رائحة الخبز كفيلة ان تدغدغ معدتك لتنبهك لإحساس الجوع؛ حتى لو كنت تشعر بالشبع. ذلك هو الخبز أو “العيش”؛ كما يطلق عليه في المدن السعودية؛ وبعض اجزاء من دول الشرق الأفريقي؛ الخبز الذي تعتبر مكوناته هي الأكثر انتشاراً في العالم؛ بسبب زهد ثمن الطحين المصوع من سنابل القمح؛ والذي تعرف اليه العالم منذ بدء الخلق؛ وكان ولا يزال يعتبر القاسم المشترك بين موائد الفقراء والأغنياء؛ يتساوى عنده الجميع.
وفي الوقت الذي تعددت فيه صنوف الخبز؛ وتعالت أسعار بعضه؛ تبعاً للتأشيرة التي يحملها كل صنف؛ تبقى أصناف من الخبز هي الأكثر تداولاً بين شرائح المجتمع كافة؛ واذا ما تحدثنا عن السعودية يبدو أن الحصان الرابح هو ما يطلق عليه العامة “العيش المفرودي” أو “العيش الحب” الأسمر الذي تزين وجهه حبة الخال السوداء او حبة البركة او “الحبة السوداء”؛ التي تعددت تسمياتها؛ لتضفي على المفرودي نكهة إضافية وفائدة اكبر.
وفيما اعتاد السعوديين على وجود هذا النوع من الخبز في يومياتهم وعلى موائد غدائهم؛ يبدو أن حصاناً آخر ربح السباق على مائدة الإفطار؛ هو العيش الصامولي، الذي تعددت أشكاله بين ذلك المصنوع من القمح الأبيض والعيش الأسمر؛ فيما دخلت أنواع غربية منها خبز الباجيت الفرنسي الذي ادخله السعوديين ضمن عائلة الصامولي؛ دون مراعاة لفرنسيته!
ويبقى الضيف وصاحب البيت “التميس” الذي أشعل معركة بين اليمنيين والأفغان؛ حول جنسيته؛ لكنه أمسى واحداً من أعمدة البيت السعودي؛ ويشكل حضوره على موائد الفطور والعشاء؛ بصحبة صحن الفول أمراً لا مناص منه؛ ولأن اختراعات السعوديين لا يحدها احد ؛ أصبح التميس اليوم نوع من الساندوتشات إذا ما تمت إضافة جبنة الشيدر له من الداخل ليصبح عيش التميس وجبة كاملة الدسم، تبقي السعوديين على أهبة الإستعداد لتقبل أيمهم مهما كان شكلها