المشاهير

محمد عبد الجواد جناح الكرة السعودية الطائر

بقلم: أميمة الفردان

هل سمعت عن جناح طائر على الأرض؟! ذلك هو الظهير الأيسر لقلعة الكؤوس النادي الأهلي والمنتخب السعودي الأول الذي صنع انجازات السعودية الرياضية، ذلك هو محمد عبدالجواد لاعب كرة القدم السعودي السابق من مواليد 1962العام عروس البحر الأحمر جدة.

سطع نجم عبد الجواد رياضياً اواخر السبعينيات؛ التي بدأها من خلال الدورة الودية الرياضية في دبي؛ وقدّم خلالها مستوى رائع لفت اليه الأنظار؛ التي كان منها المدرب البرازيلي مانييلي مدرب المنتخب السعودي حينها؛ ليتم اختيار عبد الجواد للإنضمام لصفوف الأخضر المنتخب الأول صانع أمجاد الكرة السعودية؛ واستمر عبد الجواد في صفوف المنتخب لمدة خمسة عشر عاماً قدّم خلالها أفضل ما عنده،
ناهيك عن محافظته على مركزه ظهير أيسر الذي لم يتمكن أي لاعب من شغل مكانه بمهارات عبد الجواد وشخصيته خفيفة الظل التي مكنته من اللعب واحياناً التحايل بطريقة لا تملك الا أن تضحك أمامها، وتتجاوزها لوجود حسن النية وهي في النهاية فوز فريقك وفي اغلب الأحوال كانت فوز المنتخب!

محمد عبد الجواد الإسم الذي لا يزال يسكن الذاكرة الرياضية السعودية؛ ليس لكونه بقي داخل المشهد الرياضي بذكاء واحتراف حتى بعد الإعتزال؛ سواءً من خلال توجهه في بداية اعتزاله إلى عمله ابرام تعاقدات الأندية المحلية الراغبة في جلب لاعبين اجانب لفرقها؛ قبل أن يتحول للتحليل الرياضي من خلال الجزيرة الرياضية ثم قنوات تلفزيون الشرق الأوسط الرياضية حتى كتابة هذا التقرير.

استمرار عبد الجواد النابع من عقلية منفتحة وذكاء؛ يغلفه الظهير الطائر ببشاشة وصراحة جافة تكسرها خفة ظل يشهد له بها المجتمع الرياضي؛ كل ذلك مع مهارة كروية وحضور داخل المعلب صنع لمحمد عبد الجواد نجومية لم ينطفيء اشعاعها حتى اللحظة، بل تعيد نفسها من خلال ايفيهات وعبارات خاصة به لعبد الجواد المحلل والناقد الفني في الإستديو التحليلي لمن يتابعه؛ كفيل برسم ابتسامة على محيا المشاهد.

عبد الجواد الذي سطع نجمه مع صعود نجومية المنتخب السعودي؛ في زمن جميل للكرة السعودية؛ تحت رعاية الراحل فيصل بن فهد امير الشباب حينها؛ تمكن من كتابة اسمه بماء الذهب عبر سجل حافل بالبطولات على مستوى ناديه الأهلي وعلى مستوى المنتخب سواءً قارياً وهوما حدث في كأس آسيا وتصفيات كأس العالم؛ ناهيك عن حضوره في بطولات الخليج.

لم تأتي تلك النجومية من فراغ بل توجته قدم الجناح الطائر بأهداف لا تزال حاضرة في الذاكرة الرياضية؛ بعضها أشبه بالخيال؛ منها هدف عبد الجواد في البطولة الأفرو آسيوية ضد الكاميرون التي أقيمت في مدينة الطائف السعودية والتي نفست عن غضب عارم بسبب الأهداف الستة التي مني بها المرمى السعودي؛ ليأتي هدف عبد الجواد من منتصف الملعب ويسكن الشباك الكاميرونية؛ دون استئذان ويكتفي كامل الفريق الكاميروني بالمشاهدة بما فيهم الحارس!

رحلة الظهير الأيسر مع الأخضر سواءً النادي الأهلي او المنتخب؛ التي بدأها في الثمانينات تمكن خلالها من ترسيخ اسمه كواحد من نجوم الكرة السعودية؛ اللذين تمكنوا من رسم خط البداية لخارطة الكرة السعودية في المحافل الدولية؛ بدءً من آسيا التي كانوا أسيادها في زمن جميل بقوة العلم والعمل والتخطيط والرعاية؛ مروراً ببطولات على المستوى الإقليمي وصولاً إلى نهائيات كأس العالم.

انجازات محمد عبد الجواد لا تقف عند عتبة المنتخب السعودي فقط؛ بل بدأت مع النادي الأهلي السعودي الذي حقق معه عبد الجواد كأس الملك في العام 1403هـ. وبطولة الدوري السعودي في العام 1404هـ. بالإضافة لكأس الخليج في العام 1405هـ. واياً كانت الإنجازات؛ يظل انجازاً للكرة السعودية أنها تضم بين صنّاع الكرة السعودية جناحاً لا يزال محلقاً في عالم الكرة ومزيلاً بتوقيع سعودي صميم هو محمد عبد الجواد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *