المرأة

2017 عام المرأة السعودية بإمتياز

جدة: أميمة الفردان
“عهد التمكين” جملة تختصر واقع تعيشه المرأة السعودية؛ ليصبح ما كان حلماً بالأمس واقعاً تحياه المرأة اليوم مع قرارات أصدرها الملك سلمان تحت قيادة حازمة عزمت بكل جدية على تمكين المرأة السعودية؛ الأمر الذي ينعكس إيجاباً على تحقيقها لما تطمح إليه من أهداف وطموحات.
هل ستحمل المرأة السعودية حقيبة وزارية قريباً؟
القرارات التي صدرت رفعت سقف الطموح لدى المرأة السعودية؛ وبات لدى كثيرات حلماً آخر يتجدد مع كل قرار ؛ بأن تحمل حقيبة وزارية؛ فهل هذا ممكن أم أنه مجرد طيف لحلم؟ وبعيداً عن عالم الأحلام يبدو أن الأمر ليس حلماً في ظل واقع أقره مجلس الوزراء السعودي كما أوضح الإقتصادي طارق كوشك في حديثه لـ “اقرأ” “الحقيبة الوزارية ليس بالضرورة أن تكون داخل مجلس الوزارء؛ مع أنه لا يوجد ما يمنع ذلك؛ لكن وجود سيدة بثقل الدكتورة ثريا عبيد في هيئة الأمم المتحدة”؛ موضحاً “اعتقد أن تلك مرتبة تجاوزت كل الحقائب الوزارية التي من الممكن أن يتم منحها للمرأة السعودية في مستقبل ليس بالبعيد؛ ولا يقف الأمر عند هذه السيدة الفاضلة ؛ إذا ما نظرنا لأول نائبة لوزير التعليم السعودي نورة الفايز؛ بالإضافة إلى تعيين الأميرة ريمة بنت بندر بن سلطان كأول سيدة يتم تنصيبها لمنصب وكيل للهيئة العامة للرياضة”
فيما أبانت الإعلامية والكاتبة مها عقيل أن مسألة تولي المرأة لحقيبة وزارية داخل المجلس أمر ليس ببعيد “أتوقع مستقبلاً سيكون ذلك امر وارد؛ خصوصاً وأن المرأة السعودية أثبتت وبادرت بالتخصص في مجالات غير موجودة في السعودية بالإضافة لكونها أخذت المبادرة بالتعليم في الخارج؛ ولا ينقصها الكفاءة لتولي حقيبة وزارية”.
من جهته أكّد القانوني عبد العزيز النقلي أن “سعي الحكومة منذ تأسيس السعودية على تعليم المرأة والرجل وابتعاث كليهما للخارج؛ وفي ظل القرارات الجديدة التي تسعى لمنح فرص أفضل في ظل إثبات المرأة الدائم لكفاءتها وقدرتها على الإنتاج؛ كل ذلك اعتقد أنه يصب في الفترة المقبلة على امكانية توليها لحقيبة وزارية طالما كانت مؤهلة لذلك واتصور أنها اهل لذلك”.
قرارات جعلت من العام 2017 عام المرأة السعودية.
تمكين المرأة جاء بعد سلسلة قرارات كان من اهمها عدم مطالبة المرأة السعودية بالحصول على موافقة ولي أمرهافي حال تقديم الخدمات لها، ما لم يكن هناك سند نظاميلهذا الطلب وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية؛ وقد صدر هذافي تعميم ملكي على جميع الجهات الحكومية المعنية بالأمربعد الموافقة على المقترحات التي رفعتها الأمانة العامةلمجلس الوزراء السعودي, وذلك بهدف حل الإشكالات التيتتعلق بحقوق المرأة السعودية في شهر مايو الماضي. في حين جاء قرار حصول المرأة على دعم مباشر من صندوق النفقة؛ الذي صدر في أغسطس الماضي وبدأ تفعيله في نوفمبر الماضي؛ بهدف حصول المطلقات اللواتي صدرت لصالحهن أحكاماً قضائية لم يتم تنفيذها لغير عذر الإعسار على نفقة من الصندوق؛ فيما تحصل المطلقات ممن صدرت لهن اوامر قضائية ولا تزال قضاياهن منظورة في المحاكم؛ بنفقة مؤقتة ويتم استرداد المبالغ المستحقة لهن بموجب حكم النفقة.
ولم يقف الأمر عند الراشدات؛ بل كان من حصيلة القرارات التي تسعى لتمكين المرأة قرار ضبط زواج القاصرات الذي يعد واحداً من أهم القرارات التي تحفظ للمخرأة كرامتها وحقها في الإختيار من خلال اقرار وزارة العدل السعودية بقصر الإذن بتزويج من هن في سن السابعة عشرة فما دون على المحكمة المختصة؛ على أن يكون طلب التزويج مقدماً من الفتاة نفسها أو عن طريق وليها الشرعي في الزواج أو والدتها.
ولأن تمكين المرأة لا يقتصر على النواحي الإجتماعية؛ بل يتجاوزه للجوانب القانونية والإدارية؛ جاء القرار بتعيين إيمان عبد الله الغامدي كأول امرأة يتم تنصيبها مساعداً لرئيس بلدية محافظة الخبر لتقنية المعلومات ورئاسة قسمالخدمات النسائية. ؛ والذي يتزامن مع رؤية عشرين ثلاثين؛ الأمر الذي أوجد مساحة ورفع سقف طموحات المرأة السعودية؛ داخل المجالس البلدية وهو ما سبقتها اليه نظيرتها في المجلس البلدي في مدينة جدة؛ من خلال دخولها معترك الإنتخابات البلدية في العام 2004 والذي كان بمثابة تمهيد لمثيلاتها في المحافظات الأخرى.
ومن جهة أخرى كان قرار وزارة العدل القاضي بحماية حقوق خريجات القانون من استغلال المحامين لحاجةالخريجات للتدريب من خلال اصدار قرار بمنح رخصةمزاولة المهنة للمحاميات بعد فترة تدريب لمدة ثلاث سنواتفقط ومنحها دبلوم المحاماة الذي اقرته وزارة العدل.
في حين جاءت باكورة القرارات والذي كان واحداً من التي سعت اليها المرأة السعودية من زمن طويل وهو السماح لها بقيادة السيارة؛ والذي اعتبرته كثير من السيدات السعوديات انتصاراً حقيقياً كونها انزل عن كاهل الأسرة السعودية الكثير من الأعباء الإقتصادية؛ حيث جاء في الأمر الملكيباعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية، بمافيها إصدار رخص القيادة على الذكور والإناث على حدسواء؛ مع مطلع العام 2018م.
استطلاع لأبرز الآثار الإقتصادية والإجتماعية للقرارات.
وفي استطلاع للرأي أجرته مجلة “اقرأ” حول الآثار الإقتصادية والإجتماعية لقرارات تمكين المرأة السعودية منذ تولي الملك سلمان مقاليد الحكم في السعودية كانت كالتالي:
القانوني عبد العزيز النقلي. توفير30% من الدخل السنوي للأسرة
حول الأثر الإقتصادي ولهذه القرارات قال المحامي عبد العزيز النقلي “اذا ما أخذنا بعين الإعتبار ان المرأة هي جزء ومكون أساسي من مكونات المجتمع إن لم تكن هي النواة الرئيسية له؛ فمن المؤكد أن كل القرارات التي صدرت لتمكينها؛ اولاً وأخيراً تصب في مصلحة المجتمع بشكل عام؛ ناهيك عن كونها تسعى لحماية حقوها وحقوق من تعولهم أو تتشارك مسئوليتهم”؛ مؤكداً أن كل تلك القرارات تسعى نحو هدف واحد هو العمل على استقرار المجتمع؛ والرفع من مستواه على أكثر من صعيد ربما أبرزها المستوى الإقتصادي،
موضحاً “قرار السماح للمرأة بالقيادة سيوفر على الأسرة السعودية 30% من دخلها السنوي؛ كون هذه النسبة كانت عبء اقتصادي كبير على الأسرة السعودية تقع تحت بند السائقين ومتطلباتهم من سكن ومعونة وطبابة وصيانة للسيارة ناهيك عن حجم المخالفات المرورية التي كانت تتكبدها الأسرة السعودية؛ لكن مع قرارا القيادة سقط عن كاهل الأسرة السعودية هذا العبء”؛
دون أن نغفل الآثار الإجتماعية التي كانت غير مقبولة من وجود سائق أجنبي بكل الإختلاف الثقافي والمعرفي عن مجتمعنا؛ والعبء النفسي الذي كانت تقع تحت طائلته الأسرة؛ من أرسال اولادها؛ ومن الطبيعي نحن هنا لا نستطيع أن نضع جميع السائقين في كفة واحدة لكن ذلك لا يمنع أن نقر حقيقة كم المشكلات اليت عانت منها كثير من الأسر جراء هذا الوضع في حينه.
الكاتبة مها عقيل. استقلالية مادية تعمل على انحسار مشاكل المطلقات والمعنفات
أوضحت من جهتها الكاتبة مها عقيل أن مجمل هذه القرارات تصب نحو استقلالية المرأة المالية؛ وهو الأمر الذي يمنحها قدر أكبر من الثقة بنفسها؛ وبالتالي سيكون لديها القدرة الكاملة على اتخاذ قراراتها بشكل مستقل تماماً بعيداً عن أية ضغوطات؛ ربما يأتي على رأس تلك الضغوطات أنها لن تعود تحت طائلة أو رحمة ولي الأمر والأعمال البيروقراطية التي تتبع ذلك ناهيك عن الجري في المحاكم والإدارات المختلفة؛ بسبب سوء استغلال موضوع الولاية.
واضافت عقيل “طالما نحن سائرون في هذا التوجه؛ ذلك يعني أن هناك مزيد من الإستقلالية؛ وبالتالي سنشهد انحسار لمشاكل المطلقات والأرامل والمعنفات التي كان سببها الرئيسي هو سوء استغلال لموضوع الولاية الذي لم يكن قائم على الأسس الشرعية؛ من قبل ولي الأمر سواءً كان زوجاً أو أب”؛ مؤكدة على أن ” صار للمرأة دور أكبر في اتخاذ القرار وهو ما ينعكس ايجاباً مستقبلاً على دور حقيقي في صنع هذا القرار من خلال وجودها في مجلس الشورى حالياً والإدارات والمؤسسات الحكومية؛ خصوصاً عندما يتعلق الأمر بكونها الأكثر دراية بإحتياجات المرأة”.
المحلل الإقتصادي الدكتور طارق كوشك.
اعادة تشغيل المليارات المسربة من دورة الدخل الإقتصادية السنوية الوطنية اوضح أن القرارات الصادرة والتي تصب في مصلحة المرأة؛ لا تتعلق بتمكينها؛ لأن “المرأة ممكنة شرعاً ونظاماً؛ وبالتالي هذه القرارات تعتبر توثيق وتقنين لحقوق المرأة التي منحها هي الشرع؛ انطلاقاً من كونها ولية أمر نفسها وكونها راشدة عند بلوغها سن السابعة عشرة؛ لكن وبسبب العادات والتقاليد أصبحنا من فترة طويلة نتحدث بلسان الجاهلية التي تصف القرارات بالتمكين الذي يعني منح صاحب السلطة الحق لمن لا حق له وهذا مناهض لما جاءت به الشريعة!”.
إلا أن كوشك من جهة أخرى علق آمال وطموحات كثيرة على القرارات الصادرة، لما لها من آثار إجتماعية واقتصادية على مستقبل السعودية بشكل عام؛ موضحاً “فيما يتعلق بصندوق النفقة أصبح امر النفقة التي هي حق شرعي للمرأة المطلقة؛ امراً سهلت الحكومة الإلكترونية للمرأة التعامل معه؛ في ظل التضحيات التي تقوم بها المرأة بغرض تعويضها”.
وأشار كوشك في معرض حديثه لـ “اقرأ”؛ أن رخص مزاولة المهنة لخريجات القانون التي تم اقرارها أمر طبيعي؛ وتم التعامل معه كما تم مع خريجات المحاسبة القانونية الذي مضى عليه أكثر من عشرين عاماً؛ والآن يحق لخريجات المحاسبة القانونية الحصول على الزمالة من الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين.
من جهة أخرى أبان كوشك أن حجم الآثار الإقتصادية التي تعكسها هذه القرارات؛ “يصعب حصرها رقمياً من كثرة فوائدها؛ لكن إذا ما اخذنا على سبيل المثال لا الحصر قرار قيادة المرأة الذي كان يحمّل الإقتصاد السعودي الكثير ويعمل على تسريب مليارات من دورة الدخل الإقتصادية السنوية الوطنية؛ بات امراً من الماضي؛ كون هذه الأموال الان سيتم العمل على إعادة تشغيلها لتصب في صالح الإقتصاد السعودي وتنعكس آثارها على المجتمع بشكل عام”.
في حين أوضح أن “عمل المرأة في القطاعات الحكومية والقطاع الخاص؛ سيقلل من الإعتماد على الأيدي العاملة غير السعودية؛ ناهيك عن ممارستها لمختلف مجالات الأنشطة الإقتصادية وعالم ريادة الأعمال؛ والتي تكفل لحد كبير نشر كثير من الطمأنينة والثقة لدى شريكها الرجلالسعودي؛ بسبب ما تتمتع به المرأة السعودية من مزايا لا تتوافر عند غيرها مثل الإلتزام وقوة الملاحظة والنظام ومراعاة للأنظمة؛ بالإضافة لقدرتها على الإنجاز الذي يعكسه حجم الإنتاج والدقة في العمل وبالتالي يضمن مستوى عالي من الجودة”.
وأضاف كوشك أن “مجمل الآثار الإقتصادية سوف تعمل لاحقاً على تحسين دخل الأسرة السعودية؛ وبدأنا عملياً في ملاحظة بعض تلك الآثار من خلال التواجد الكثيف للمرأة في قطاعات الأعمال سواء في الحكومي أو الخاص مع نهاية هذا العام 2017 والذي ارى أنه كان عام المرأة السعودية بإمتياز”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *