«خبيرة المكياج شيماء وليد» تروي أغرب قصص العرائس في ليلة العمر

بقلم– ليلى باعطية

في ظل امتلاء الساحة بالعديد من الأسماء، لمع اسم الميك أب ارتست السعودية شيماء وليد في عالم مكياج العرائس، واستطاعت تحقيق جماهيرية كبيرة، وبالإضافة إلى الجماليات التي تقوم بتنفيذها، حفرت لنفسها مكانة كبيرة في قلوب عرائسها ؛ بسبب روحها المرحة والأجواء الحماسية التي تضفيها على ليلة عمرهن. ، وتعتبر أيضاً من أوائل السعوديات اللاتي قمن بجلسات “التتوريال” في شوارع أشهر المدن السعودية والأوروبية.

مجلة “إقرأ “التقت بشيماء وليد لتتعرف على بداياتها في عالم الميك أب وصولاً للاحترافية، وعن أثر الانفصال على حياتها العملية، ولتحكي لنا أبرز القصص التي مرّت بها في عالم الميك أب وغيرها من الأمور.

الانفصال انطلاقة

تقول وليد إن بدايتها في عالم الميك أب كانت عبر اليوتيوب، عن طريق نشر مقاطع في قناةٍ خاصة بها للمنتجات التي تستخدمها، وعندما وجدت التفاعل والاعجاب بين المتابعين لها، دخلت عالم الميك أب وبدأت تمارسه من المنزل، وعندما توسعت دائرة زبائنها قامت بصقل مهاراتها بالحصول دورات تدريبة معتمدة على يد أشهر الميك أب ارتست من بينم ارتست برازيلي معروف، لتصبح ميك أب ارتست ومدربة معتمدة في المجال، وتضيف أن الطلاق لم يمثّل لها أيّ عقبة، بل اتخذت من الحدث تحدّياً وعنصر قوةٍ لها كي تستمر في المجال الذي أحبّته بجميع ألوانه ومواسمه، وتميزت فيه وحققت صيتاً واسعاً داخل المملكة وخارجها.

تجربة التتوريال بشوارع باريس

وتنوه إلى أن فكرة جلسات التتوريال في الشارع ، خطرت ببالها عندما كانت تسير في شارع “الاديفانس” بباريس الذي يعجّ دائماً بالسياح ورجال الأعمال والفنانيين و”الهوملس”، ومن خلال رؤيتها للأشخاص الذين يستعرضون أي يشيء يجيدوه كالعزف والرقص، قررت القيام بتحدي ” عمل تتوريال ميك أب في الشارع ” ، وبدأت بصديقتها القادمة من ألمانيا مستخدمة مستحضرات التجميل المحدودة الخاصة بها في السفر، لأنها لم تكن مستعدةً للمغامرة ، وكان نور الشمس هو الإضاءة للرؤية ، وخاضت التجربة بدعم والديها، حيث وثّقا التتوريال وردّات فعل الأشخاص المارين ، التي كانت جميلة ومليئة بالحماس من خلال الرد على استفساراتهم والتعريف عن أنفسهم والبلد القادمون منه وهي السعودية، وتوضح وليد أن معنى كلمة ” تتوريال” هو “درس خصوصي” في أي مجال كان ، وأول من استخدم المصطلح في عالم الميك أب هم اليوتيوبرز الميك أب ارتست.

وفي السعودية ..واقفال البوابات

ولأن الآرتست شيماء وليد من أوائل السعوديات اللاتي كسرن حاجز الرهبة متسلحة بشغفها بعالم المكياج ، استمرت بعمل التتوريال في مناطق مختلفة من بينها المنطقة الشرقية، تقول بأن الحدث كان في فعالية عائلية، وسط تخوف العديد من “المودلز” في التعاون معها في الحدث الغريب والأول من نوعه ، لكنها استطاعت تنفيذه وسط اعجاب وتفاعل العديد من السيدات الحاضرات، كما كررت التجربة في أحد المجمعات التجارية الشهيرة بالمدينة المنورة ؛ حيث قامت بعمل التتوريال ، و تم اقفال البوابات من شدة الإقبال والازدحام.

خطوة بخطوة عبر سناب

واشتهرت وليد بتصويرها الدائم لجميع خطوات الميك أب التي تقوم بها سواءً لزبائنها أو المودلز عبر السناب، وتميزت بسرعتها ودقتها وجمال نتائج عملها والاستمتاع الملحوظ الذي ينعكس في سناباتها خلال قيامها بعملها، تشير وليد إلى أنها لا تخشى كشف لمساتها وأسرار عملها من خلال تصويرها ، مما قد يؤدي إلى تقليدها؛ لأن جميع الأدوات التي تستخدمها موجودة في السوق وتقوم بالترويج لها أيضا، مؤكدةً أن لكل آرتست لمستها الخاصة بها وذوقٌ تتفرد به عن غيرها، لذلك التقليد ينكشف بسهولة.

مشاكل تصوير العين

وبحسب وليد أبرز المشاكل التي تواجهها خلال عملها ؛ رغبتها في تصوير أعين الزبائن فقط كونه يعد ترويجاً لعملها عبر الميديا، فتتفاجأ بالرفض ، وهذا أمرٌ يثير الحيرة كون لن يظهر أي شيء من وجه الزبونة سوى عينيها، بالإضافة إلى أنه من المستحيل أن تجبر إحداهن على ذلك، وهناك عرائس يُبدين الإيجاب تجاه ذلك ثم يرفضن فجأة، وتُعزو ذلك إلى نفسية العروس المتقلبة التي تكون في البداية سعيدةً بنفسها ثم تستفيق للواقع وتشعر بالخوف من أهلها.

موقف لا ينسى

وتفصل بأن من المواقف التي لا تنساها؛ حضور شقيق عروس إلى الصالون، وبصوتٍ عال طلب حضورها مهدداً بسبب تصويرها لعيني أخته فقط، رغم أن العروس وافقت ولن يستطيع أحد تمييزها أصلاً بين العرائس اللاتي قامت بعمل المكياج لهن في الليلة نفسها، ووسط صراخه تم مسح الصور الخاصة بعينيّ أخته.

العرائس نفسيات

(أن تكون أغلبية الزبائن لدى الآرتست عرائس ، فهذا يعني أن تشاهد انواع متعددة من حالات النفسنة والتوتر)؛ هذا ماقالته وليد عند الحديث عن العرائس، مفسرة ذلك بأن العروس بطبيعة الحال تكون في هذا اليوم أعصابها مشدودة، لذلك يتطلب الأمر حسن تصرف خلال التعامل معهن لنقلهن من هذه الحالة إلى حالة أكثر مرح وهدوء ليستمتعن في ليلة العمر، لذلك تضغط وليد على نفسها مهما كان لديها من مشاكل ، ودائماً تتقرّب لعرائسها لتحسين نفسياتهن ؛ فتجلب معها القهوة مع كتابة اسم العروس على الكوب، وتحضر بعض المأكولات الخفيفة، وتشغل الأغاني الحماسية، وتزفّهن بعدما يصبحن جاهزات وتمتلأ المكان بالزغاريد.

صعوبات في ليلة العمر

وتضيف وليد أنه تمر عليها نوعيات متعددة من العرائس ؛ مثل المغصوبة التي لا ترغب في الزواج فتأتي للصالون حزينةً وكئيبة، ومن أكثر الأمور الملحوظة أن العرائس اللاتي سبق لهن الزواج والكبيرات في العمر عددهن أكبر من العرائس البنات، ومن الغرائب التي تواجهها أيضا مع العرائس موضوع (النظافة)، فمن المتعارف عليه أن العروس تكون ملكة يومها، لذلك من المفترض أن تأتي للصالون في كامل نضارتها ونظافتها، لكن الغريب حضور عرائس غير معتنيات بنظافتهن الشخصية، لذلك تنشر بين فترةٍ وأخرى سنابات تتحدث فيها عن نظافة العروس الشخصية وكيف تتجهز ليوم الزفاف .

وقصص غريبة

وتكشف وليد أن أغرب القصص التي صادفتها في مجالها، عروس قام بتوصيلها للصالون حبيبها السابق ، حيث حالت الأقدار أن يكون زوجها، فقام بإيصالها كتوديعة في يوم زفافها على غيره، ومن المواقف المؤثرة ؛ عروس حضرت وهي حزينة، وعندما حاولت معرفة السبب ، قالت إنها كانت تتمنى حضور أمها المريضة، فحاولت وليد والعاملات قدر المستطاع التخفيف عنها واسعادها ، والتقاط الفيديوهات المرحة معها لإرسالها لأمها في حينها.

الفضولية والشائعات

وتؤكد شيماء وليد أن الفضولية والشائعات وتلفيق الأخبار المغلوطة عنها أكثر الأمور التي تسبب لها الانزعاج ، وبسبب تكرار الاستفسارات حول كونها متزوجة أو منفصلة، قررت في احدى الأيام حين تواجد والدها معها بجدة نشر سنابات توضح حقيقة وضعها الاجتماعي ؛ لكي ترتاح وتُريح وتستغل الأمر بتوجيه عدة نصائح للمتابعين، فقامت بالحديث عن قصتها، وأنها منفصلة، وروت قصة كفاحها تحت شعارٍ أطلقته (طلاقي سبب انطلاقي)، لتتفاجأ بعد ذلك بعمل فيديوهات مفبركة لها تحت عناوين متعددة أهمها : (اعلامية تحرض على الطلاق بدعم من والدها)، وكان ذلك كفيلاً أن يشعرها بالغضب الشديد كونها لا تسعى إلى الشهرة الفارغة، فطلبت من “هكر” أن يقوم بحذفها من جميع قنوات اليوتيوب.

اخصائية اجتماعية بوسائل التواصل

وهناك جانب آخر لشخصية شيماء وليد تقوم فيه بدور اخصائية اجتماعية عبر سناب ؛ تقول إن نشرها موضوعات تتحاور خلالها مع عائلتها في قضايا متعددة ، وبسبب الحب الواضح بين أفراد العائلة والنقاش الموضوعي ، تلجأ كثير من المتابعات لسؤالها وطلب مشورتها في موضوعات عديدة ، وبدورها لا تتأخر وليد عن تقديم النصح والمشورة للجميع، خاصة أنها خريجة تخصص علم اجتماع ، وتتفاجأ بعد ذلك بشكر المتابعات وتأكيدهن استفادتهن من نصائحها وتغير حياتهن للأفضل

زبائن vip

وترجع وليد سبب ارتفاع أسعار خدماتها مما لا يتيح للكثيرات الحصول على اطلالة مميزة من صنع يديها في مناسباتهن المختلفة ؛ بأن زبائنها vip بسبب أن جميع الأدوات المستخدمة أصلية وبعضها غير متوفر في السعودية ، وتقوم بإحضارها من الخارج خصيصاً ، لذلك تكون الأسعار غير مناسبة للزبونات اللاتي سيحضرن مناسبات عادية، ودائما تكون الحجوزات للعرائس وقريبات العروس والعريس، بالإضافة إلى أنها عندما تقوم بعمل مكياج لأي زبونة عادية “ليست عروس” تستخدم كالعادة أفضل الأدوات وأرقى الماركات وأغلاها، مما يجعل الأسعار مرتفعة.

اختلاف نظرة المجتمع

وأوضحت وليد أنه مع التطور الذي نشهده على أصعدةٍ مختلفة، وبروز قدرة المرأة السعودية على التميز والوصول إلى العالمية في مجالات عديدة، اختلفت نظرة المجتمع تجاه الميك أب ارتست السعودية عن السابق، حيث استطعن أن يثبتن جدارتهن بالثقافة التي يمتلكنها والوعي والاطلاع على كل جديد في العالم.

التجديد والتطور سر النجاح

وتختتم الميك أب ارتست شيماء وليد بأن هناك الكثير من أسماء الميك أب ارتست كانت لامعه لفترةٍ من الزمن ثم بهت بريقها ، وذلك يعود لاعتقادهن أنهن وصلن لمرحلة (التوب)، مما يجعلهن لا يبحثن عن الجديد والمتطور، لذلك تنصح كل الباحثات عن التقدم في المجالات المختلفة خاصة عالم المكياج؛ بالاستمرار في التجديد ومواكبة التطور في أنحاء العالم.