عبدالحفيظ عبدالعزيز قاري
في الذكرى الثالثة للبيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – مع احتفائنا بريادة وزعامة المملكة للعالم العربي والإسلامي بالحزم والعزم وبالإنجاز والإصلاح النوعي ومتانة القوة الاقتصادية التي جعلت المملكة في العشرين الأقوى اقتصاداً والثالثة في الاحتياطي المالي عالمياً والمنافس على الموقع الأول في التحول والتطور لاستخدام التكنولوجيا الرقمية والالكترونية بالخدمات الحكومية والتنموية،
والأسبقية في قراءة معطيات ومتغيرات المستقبل العالمي لأفضل سبل التعامل معه بخطط ورؤى مدروسة لتطوير الوطن والارتقاء بفكر وثقافة المجتمع التي جسدتها رؤية (2030) وما ينبثق منها من أفكار خلاقة ومشاريع طموحة للوصول بالمملكة إلى المكانة الملائمة لها بالقرن الواحد والعشرين،اكتشفنا خلال الغوص في الأرشيف الصحفي لصحيفة البلاد (أول الصحف السعودية منذ عهد الملك المؤسس، رحمه الله)..
الوثيقة الصحفية التاريخية فيما تضمنه الحوار الصحفي المطول لصحيفة البلاد (الذي أجراه مع سموه الأستاذ عبدالعزيز التويجري خلال توليه إمارة منطقة الرياض) الذي طرح من خلاله خادم الحرمين الشريفين قبل 55 عاماً مفاهيم وأفكار سابقة لزمانها لإحداث النقلة التنموية المنشودة للدولة والمجتمع والتي حققتها القيادات الرشيدة للدولة بالخطى القياسية غير المسبوقة وأوصلت المملكة بتطورها الحالي للموقع المحوري عربياً وإسلامياً وإقليمياً وعالمياً بجميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية وهو ما يشير بأن الملك سلمان كان منذ زمن بعيد يضع أمامه رؤية لتطوير مختلف مجالات الدولة.
ورغبة في تلمس القارئ لأسس الجذور التاريخية الملهمه التي أنتج منها صاحب السمو الملكي ولي العهد محمد بن سلمان رؤية (2030) نعيد نشر الحوار الصحفي المنشور بصحيفة البلاد بهذا العدد الخاص للمجلة.
ففي نصف قرن من الزمن تحول تطلع المجتمع السعودي بمدينة الرياض من إنشاء مقر للشرطة واستئجار بديل مناسب للسجن القديم لإدخال برامج ومناهج تعليمية بالرياض إلى ريادة المملكة للعالم في مكافحة الإرهاب العالمي وبناء أكبر وأول مركز من نوعه وبآخر التقنيات الحديثة لمكافحة الإرهاب على مستوى العالم بالرياض وكخطوة متقدمة حديثة لاستكمال أسبقية مبادرات المملكة لإنشاء ودعم المنظمات الدولية لمحاربته ونجاحها النوعي في البرامج والأساليب الفكرية لتغيير جذوره الثقافية وتصحيح اختلاله العقائدي ببرامج المناصحة التي أصبحت المرجعية والقدوة في العالم.
وبحسب القارئ أن يتمعن في الأفكار النيرة السباقة لعصرها المطروحة من خادم الحرمين الشريفين قبل أكثر من نصف قرن لتطوير مفاهيم المجتمع وتحرير السلطة المركزية من عبء معالجة القضايا المجتمعية وتوجيه مشاريعها بتحويلها لنظام المقاطعات وإعادة تأهيل الأجيال التي وصلت برؤية (2030) الى إمكانية اختيار ووضع مدينة نيوم لقوانينها وأنظمتها بما لا يخالف الثوابت والسيادة الوطنية وما تم إصداره من أوامر ملكية لإعادة هيكلة أجهزة الدولة وتطور آليات رفع الكفاءة ومكافحة الفساد والارتقاء بثقافة المجتمع وأخرها قيادة المرأة وإعادة السينما..
مما سيتيح لك عزيزي القارئ معايشة جذور خارطة الطريق للأفكار الخلاقة الحديثة والمتجددة التي بلورها ولي العهد كرؤية وخطط وبرامج (2030) لإعادة بناء الدولة الحديثة بأسس عصرية وهذ ما أكد عليه سموه في تقديمه للرؤية بقوله:”هذه توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، يحفظه الله، حيث أمرنا بأن نخطط لعمل يلبي كل الطموحات ويحقق جميع الأمنيات”.
عبدالحفيظ عبدالعزيز قاري