المملكة

المملكة وفرنسا .. مرحلة جديدة من الشراكة المميزة

210 مليارات ريال حجم التبادل التجاري بين البلدين

توقيع 20 مذكرة تفاهم بقيمة أكثر من 18 مليار دولار

مذكرات واتفاقيات للتعاون في المجال الدفاعي وتوطين التقنية

تعزيز التنسيق في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب وأزمات المنطقة

تطوير الشراكة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية

جدة- اقرأ
شهد عام 1926 بوادر انطلاقة العلاقات السعودية الفرنسية عندما أرسلت باريس قنصلاً مكلفاً بالأعمال الفرنسية لدى المملكة، ثم أنشأت بعثة دبلوماسية في جدة عام 1932م، وتوالت خطوات إرساء العلاقات، حيث دخلت مرحلة جديدة ومتميزة، عقب زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز،رحمه الله، لفرنسا عام 1967 ولقائه الرئيس الفرنسي شارل ديجول، ومثلت تلك الزيارة دعما وتطورا مستمرا، ليشمل مجالات أرحب بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين.
وتتميز العلاقات السعودية الفرنسية بتاريخ حافل من التعاون المشترك، والشراكة الاستراتيجية حيث ظل التوافق بين البلدين بشأن معظم النزاعات الإقليمية الكبرى في الماضي، جوهر العلاقة الثنائية بينهما، وهما متوافقتان اليوم في مواجهة القضايا الأكثر إلحاحًا في المنطقة، وهي: التهديد الذي يمثله الإرهاب في الشرق الأوسط وأفريقيا، وأزمات المنطقة؛ حيث تعد المملكة دولة محورية في تحقيق واستدامة السلام، والاستقرار في الشرق الأوسط، اللذين التزمت بهما فرنسا منذ عقود.
هذا بخلاف أن المملكة وفرنسا عضوان في مجموعة العشرين، وزعيمتان في منطقتيهما؛ كما يشترك البلدان في أولويات متشابهة في الأمن والاقتصاد، فالقضايا التي تؤثر على فرنسا، من المرجح أنها تؤثر أيضاً على المملكة بطريقة مماثلة.
وبناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – واستجابة للدعوة المقدمة من حكومة الجمهورية الفرنسية، وصل – بحفظ الله ورعايته- صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى الجمهورية الفرنسية في زيارة رسمية في الثامن من أبريل 2018م.
لقاء ولي العهد وماكرون لتعزيز التكامل:
التقى سمو ولي العهد مع فخامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتناول اللقاء الذي دام 3 ساعات سبل تعزيز التعاون الكامل بين البلدين، في موضوع الأمن ومكافحة الإرهاب.
واستضاف الرئيس ماكرون، سمو ولي العهد، في إطار عشاء خاص في اللوفر، وهو مكان رمزي للتراث الثقافي الفرنسي؛ بمناسبة إطلاق معرض دولاكروا، الرسام المعروف. وسيعمل الرئيس الفرنسي، والأمير محمد بن سلمان ، على وثيقة استراتيجية ستكون جاهزة قبل نهاية العام، وتنتج عنها عقود؛ حيث يزور الرئيس الفرنسي المملكة لتوقيعها قبل نهاية العام. من جهة ثانية، التقى سمو ولي العهد دولة رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب، وذلك في مقر رئاسة الوزراء في العاصمة الفرنسية باريس.
وجرى خلال اللقاء، استعراض علاقات التعاون؛ خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية، وفرص تطوير الشراكة بين البلدين. وقد أقام دولة رئيس الوزراء الفرنسي مأدبة غداء بهذه المناسبة؛ احتفاء بسمو ولي العهد، والوفد المرافق. كما اجتمع سمو ولي العهد في مقر إقامته بباريس مع معالي وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان. وتناول الاجتماع، العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وسبل تعزيزها، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، والجهود المبذولة تجاهها.
إلى ذلك، انطلقت في العاصمة الفرنسية باريس أعمال الاجتماع (39) لمجلس الأعمال السعودي الفرنسي المشترك ، وأوضح معالي وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي، أن قيمة التبادل التجاري بين المملكة وفرنسا، بلغت خلال الـ 5 سنوات الماضية 210 مليارات ريال ، مشيرا إلى أن حجم التراخيص الممنوحة لشركات فرنسية في المملكة، بلغ حتى الآن 179 ترخيصًا . فيما أوضح معالي وزير النقل المهندس نبيل العامودي، أن استراتيجية النقل الجديدة ستحتاج إلى استثمارات تفوق قيمتها 115 مليار ريال.
الجانب الدفاعي والعسكري:
اجتمع سمو ولي العهد في مقر إقامته مع معالي وزيرة الدفاع بالجمهورية الفرنسية السيدة فلورنس بارلي .
وتم خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية ومجالات التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين، وسبل تطويرها، خاصة في الجانب الدفاعي والعسكري، والفرص الواعدة وفق رؤية المملكة 2030 ، بالإضافة إلى بحث تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والعالم، والجهود المبذولة بشأنها بما فيها جهود محاربة الإرهاب ومكافحة التطرف.
وعقب الاجتماع جرى التوقيع على عدد من المذكرات والاتفاقيات للتعاون في المجال الدفاعي بين البلدين لتطوير القوات المسلحة السعودية ونقل وتوطين التقنية وفقا لرؤية المملكة 2030، وتوفير التدريب وخلق فرص وظيفية في البلدين، واستكمال الإجراءات اللازمة لدعم القوة المشتركة لدول الساحل الأفريقي لمحاربة التنظيمات الإرهابية .
كما اجتمع سمو ولي العهد في مقر إقامته بباريس مع معالي وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان. وجرى خلال الاجتماع، استعراض العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وسبل تعزيزها، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، والجهود المبذولة تجاهها. حضر اللقاء أعضاء من الوفد الرسمي لسمو ولي العهد.
تعزيز القيم الإيجابية للتعايش والتسامح :
والتقى سمو ولي العهد في مقر إقامته بباريس، عدداً من نواب الجمعية الوطنية الفرنسية.
وجرى خلال الاجتماع، استعراض روابط التنسيق بين البلدين الصديقين، في عدد من المجالات المشتركة، وبحث جملة من المسائل ذات الاهتمام المتبادل كما التقى بعضاً من القيادات الدينية في الجمهورية الفرنسية.
وجرى خلال اللقاء، التأكيد على أهمية المشتركات الإنسانية بين أتباع الأديان؛ لتعزيز القيم الإيجابية للتعايش والتسامح.
وكان سمو ولي العهد قد التقى في مقر إقامته مع المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) السيدة أودري أزولاي. وجرى خلال الاجتماع استعراض المبادرات السعودية في الجانب الثقافي، والتعاون المتواصل مع اليونسكو، وفرص تطويره؛ بما يتوافق مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030.
تعزيز الشراكة وفرص الاستثمار:
والتقى سمو ولي العهد وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برونو لامير، يرافقه عدد من رجال الأعمال في الجمهورية الفرنسية.
وجرى خلال اللقاء، تبادل الأحاديث حول تعزيز الشراكة، وفرص الاستثمار، بما فيها استقطاب استثمارات واعدة، تعزز من توطين التقنية، وتأهيل الكوادر البشرية الوطنية.
مجلس الشراكة الاستراتيجية السعودية الفرنسية:
توقيع اتفاقية تعاون لتطوير العلا:
واستقبل فخامة الرئيس ايمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية في قصر الاليزيه سمو ولي العهد.
وقد رأس سمو ولي العهد وفخامة الرئيس الفرنسي اجتماع مجلس الشراكة الاستراتيجية السعودية الفرنسية بحضور وفدي البلدين.
ونقل سمو ولي العهد لفخامته تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – ، فيما حمله فخامته نقل تحياته لخادم الحرمين الشريفين – رعاه الله -. وتم خلال الاجتماع استعراض العلاقات السعودية الفرنسية، والشراكة الاستراتيجية ومواصلة تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات . كما جرى بحث مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والجهود المبذولة من أجل أمن و استقرار المنطقة .
بعد ذلك جرى التوقيع على اتفاقية تعاون تتعلق بتطوير المواقع التراثية والتاريخية في محافظة العلا بما يعزز التحول المستدام للمحافظة. وقعها من الجانب السعودي صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، ومن الجانب الفرنسي معالي وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان.
مشروعات لأفريقيا بمبلغ200 مليون يورو :
وقعت المملكة وفرنسا في باريس مذكرة تعاون لتمويل مشروعات تصب في صالح الاحتياجات التنموية في القارة الأفريقية، بإجمالي دعم يقدر بـ200 مليون يورو، سيتم تقديمه مناصفة بين الصندوق السعودي للتنمية، ووكالة التنمية الفرنسية.
وتختص مذكرة التعاون المشتركة باشتراك المملكة وفرنسا بتمويل مشروعات البلدان الأفريقية الكائنة في إقليم الساحل الغربي. ووقع المذكرة عن الجانب السعودي معالي رئيس مجلس إدارة الصندوق السعودي للتنمية الأستاذ أحمد الخطيب، وعن الجانب الفرنسي وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية جون أيف لادريان، والرئيس التنفيذي لوكالة التنمية الفرنسية ريمي ريو.
اتفاقية تعاون ثقافية وفنية:
وعقد معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد، اجتماعاً مع معالي وزيرة الثقافة الفرنسية فرانسواز نيسين في العاصمة باريس، وذلك في إطار الفعاليات المصاحبة للزيارة الرسمية.
وتناولا خلال الاجتماع، عدداً من الموضوعات ذات الصلة بالمجالات الثقافية، وتبادل الخبرات وتوسيع التعاون والشراكات الاستراتيجية، في الجوانب الثقافية والفنية والإعلامية.
الشركات الفرنسية ومشاريع النقل بالمملكة:
واجتمع معالي وزير النقل الدكتور نبيل بن محمد العامودي في العاصمة الفرنسية باريس برؤساء خمس من أهم الشركات الفرنسية العاملة في مختلف قطاعات النقل، على هامش فعاليات منتدى الرؤساء التنفيذيين السعودي الفرنسي بالتزامن مع زيارة سمو ولي العهد .
وتباحث الجانبان عن فرص تطوير العمل في بناء وتجهيز الخطوط الحديدية الجديدة والاستفادة من التقنيات الذكية في مجال الطيران والأمن والأنظمة لدى شركة الملاحة الجوية والمشاريع المستقبلية في المملكة والفرص المتاحة لإمكانية افتتاح مصنع لقطع غيار الطائرات في المملكة، وتدريب الكوادر السعودية.
مجلس الأعمال السعودي الفرنسي:
وشهدت العاصمة الفرنسية باريس أعمال الاجتماع (39) لمجلس الأعمال السعودي الفرنسي المشترك، بحضور معالي وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي ومعالي وزير النقل المهندس نبيل العمودي .
وأوضح رئيس مجلس الأعمال السعودي الفرنسي الدكتور محمد بن لادن في كلمة له، أن الاجتماع يأتي بالتزامن مع زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى فرنسا، مشيدًا بالحضور القوي من قبل الشركات الفرنسية المشاركة .
اتفاقيات بقيمة 12 مليار دولار:
و‎اختتم ملتقى الرؤساء التنفيذيين السعودي الفرنسي، المقام في باريس، بالتزامن مع زيارة سمو ولي العهد، أعماله بتوقيع 20 مذكرة تفاهم بين الشركات، بقيمة أكثر من 18 مليار دولار، وأقيم في وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، وبدأ بكلمة افتتاحية من معالي وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح.
الشراكة السعودية الفرنسية مهمة للغاية:
ووصف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشراكة السعودية الفرنسية بأنها شراكة مهمة للغاية خاصة في هذا الوقت الذي تمر فيه أوروبا والشرق الأوسط بالمتغيرات التي تحدث في العالم.
وقال سمو ولي العهد في مؤتمر صحافي مشترك مع فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية عقد في قصر الإليزيه أمس :” إن المصالح السعودية الفرنسية مصالح متعددة وكثيرة جدا في مختلف المجالات.
وأضاف سموه ” ان التنسيق السياسي والعمل السياسي مهم جداً بين بلدينا بحكم موقع المملكة في العالم الإسلامي وفي العالم العربي وفي دول الخليج وأيضاً موقع فرنسا في أوروبا.
وأشار سموه إلى أن المملكة العربية السعودية ليست فحسب دولة من أكبر 20 اقتصاد في العالم أو دولة لديها قوة عسكرية وقوة سياسية مهمة .. المملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة التي تقع من ضمن ثلاثة تحالفات .. التحالف الإسلامي والعربي والخليجي وموقع المملكة العربية السعودية في هذه التحالفات موقع استثنائي ليس موقعا طبيعيا أو عاديا وهذه القوة وهذه العلاقات مع حلفائنا في الشرق الأوسط ومع فرنسا ومع حلفائها في أوروبا بلا شك سوف تكون مهمة جداً لمجابهة كل التحديات في الجانب السياسي”.
وبالنسبة للجانب الدفاع قال سموه أن هناك مبادرات كثيرة جداً نعمل عليها أهمها في دول الساحل .. وكنا نحذر مراراً في الثلاث السنوات الماضية من خطر انتقال الإرهاب بشكل كبير جداً لدول الساحل لأن أغلب الدول في تلك المنطقة اقتصادياتها ضعيفة والأمن فيها ضعيف جداً وتمركز الارهاب في موقع دول الساحل سوف يكون انتشاره سهل جداً وسوف نواجه غابة كبيرة جداُ من الارهاب تؤثر على أوروبا وتؤثر على الشرق الأوسط .
وأضاف سموه :” مبادرة فخامة الرئيس الفرنسي بأخذ هذا الموضوع بشكل جدي لقيت ترحيبا واسعا في المملكة العربية السعودية ودعما كاملا في كل الاتجاهات.
وأكد سموه أن العلاقة الاقتصادية بين البلدين مهمة جداً اليوم في ظل وجود مشروع تغيير وتجديد قوي جداً في فرنسا وأيضا مشروع مماثل في السعودية .
وأوضح سموه أن المملكة لم تستغل سوى عشرة في المئة من قدراتها وإمكانياتها مضيفا :” هناك 90 في المئة نريد أن نستغلها سواء في قطاع النفط أو قطاع البتروكيماويات أو المواد المستخرجة من النفط أو في قطاع الغاز أو في قطاع الطاقة أو في قطاع المعادن أو في قطاع النقل والتجارة أو في قطاع الخصخصة أو في المحتوى المحلي أو ميزان المدفوعات أو في قطاع الاستثمار.
وتابع سموه يقول :” هناك قدرات ومبادرات ضخمة جداً وكل خططنا في المملكة العربية السعودية تتمحور حول القوى السعودية والامكانيات السعودية وليس لتكرير أي نموذج أخر في العالم . في ظل وجود مصالح كثيرة بين السعودية وفرنسا سواء بفتح المجال للشركات الفرنسية للاستثمار والعمل في المملكة العربية السعودية أو الاستثمار في فرنسا بمقدرات التي لدينا في المملكة العربية السعودية فهناك فوائد كثيرة مشتركة وسوف تخلق وظائف في البلدين وتخلق نموا اقتصاديا في البلدين وتبادلا تجاريا إيجابيا للغاية.
وشدد سمو ولي العهد على أن التعاون الثقافي بين البلدين مهم جداً خاصةً للمملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن هدف المملكة العربية السعودية وفق رؤية 2030 أن تكون نقطة محورية بين القارات الثلاث آسيا وأوروبا وأفريقيا. وأضاف :” نحتاج أن نفهم ثقافات العالم وأهمها الثقافة الفرنسية كما أن فرنسا لها دور كبير جداً في حماية الآثار وتطوير الآثار وتطوير المنتجعات والأماكن السياحية المميزة في أنحاء العالم لذلك المملكة العربية السعودية سعت أن تكون فرنسا أحد أهم شركائها في مشروعها في محافظة العلا . هناك كثير من التفاصيل التي تخدم البلدين وتخدم أوروبا وتخدم الشرق الأوسط وتخدم العالم”.
وحول إيران قال سمو ولي العهد :” هناك مشاريع كثيرة في العالم هدامة وللآسف اليوم أن أغلب هذه المشاريع الهدامة موجودة في الشرق الأوسط .. وبجوارنا في المملكة العربية السعودية هناك النظام الإيراني ونعرف جميعاً هدفه أيديولوجي بحت ليس هدفه خدمة مصالح إيران والمواطنين الإيرانيين بل هدفه خدمة المصالح الإيديولوجية الإيرانية.
وأشار سموه إلى أن النظام الإيراني لم يستثمر الأموال لبناء شارع أو مجمع سكني أو مجمع صناعي في إيران .. مضيفا :” دفعوا لإرسال صواريخ للسعودية ودعم منظمات إرهابية في أنحاء كثيرة في العالم، وعمل أيضا النظام الايراني على دعم الارهاب ليس فحسب في حزب الله والحوثيين أو هذه المنظمات بل نجد اليوم الكثير من قيادات القاعدة موجودة في ايران بما فيهم ابن اسامة بن لادن الذي ترعرع وتربى وكبر في ايران والآن هو يحاول أن يكون القائد القادم لتنظيم القاعدة.
وأردف سموه :” الجميع يعرف هذه المخاطر وليس لدينا أي ضبابية على هذه المخاطر .. ونحن نستطيع التعامل معها والتأكد أن العالم كله آمن وسليم سواء في الشرق الأوسط أو في أوروبا أو في أماكن أخرى في العالم من هذه الأفكار الهدامة.
وبخصوص الملف السوري قال الأمير محمد بن سلمان “مستعدون للعمل مع حلفائنا في أي عمل عسكري بسوريا إذا تطلب الأمر”. مضيفاً “لا نريد أي تصعيد للوضع في المنطقة”.
وبدوره قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: نؤيد ما قاله الأمير محمد بن سلمان بشأن إيران ونريد أن نستكمل الاتفاق النووي مع إيران ليشمل حظر الصواريخ.
وكشف الرئيس الفرنسي أنه قبل دعوة نقلها الأمير محمد بن سلمان لزيارة المملكة.
وأضاف: لن نسمح بأي تهديدات للمملكة ونتبادل المعلومات لمواجهة خطر الصواريخ الحوثية .
وتابع الرئيس الفرنسي: نشترك مع السعودية في ضرورة التصدي للتوسع الإيراني في المنطقة.
وقد أجاب سمو ولي العهد وفخامة الرئيس الفرنسي على أسئلة الصحفيين.
ففي سؤال عن موقف فرنسا من الاتفاق النووي الإيراني: قال الرئيس الفرنسي :”يجب التأكيد على استكمال الاتفاق بالنشاط الصاروخي ويجب أن نكون مستعدين إذا استمر النشاط الصاروخي في المنطقة يجب أن نفرض عقوبات بهذا الشأن ويجب أن نتبنى استراتيجية مشتركة للتصدي النشاط التوسعي الإيراني سيتعلق الأمر بالعراق أولاً أو سوريا , ونعرف أن ما يحدث أيضا في لبنان في مجال زعزعة الاستقرار , هذا ما ينبغي علينا القيام به وهذا ما أنوي القيام به .
وبشأن الهجوم الكيميائي على مدينة دوما السورية ، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده ستعلن “خلال الأيام المقبلة” ردها على الهجوم الكيميائي ، وفي حال قررت شن ضربات عسكرية فسوف تستهدف “القدرات الكيميائية” للنظام. وقال ماكرون “خلال الأيام المقبلة، سنعلن قراراتنا” بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا. وأضاف : إن المعلومات التي بحوزة فرنسا أثبتت أن “أسلحة كيميائية استخدمت فعلا وأنه يمكن إلقاء المسؤولية بصورة جلية على عاتق النظام”. وردا على سؤال حول إمكانية انضمام المملكة إلى ضربات محتملة في سوريا قال سمو ولي العهد :” إذا كان الأمر يستدعي مشاركة حلفائنا في عملية ضد النظام في سوريا لن نتأخر في ذلك”.
وبسؤاله عما إذا كانت المملكة تريد الاستفادة من تجربة فرنسا في الطاقة المتجددة قال سمو ولي العهد :” إنه جار البحث الآن مع مجموعة من الشركات الفرنسية للتعاون في شبكات الكهرباء في المملكة العربية السعودية استعداداً لاستقبال 200 ميغاوات خلال الـ 12 سنة القادمة ونعتقد أن هناك فرصا كثيرة مع عدد من الشركات الفرنسية”.
وحول العلاقات الثقافية بين المملكة وفرنسا قال الرئيس الفرنسي: إن بلاده لديها خبرة في المتاحف الكبرى وكذلك خبرة في مجال أمناء المتاحف وعلماء الآثار وفي إطار الزيارة التي قام بها سمو ولي العهد تم التأكيد على الرغبة في تأكيد هذا التراث وفرنسا مستعدة لذلك وفي اطار الاتفاق الذي وقع اليوم نرغب في مواصلة هذا العمل الذي قمنا به مع الكثير من البلدان في المنطقة من خلال توفير خدمات والسماح لعلماء الآثار والباحثين ببناء شراكات مع المملكة العربية السعودية لمواصلة عملية التطوير وكذلك مرافقة هذا العمل في المجال التراثي والثقافي في المجال الاقتصادي والتحولات التي تحدث فهذا جزء من رؤيتنا للعلاقات الثنائية بين البلدين العلاقات تبنى على رؤية مشتركة لتاريخنا والقدرة على فهم تاريخنا المتبادل وجذور حضاراتنا وهذا أيضاً ثمرة ونتيجة عمل مستمر عمل علمي واقتصادي وثقافي أيضاً .
وأكد سمو ولي العهد في إجابته على سؤال يتعلق باليمن أن التحالف يبذل قصارى جهده لتفادي سقوط خسائر بين المدنيين في اليمن.
وأضاف :”نعمل دائما مع أصدقائنا في فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لمساعدتنا في تطوير آليات التخطيط وآليات الاشتباك لضمان عدم وقوع أي ضحايا من المدنيين بأي شكل من الأشكال “.
وأكد سموه أن التحالف حريص جداً ليس على حماية البشر والأبرياء فحسب بل أيضا على حماية الآثار ونقوم ببرامج كثيرة مع اليونسكو والحكومة الفرنسية لتطوير وحماية الآثار في اليمن. وأشار سموه إلى أن المملكة العربية السعودية أكبر داعم للمساعدات في اليمن سواء في الثلاثين سنة الماضية أو في السنوات الثلاث الماضية, وسوف تستمر في هذا الاتجاه.
وبخصوص الملف النووي الإيراني، قال سمو ولي العهد :” لا بد من منع إيران من امتلاك السلاح النووي و لا نريد تكرار اتفاق حدث عام 1938 وتسبب بحرب عالمية ثانية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *