من المؤكد أن سبق لك زيارة شارع الأمير محمد بن عبد العزيز بجدة؛ أو ما تعارف الجميع على تسميته بشارع التحلية؛ الشارع الأشهر في عروس البحر الأحمر؛ اللذي يستقطب كثير من الشباب ناهيك عن شريحة كبيرة من الفئات العمرية المختلفة؛ ويدخل الشارع ضمن حزمة المواقع السياحية حيث يستقطب كثير من زوار جدة؛ سواء من الوافدين او السكان المحليين لباقي المدن السعودية؛ كونه يندرج ضمن ما يسمى بسياحة الشوارع وهي نوع من السياحة لأكثر الشوارع استقطاباً للزوار على مستوى العالم.
التحلية قديماً.
يعتبر شارع التحلية من الشوارع التي ارتبطت في ذاكرة الجداوييّن؛ بإعتباره واحداً من الشوارع الأكثر رقيّاً كونه يحمل واجهات زجاجية لأشهر واعرق الماركات العالمية؛ ما جعل منه شارعاً تجارياً يجذب المتسوقين. ويرتبط اطلاق اسم التحلية على الشارع؛
بسبب وجود محطة تحلية المياه سابقاً في بداية الشارع الذي أصبح يمتد على طوله مقاهي الأرصفة وكم هائل من المطاعم العالمية؛ نظراً لكونه من أكثر شوارع العروس حيوية؛ كان وجهة الشباب من الجنسين؛ لتجد فيه كل ما لذ وطاب، ناهيك عن كونه في آنذاك احد اهم الشوارع الأكثر شبهاً بمنصات العرض؛ التي يستعرض فيها الشباب أرقى انواع السيارات بالتوازي مع واجهات المحلات التجارية التي تعرض أرقى أنواع الماركات العالمية.
التحلية الإسم.
اشتهر اسم الشارع “التحلية” في الثمانينات في مدينة جدة؛ وتم اطلاقه على أهم شوارعها؛ كذلك تم اطلاقه على احد شوارع العاصة الرياض؛ إلا أن كثير من سكان العاصمة فضل اطلاق اسم الشانزليزيه على الشارع؛ لكثرة مقاهي الأرصفة التي تزين الشارع؛ وتم اطلاق التحلية على شارع الرياض بسبب وجود محطة تحلية المياه في رأس الشارع؛ وسواءً اتفقنا او اختلفنا على تسمية شارع في مدينتين احدهما العاصمة السياسية والأخرى بوابة التجارة ناهيك عن كونها بوابة للمدن المقدسة مكة والمدينة؛ يبقى اسم التحلية مرادفاً للحياة العصرية بزخم شباب الثمانينات بكل تقليعات تلك الفترة وغرابتها واعتيادها.
التحلية الحديثة.
فيما يعتبر التحلية من أبرز الشوارع الحضارية التي تعكس التطور العمراني والحضاري لسكان عروس البحر الأحمر؛ لا يبدو ان الشارع اختلف كثيراً عن فترة الثمانيات الذهبية وهي عز الشارع حينها؛ إلا أن من يمر بسيارته على طول الشارع؛ يستطيع أن يرى الإمتداد الذي اخذه الشارع مبتدئاً من محطة التحلية مخترقاً طريق الملك عبد العزيز ومنتهياً لجنوب العروس عند نقطة التقاء الخط السريع المؤدي الى مكة المكرمة ماراً بمبنى النادي الأهلي العريق بجدة؛ وبذلك يعتبر واحداً من الشوارع الرئيسية واحد شرايينها الرئيسية؛
ويمكنه أن يرى اختفاء محلات تجارية بعينها واحلال مولات ومراكز تجارية مكانها بواجهات عمرانية تعكس النمط الحديث في العمران؛ ناهيك عن طرز معمارية أخرى تم اقتباسها من طرز معمارية تعكس الطراز الأوروبي تجدها حاضرة في زمن الأبيض والأسود بألوان الحاضر على ضفتي التحلية؛ في حين يمكن لزائر الشارع أن يرى الزيادة العددية لمقاهي الشرفات التي تخفف من وطأة حرارة ورطوبة الطقس للعروس في الصيف؛ الأمر الذي نحى جانباً مقاهي الأرصفة على جانبي التحلية.
