدًا.
طموح واقعي
العالمية ليست طموحي الآن.. بل التوسع داخل المملكة
وعندما سألت مصممة ومثمنة المجوهرات رؤى يغمورعن طموحها٬ كان ردها مغايرًا لما هو معتاد، قالت: لن أقول طموحي الوصول إلى العالمية٬ وصناعة ماركة عالمية٬ وما إلى ذلك من هذه الأمنيات٬ لأني أميل إلى الواقعية٬ وطموحي الآن في هذه المرحلة التوسع في مجال عملي ونشاطي داخل المملكة٬ وأن أتعلم وأنقل علمي لغيري٬ ولدي حساب خاص على “سناب” يوميًا أقدم فقرة تعليمية٬ أتكلم فيها عن معلومات قيمة غير موجودة في الكتب٬ أنقلها لكل المبتدئين٬ ويستفيد منها المتابعين من كل أنحاء الوطن العربي٬ وافتخر بهؤلاء المتابعين٬ لأنني اعتبر مهنتي اختيار إلهي لي، كتخصص أفيد به غيري٬ ويكون جزء من هويتي٬ وكل يوم يتحقق هذا الاختيار وبقوة٬ وأدعو دائمًا أن يكون علم يُنتفع به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *