الحوار

المصورة رانيا الفردان: أتوقع حقيبة دبلوماسية للمرأة السعودية في الخارجية قريبا

حوار- آمال رتيب

من دراسة العلوم السياسية إلى التصوير وعالم الفنون البصرية إلى السلامة البحرية وآليات التطوع لخدمة المجتمع٬ محطات كونت شخصية رانيا الفردان٬ التي تحمل كاميراتها وتحصل على جوائز عالمية٬ وفي الوقت نفسه تحلم بيوم تحمل فيه حقيبة دبلوماسية في الخارجية السعودية٬ بنفس ألق العمل التطوعي في خدمة مجتمعها.

تقول رانيا الفردان التي حصلت على ثلاث جوائز عالمية في التصوير٬ وتعمل في اللجنة النسائية للسلامة البحرية في حوارها مع «اقرأ»: الرياض مدينتي التي ولدت وعشت فيها٬ واعتبرها مدينة أشبه ما تكون بورشة عمل٬ فإذا تهاونت وقعت٬ وإذا اجتهدت وصلت٬ وتضيف: دائما أقول إن من يبحث عن النجاح فليأتِ إلى الرياض٬ حيث خدمات وإمكانيات أعلى٬ بالإضافة إلى الدعم والتشجيع.

علوم سياسية

على غير المألوف في اختيار الدراسة للفتيات٬ قررت الفردان بدعم من أسرتها دراسة العلوم السياسية٬ رغم ندرة التخصص الدراسي وفرص العمل للحاصلين عليه٬ إلا أن شغفها بالتعرف على تاريخ الشعوب والنظريات السياسية التي غيرت وجه العالم٬ بالإضافة إلى رؤية مستقبلية لاحتياج المملكة لهذا التخصص الدراسي بين شبابها٬ دفعها للدراسة دون تردد، تقول: «لم أمارس العمل في مجال السياسة٬ رغم أني متابعة ومحللة جيدة ، وعند ردودي على أسئلة المقربين٬ ألاحظ أنها تكون صائبة٬ وأتمنى أن يأتي اليوم الذي أفيد فيه وطني والمجتمع بما درسته وتلقيته من علوم في السياسة».

المرأة والدبلوماسية

وتضيف: من خلال دراستي أرى أن المرأة لها مهام سياسية الآن٬ وهناك سعوديات في غالبية قنصليات وسفارات المملكة٬ وأعتقد أنه في القريب العاجل ستكون هناك حقائب دبلوماسية نسائية٬ والمرأة في السلك الدبلوماسي وصلت لمستوى عالِ ، وأتوقع خلال السنوات القليلة المقبلة أنها ستبرز بشكل أكبر، هناك جيل جاهز لهذه المهمة٬ فقط يحتاج إلى صقل التجربة العملية٬ وهذا سوف يتأتى بالتدريج.

التصوير والفنون

في العام 2006 وجدت الفردان ضالتها لتشبع هوايتها في التعرف على الآخر٬ فكانت الكاميرا رفيقتها٬ تقول عن ذلك : التصوير غير حياتي من الألف إلى الياء٬ بدأت من خلال الدورات التدريبية٬ واكتشفت موهبتي٬ ولم أكن أتوقع أن يكون لي اسم وتواجد في عالم التصوير والمصورين، ولم اتوقف عند عالم التصوير فحسب٬ فالفن جزء كبير من حياتي بالإضافة إلى الموسيقى٬ فالفنون مترابطة٬ واستمع إلى كل أنواع الموسيقى خلال يومي٬ كما أن الفن يكسر الفواصل بين الشعوب٬ فهو لغة حية توحد بين مختلف الثقافات٬ والفنان عادة متسامح ومتقبل للآخر٬ وليس القبول المشروط٬ فالفن رقي وسمو٬ فلا اتفق مع من يقول بأن قبول

الآخر هو قبول مشروط، وتضيف: التصوير ليس فقط جماليات٬ ولكنه عرض للحقائق٬ في الماضي عندما درست العلوم السياسية أثرت في شخصيتي وطورتها٬ ومع التصوير تعلمت كيفية استخدام الدبلوماسية حتى في العلاقات الشخصية٬ وكيفية النظر إلى الموضوع من عدة زوايا.

الصور توثيق للسياسة

وتجد الفرادان رابطا قويا بين عالمي التصوير والسياسة٬ وتفسر ذلك بقولها: دائما أجد السياسة موثقة بالصور٬ وكل الأحداث على الساحة الدولية يكون المؤثر الأكبر فيها ليس بيانات أو نشرات إخبارية٬ إنما “الصور” فصورة واحدة كافية لنقل معاناة شعب أو تعذيبه لتحريك الرأي العام العالمي، والمصور أصبح أهم من السياسي الآن٬ ولم تعد مهمة التصوير نقل الجماليات ولكن أصبحت لديه مهمة المقاتل أو المدافع٬ فقط لينقل الحدث بشفافية أمام العالم٬ فالمصور في المناطق الملتهبة هو مصور أخذه الشغف بالمهنة إلى حافة الخطر٬ وكثير من الزملاء قابلتهم وتحدثوا عن فقد أصحابهم أمام أعينهم، التصوير بالإضافة إلى دراسة العلوم السياسية جعلني أنظر للأمور نظرة مختلفة٬ فالمواقف ليست دائما دبلوماسية.

بطاقة مرور

وتضيف: ربما دخلت مجالات متنوعة جعلتني شخصية مختلفة٬ مختلطة بمجتمعات عديدة من كل بقاع العالم٬ التصوير فتح لي آفاقا إنسانيا ومعرفية متنوعة٬ واعتبر أن لقب فنان بطاقة مرور لكل المجتمعات٬ وجعلني أتعلم أشياء جديدة٬ خاصة وأنني أهوى التعلم٬ ولا أجد أي شيء يستعصي على التعلم٬ والإنسان طالما لديه القدرة فليفعل٬ وأجد نفسي في العلاقات العامة والبروتوكولات٬ ولكن إلى الآن لم أجد المجال للعمل٬ ومع ذلك لن أتوقف عند مجال معين٬ العلوم السياسية أفادتني في معرفة الشعوب وكيفية التعامل مع كل شعب والتصوير كان مدخلي إليهم.

كاميرا الشباب

وعن دخول كثير من الشباب السعودي مجال التصوير٬ ترى الفردان الموقف بنظرة أخرى ، تقول: التصوير عندنا ما زال في البداية ٬ في الخارج هناك مصورين احترافيين يتنقلون من مكان لمكان حول العالم لرصد ظاهرة أو بيئة معينة بكل تفاصيلها والحياة الخفية سواء الإنسانية أو البيئية٬ بعض الأماكن والشعوب بعاداتهم وتقاليدهم وأزيائهم لولا الصور ربما لم نكن نسمع عنه، واعتقد أن حجم المناسبات التي تقام في كل أنحاء المملكة تتطلب وجود أعداد أكبر من المصورين والمصورات، ومن خلال تجربتي بالعمل مع عدد من الصحف الفرنسية٬ استشعر الفارق بين العمل المحلي والدولي٬ فكثير من الصحف الآن تستعين بالمرأة٬ وهو سوق عمل جديد للمرأة السعودية٬ وأتمنى أن تكون هناك معاهد أكاديمية أو دراسات متخصصة في الجامعات السعودية لتخريج مصورات ومصورين على علم ودراية وليس كهواية فقط.

دعم وتكريم

حصلت الفردان في مجال عملها كمصورة محترفة على العديد من الجوائز العالمية٬ وكذلك على خطاب شكر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان٬ وخطاب تهنئة من وزارة الخارجية٬ وآخر من وزارة الإعلام٬ كما حصلت على 3 جوائز دولية في التصوير٬ وصورت الجنادرية والقمة العربية للتنمية البيئية بحضور الملك سلمان 2013 ٬ وكانت من مصوري افتتاح كاوست ، تقول: الحمد لله أنا في مكان وحكومة تدعم شبابها ومواهبهم والأهم التركيز فيما نفعل٬ وأتمنى استفادة الجيل الجديد من الذين سبقوهم ، والتركيزعلى أهدافهم وسيجدون كل الدعم.

تمكين المرأة

وتستكمل: نحن في ظل حكومة تدعم تمكين المرأة٬ وعن تجربة شخصية عندما بدأت التصوير في 2006 وجدت كل الدعم٬ كان التصوير النسائي قاصراً على الحفلات النسائية٬ وكان مجالا جديدا في ذاك الوقت ووجدت الدعم العائلي والحكومي والرسمي والتشجيع الدائم٬ وبشكل شخصي لم أجد أي صعوبات سواء في مجال التصوير أو عملي في القطاع الخاص٬ على العكس دائما هناك دعم٬ وأذكر عند استلام الجائزة الذهبية في التصوير من ألمانيا وجدت كامل الدعم والتسهيلات من وزارة الإعلام٬ كان هذا قبل 8 سنوات تقريبا٬ فسياسة الدولة واضحة٬ والدعم مقدم لكل ناجح سواء رجل أو امرأة٬ والإعلام الغربي هو من يروج أفكار سلبية عن المملكة والمرأة السعودية، فقط نحتاج تسويق إعلامي قوي ليعرف الغرب أن المرأة السعودية تحصل على حقوقها كاملة وتجد الدعم في كل المجالا.

أفكار للمستقبل

وتشير الفردان إلى أن كل هذا ليس جميع ما تحلم به، إنما هي خطوات على الطريق، وعليها أن تفكر فيما ستقدمه غدا؛ ربما تفكر في تغيير المجال بالكامل، فهي شغوفة بالطيران ، وهي على وعد مع نفسها لبذل المزيد من الجهد وإتاحة الوقت لتعلمها وكذلك الزراعة٬ كلها مخططات لم تجد الوقت المناسب لتنفيذها بعد.

السلامة البحرية

وهناك جانب آخر من حياة الفردان العملية ، يتمثل في عملها مع اللجنة النسائية للسلامة البحرية وهي لجنة رسمية٬ تقول: عملي مع اللجنة تطوعيا٬ والعمل التطوعي هو أقل واجب لتنمية المجتمع٬ ونحن كأفراد نحتاج لهذا النوع من التواصل والعطاء بلا مقابل٬ فالعمل التطوعي ينمى هذه الصفات الإيجابية تجاه النفس والغير أيضا٬ فلا حد للعطاء كما أنه لا حد للنجاح٬ الإنسان لا يتوقف عند مرتبة معينة أو درجة وظيفية محددة٬ والعمل التطوعي مدرسة لتعلم التواضع ، نمى فيها مساعدة الناس وحب الإيثار.

أمنيات

عن أمنياتها ، تقول المصورة رانيا الفردان : أتمنى السلام والاستقرار لمستقبل أفضل٬ وأن نجهز أنفسنا لمشاريع الرؤية٬ لنحقق تنمية مواردنا٬ ونحقق الرؤية٬ ونخرج أجيال جديدة تفكر وتعمل في الطاقة والفضاء٬ ينبغي علينا كـ”جيل وسط” الأخذ بيد الأجيال الجديدة التي ستنفذ الرؤية٬ ونسخر طاقتنا باتجاه صحيح لتحقيق الأمان والاستقرار من أجل الأجيال القادمة٬ وأتمنى كل التوفيق لحكومتنا٬ وبشكل شخصي أتمنى أن أكون في موقع يمكنني من تقديم ما يفيد الوطن والمجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *