الحوار

وائل جلال : رفض فتاة لخطوبتي سبب خسارتي130كيلوجراماً

جده – رانيا الوجيه
قصة حب من طرف واحد انتهت برفض الطرف الآخر، كانت السبب وراء خسارة 130 كيلو جراماً من وزن الشاب السعودي وائل جلال29 عاماً ، انطلق منها ليعالج 11 ألف شخص يعانون من السمنة، نجاح جلال جعل المحيطين به يلقبونه بـ “الساحر الذي استطاع القضاء على الكرش”، يتميز بالإرادة القوية التي مكنته من التوقف عن شراهته للأكل ، واستعادة الصحه ولياقة الجسد، ليصبح نموذجا مثاليا للإرادة الفولاذية ومعنى التحدى ، ورغم أنه حاصل على بكالوريوس نظم معلومات إدارية من جامعة الملك عبدالعزيز، إلا أنه نال ماجستير في كمال الاجسام ، ويعمل محاضراً ومحكماً دولياً معتمداً في بطولات خارج المملكة.
· عشق «الأكل» سبب المأساة
يقول جلال إن مشكلة بدانته المفرطة وزيادة وزنة بمقدار 130 كيلوجراماً ، بدأت منذ مرحلة الطفولة، بسبب عشقه للأكل والتلذذ به ، حيث كانت لديه طقوس معينه لتناول الطعام ، لا يتنازل عنها أو يجامل فيها؛ حيث كان يحرص على أن يكون طعامه شهياً وساخناً ومطبوخاً بشكل أكثر من رائع، بالإضافة الى أنه زبون دائم في العديد من المطاعم، وقد جرب جميع الطرق للتخلص من الوزن الزائد دون جدوى.
والعادات والمعتقدات الخاطئة..أيضا
ويضيف أن العادات السيئة والمعتقدات الخاطئة التي يكتسبها الطفل من عائلته؛ ساهمت أيضا في بدانته؛ مثل تخويف الطفل من ترك باقي الطعام، وحين يكون في أي مناسبه يجب أن يعبئ طبق الطعام إلى حد الامتلاء، وغيرها من العادات الخاطئة والسيئة التي يكتسبها الطفل ، وتؤثرعليه سلبا وتكبر معه، ويجد نفسه في حاله يرثى لها من الوزن الزائد ، الذي يفقد معه الاستمتاع بأجمل مراحل العمر.
مواقف محرجة..ونقطة تحول
ويتذكر جلال الكثير من المواقف المحرجة والصعبة التي تعرض لها بسبب الوزن الزائد؛ في أواخر شهر رمضان ذهب مع أصدقائه لشراء ملابس العيد ، كان يراهم يختارون الملابس بكل سهولة ، وتبدو عليهم بمنتهى الأناقة ، بعكس حاله ، حيث كان يبحث عن المحلات المتخصصة في الأحجام والمقاسات الكبيرة، ومر عليه العيد وهو في حالة اكتئاب، واضطر إلى ارتداء الثوب والشماغ ليستر عيوب جسمه، ومن هنا بدأ يشعر بتأنيب الضمير ، وبالحالة السيئة التي وصل إليها.
تجربة النادي الرياضي
ويشير إلى أنه بعد تفكير عميق ، قرر الانتساب إلى ناد رياضي، وحصل على نظام غذائي من الأخصائيين المدربين ، وتفاجأ أن ذلك النظام أشعره بالهم والاكتئاب ، نقص وزنه نقص 2 كيلوجرام في أسبوع ، إلا أنه تعرض لانهيار عصبي ، وشعور متواصل بالجوع، وفقدان الطاقة والقوة ، ومن ثم قرر ترك النادي، واختبأ وراء المقولة التي يعلق عليها الجميع اخطائهم ” الإنسان ليس بمظهره بل بأخلاقه”، وعاد للطعام والأكل بشراهة مره أخرى ، وإن كان ضميره لم يتوقف عن تأنيبه ، وبالفعل بدأ البحث على الإنترنت ، وقراءة الكتب ليكتشف ما يناسب طبيعة جسمه، من وسائل لانقاص الوزن، دون الشعور بالحرمان، وبالفعل بدأ وزنه في النزول بشكل تدريجي وملحوظ للجميع.
التراجع عن عملية التكميم
ويكمل جلال أنه فكر أيضا في حلول طبية سريعة ، كاللجوء إلى عملية التكميم، رغم أنه يخاف من أجواء المستشفيات ، لكن حادثة حدثت لأخت أحد أصدقائه ، التي توفيت أثناء عملية تكميم، جعلته يشعر بالخوف ، ويتراجع عن قرار العملية، واعتبر أن حالة الوفاة رسالة ربانية له، كان عمره وقتها 24 عاما، واستغرب أنه رغم عمره الصغير لا يستطيع التحكم في شهيته الكبيرة للطعام، وصمم على ضرورة تقويته لإرادته واصراره على قراره.
3 سنوات عمل شاق
يقول إن انقاص وزنه وعلاجه من السمنة استغرق 3 سنوات، تعمق خلالها في المجال وطور معلوماته بشكل مستمر ، ووضع لنفسه برنامجا التزم به، ولاحظ المحيطون به تغييراً يطرأ عليا بشكل واضح ، مما أثار فضولهم لمعرفة كيفية انقاصه لوزنه، الأمر الذي منحه دفعة كبيرة ليستمر في البرنامج ، وأيضا الدخول الى عالم السوشيال ميديا، الذي حقق فيه نجاحا كبيراً، في استقطاب أكبر عدد من الناس المهتمين بانقاص الوزن وبلياقة الأجسام.
الساحر الذي قضى على الكرش!
ويكشف جلال سر تلقيبه بـ”الساحر الذي استطاع القضاء على الكرش”، بأنه بعدما أثار فضول واستغراب الكثيرين، بسبب انقاص وزنه، طلبوا منه مساعدتهم ، وحينها وصل لمرحلة صناعة برامج للأخرين ، على حسب الحاله الشخصية ، من خلال تقديم 20 سؤالاً للمتابعين للإجابه عليها ، تتضمن بعض الأسئلة الطبية منها ؛ إن كان الشخص يعاني من حساسية أو أمراض غدة، وماهي الأطعمة التي يفضلها والتي لا يشتهيهها، بالاضافة إلى معرفة الطول والوزن والقياسات ، ومن ثم يصمم البرنامج بما يتناسب مع الحياة اليوميه لكل شخص ، وأخيرا حصيلة انجازاته معالجة 11 ألف حاله مثبتة بالأرقام ؛ لذلك لقبوه بالساحر الذي يتحدى الكرش.
المعلومة الدقيقة والصحيحة
وينوه إلى أنه يتميز عن المتخصصين في التغذية ، والنشطاء في المجال على السوشيال ، أنه يبذل جهداً كبيراً في ايجاد المعلومة الدقيقة والصحيحة ، من خلال البحث في المواقع الطبية والحكومية والأجنبية التي يترجمها، ومن ثم يوصلها للآخرين بشكل سهل وبسيط ، يستطيع استيعابه الجميع، من الطفل الصغير الى الأكبر سنا.
كتاب بخلاصة تجربته الشخصية
ويعلن جلال أنه بصدد تدوين كتاب يحكي عن تجربته مع انقاص الوزن والقصه الانسانية التى عاشها، ويحتوى الكتاب على حكاية الفتاة التي كان يتمنى الارتباط بها ، وبعدما تقدم لها جاء الرفض منها بسبب وزنه ومظهر جسمه الممتلئ، وكان الأمر بمثابة صدمه عاطفية وإنسانية ؛ أثرت عليه كثيراً، وفي الوقت ذاته كانت نقطة تحول بحياته ” رب ضارة نافعة”.
التفرغ لبرامج انقاص الوزن
ويؤكد أن السمنه أحد المعوقات الكبيرة في طريق الإنسان؛ كلما كان الجسم صحي وجميل ، كلما أعطى الإنسان ثقة وحضوراً أكبر في أوساط المجتمع ، سابقا عندما كان يحمل 130 كيلوجراماً وزناً زائداً ، كان يشعر بإحراج شديد ويتجنب مخالطة الناس ؛ هروبا من نظراتهم له، بينما تناسق وجمال المظهر يفتح أبواباً وفرصاً قيمة للإنسان ، ويفجر جلال مفاجأة بالقول أنه استقال من عمله ، بمسمى وظيفي جيد جداً، في شركة كبرى، رغم معارضة عائلته وأصدقائه، وذلك للتفرغ لتقديم برامج التغذية عبر السوشيال ميديا ، حتى يعمل في المجال الذي يحبه.
حملة “جدة كده لياقه وبحر”
وبحسب جلال، تجربته مع الحملات الرياضية كانت في شهر رمضان ، بعنوان ” في رمضان الخاسر كسبان” ، حيث يعتبر الشهر الكريم موسم يمكن استثماره في تعديل سلوكيات تناول الطعام، وشارك في الحملة أكثر من 30 شخصاً، أقلهم خسر 6 كيلو جرام خلال الشهر، وبعد نجاح الحمله الرمضانية وعقب افتتاح كورنيش جدة الجديد ، فكر في حملة أخرى يصاحبها القليل من التغيير ؛ بمشاركة العنصر النسائي “كابتن ريما “، والحملة بعنوان ” جده كده لياقه وبحر” ، وتهدف نشر ثقافة الرياضة والصحة ، ومساعدة الناس في انقاص الوزن والحصول على الرشاقة وتناسق القوام، كما أنه سيقدم برامج وحملات موجهة إلى الأطفال وذوي الإحتياجات الخاصة الذين يعانون من السمنة.
طموحه.. رشاقة الآخرين
ويختتم وائل جلال “الساحر الذي استطاع القضاء على الكرش”، بأن طموحه وأهدافه في المستقبل القريب؛ الدخول إلى كل بيت يوجد به مصاب بالسمنة، ومد يد العون له، حتى ينقص وزنه ويتمتع بالرشاقة ، ويستطيع الاستمتاع بحياته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *