استطلاع

القمة العربية للعالم : لا سلام دون القدس

بقلم- فاطمة آل عمرو

اعتبر عدد من المحللين السياسيين أن تبني خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عنوان “قمة القدس” للقمة العربية الـ 29، كان تحولا استباقيا لخطوات سوف تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وأن إنعقادها يؤكد أن الأمة العربية رغم جراحها النازفة قادرة على التواصل وتجاوز بعض الخلافات، وأن مبادرات المملكة وثقة القيادات العربية بالدور السعودي ، أضفيا حيوية على القمة، وقفزاً بالقضية الفلسطينية إلى بند أولي وأساسي ، وتشارك كل العرب في إدانة الموقف الأمريكي من القدس وزادت حالة الإرتياح ، حينما أعلن الملك دعم القدس، بحيث أن القمة وصفت بأنها ” مداوة للجراح النازفة، (اقرأ) استطلعت آراء عدد من السياسيين السعوديين والعرب ، حول “قمة القدس”.

بددت الشكوك

حسني الشياب: أزاحت الهم عن مليار ونصف المليارعربي ومسلم

يقول عضو مجلس النواب الأردني الدكتور حسني الشياب : إنه رغم انعقاد القمة في ظروف حالكة بالغة الخطورة والتشظي العربي والتشفي الغربي ، إلا أن ما تم إعلانه على الملأ ، بأن القضية الفلسطينية برمتها والقدس بجوهرها الديني ومكانها ومكانتها التاريخية ، يتصدراً جدول القمة واهتمامات القادة ؛ قد أزاح عن صدور قرابة مليار ونصف المليارعربي ومسلم في العالم ، الهّم والغّم والشك الذي ساد عقولهم ، بأن هناك عملاً دولياً لجعل هذه المدينة المقدسة تخرج عن إطارها العربي الإسلامي ، وأن قمة القدس بددت الشكوك واعادت “زهرة المدائن” الى عمقها العربي الإسلامي.

قدس الأديان السماوية

سياسيون سعوديون وعرب: قمة مداوة للجراح النازفة

وأوضح أن هذا الشك الذي عاشت معه الأمة العربية والإسلامية في الأشهر الاخيرة عقب توقيع الرئيس الأمريكي ترمب قرارأ يقر فيه اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ، لكن استطاع خادم الحرمين الشريفين والزعماء العرب ، تبديده في قمتهم ؛ فالقدس وإن حامت حولها الشكوك السياسية الدولية ، وحول مستقبلها ، إلا أنها ستظل قدس الأديان السماوية ، ولن تكون في يوم من الأيام رهينة للاحتلال، منذ نشأتها وحتى نهاية التاريخ.

ولا سلام دون القدس

وأكد الشياب أنه من الطبيعي أن يحدث الخلاف العربي ، وإن كنّا لا نريد أن يحدث أو يطول ، إلا ان العرب من محيطهم الى خليجهم ، لم يكونوا في يوم من الأيام يختلفون على القدس، بوضعها المركزي بالنسبة لهم، وبالتمسك بجميع مقدساتها ، وأنه لا سلام ولا أمن ولا استقرار في المنطقة والوطن العربي ، والقدس ما تزال ترزح تحت نير الاحتلال الصهيوني .

التعويل على” النوايا السليمة”

ويختتم عضو مجلس النواب الأردني، بأن من هذه المعطيات، جاءت “قمة القدس” محققة لأهم النجاحات التي تهم العرب، على وجه الخصوص والعالم الاسلامي عامة، مع أن هناك تحديات تواجه الأمة ، وخلافات نجزم بأن الزمن كفيل بحلها ، حيث النوايا السليمة ستفرض حضورها آجلاً أم عاجلاً.

توصيات مهمة للغاية

محمد آل زلفة:إعادة للأمل ورؤية جديدة لمستقبل المنطقة 

ويشير عضو مجلس الشورى السابق محمد آل زلفة ، إلى أن قمة القدس تعتبر في نظر الكثيرين من المتابعين والمحللين، من أهم القمم لمعالجة القضايا والشؤون العربية ، والتحديات التي واجهها الأمن القومي العربي، ويدلل على أهميتها حضور كثير من الزعماء العرب، والخروج بقرارات وتوصيات مهمة للغاية، ومرتكزات تُعلى الأمن القومي العربي، وتمنع تدخلات القوى الإقليمية في الشؤون العربية، خاصة التدخلات الإيرانية، وتشدد على محاربة الإرهاب والمليشيات المتطرفة، سواء كانت في اليمن أو العراق أو لبنان وسوريا.

إعادة الأمل

ويضيف آل زلفة ، أن القمة كانت بمثابة إعادة الأمل للانسان العربي ؛ من خلال رؤية جديدة لمستقبل منطقة عربية آمنة، عكس ما شاهدته المنطقة خلال العقد ونصف العقد الماضي، حيث احدثت التدخلات الإيرانية هزات كبيرة جداً في الجغرافيا السياسية العربية، كل تلك التحديات التي تواجه الأمة العربية ؛عالجتها القمة العربية بوضوح وصراحة.

عام حاسم

ويعتقد عضو مجلس الشورى السابق ، أن العام التي ستكون فيه السعودية رئيسة للقمة العربية ، سيكون عام حاسم ومهم ؛ حيث يثق كل عربي مخلص لعروبته، بأن هناك أمل وطمأنينة ، طالما الأمور بيد أمينة.

تحول استباقي

عبدالله الجنيد: مقاطعة الاحتفالات الصهيونية ضرورة

ويرى الكاتب والباحث السياسي البحريني عبدالله الجنيد ، أن تبني عنوان “قمة القدس” من قبل خادم الحرمين الشريفين ، كان تحولا استباقيا لخطوات سوف تشهدها منطقة الشرق الأوسط والعالم في منتصف مايو المقبل، عندما تحتفل دولة اسرائيل بميلادها الـ 70، ويتوقع أن يكون لهذا العنوان الكثير من الخطوات العملية، وأن الاتحاد الأوروبي سيكون متضامن مع الكثير من هذه الخطوات، ويأمل الجنيد من الدول العربية التي تمتلك علاقات طبيعية مع دولة اسرائيل ، مقاطعة الاحتفالات الاسرائيلية ، خصوصا وأنها ستقيمها في القدس.

مقاطعة الاحتفالات الاسرائيلية

خبراء : قمة القدس مداوة للجراح النازفة

ويشدد على أهمية مواصلة دعم المواقف التي تبنتها القمة ، خاصة بعدما رفعت شعار “قمة القدس”، وألا تحضر الدول المجاورة للكيان الصهيوني الاحتفالات الاسرائيلية، لأن عدم المقاطعة سيقلل من قيمة القمة، لذلك على هذه الدول أولا التضامن بشكل عملي مع ذلك العنوان والخطوات المرافقة له، وتمنى من القيادات الفلسطينية إعادة تقييم الموقف، والخروج بموقف مشترك وتطوير أدوات عملها السياسي.

الجهد الدبلوماسي والسياسي ..مطلوب

ويؤكد الكاتب والباحث السياسي البحريني ، على أن القمة قدمت جملة من العناوين ، وأن عملية احتواء الأخطار والتهديدات لن تكون بالعمل العسكري، إنما من خلال الجهد الدبلوماسي والسياسي والتنموي في محيطنا الجيوسياسي؛ هذا ما أكدت عليه القمة ، والدور القيادي للمملكة فاعل في كل العالم العربي والإسلامي، واسهم بشكل كبير في استقرار المنطقة ، ومع قيام المملكة بدور منفرد في هذه القيادة ؛ فبالتأكيد نتطلع إلى المزيد من الحلول للكثير من الملفات العربية العالقة.

كشف الادعاءات الباطلة

ضرار الفلاسي: اخرست أفواه الكثيرين وكشفت الادعاءات الباطلة

وينوه الكاتب والمحلل السياسي الإماراتي ضرار بالهول الفلاسي ، إلى أن القمة اخرست أفواه الكثيرين بإعلانها أنها “قمة القدس”، وكل من حاول التشكيك في دور السعودية ودول أخرى زعماً بقلة الاهتمام بقضية القدس؛ قد انكشفت ادعاءاته الباطلة، وقد اثبتت المملكة بالفعل و بالمنطق أن القدس قضية مركزية لها وللأمة العربية ، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان دائما على قدر المسؤولية ، وأكد أن القدس في قلوب العرب، واختتم الفلاسي بأن ” المطبلين ” لأردوغان لا يملكون إلا التطبيل والنفاق .

دور المملكة والقيادة

عقل الباهلي: دور المملكة والقيادة اضفيا حيوية على المؤتمر

وبحسب المحلل السياسي عقل الباهلي ، أن إنعقاد القمة كان مهما، ليؤكد أن الوطن العربي رغم جراحه النازفة ، قادر على التواصل وتجاوز بعض الخلافات، ويردف أن القيادة السعودية دورها بطبيعة مسؤوليات القمة ؛ التنظيم وتنفيذ جدول القمة ورعاية المشاريع العربية خلال العام القادم ، حتى إنعقاد القمة الـ 30 في تونس ، إلا أن مبادرات المملكة وثقة القيادات العربية بالدور السعودي، أضفيا حيوية على المؤتمر ، وقفزا بالقضية الفلسطينية لتصبح بند أولي وأساسي ، وتشارك كل العرب في إدانة الموقف الأمريكي من القدس ، وزادت حالة الإرتياح حينما أعلن الملك سلمان دعم القدس والأنروا ، وأسهم هذا الجهد في إزالة الضباب “الكاذب” حول الموقف السعودي من القضية الفلسطينية ، وهي قضية العرب الأولى ، وحدث هذا الضباب بسبب تفسيرات خاطئة لتصريحات سعودية ، ومواقف مسبقة من خصوم وأعداء المملكة.

تلافي المواقف المتباينة

ويواصل الباهلي ، أنه لم تحدث تجاذبات سلبية خلال القمة، وركز البيان الختامي على الموقف الجماعي ، وتلافي المواقف المتباينة ، مما أتاح للجميع الإحتفاظ برؤيته، والتصويت مع الإجماع مسألة في غاية الأهمية ، ويضيف : رغم أن الخلاف الخليجي ملف خاص، لكني كنت أتمنى من الزعماء العرب مناقشته ولو بجهد جانبي ، ربما حدث هذا، لكن لم يتسرب أي جهد بهذا الشأن ، ولا زال الوقت متاح لمحاولات الحل.

التزام لا تنازل عنه

ويؤكد المحلل السياسي الدكتور أحمد الموكلي، أن القمة نجحت في الظهران ، نظرا لمكانة خادم الشريفين في قلوب حكام العرب، واطلق عليها خادم الحرمين الشريفين “قمة القدس” كونها قضية الوجدان العربي والإسلامي، ولأهمية القضية الفلسطينية في قلوب حكام هذه البلاد قولاً وفعلاً لا شعارات ، الأمر الذي يؤكد التزام العرب بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وأنه لا يمكن التنازل عن هذا الالتزام، ويختتم الموكلي بأن الدعم المالي الكبير الذي حظيت به الأوقاف الاسلامية في القدس ، تأكيد لمكانتها في القلوب ، وتعزيزاً لهويتها الإسلامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *