الحوار

تصميم الأزياء عالم لا يشبه إلا نفسه .. !

ريم فيصل مستشارة بروجيكت رن واي ميدل ايست

جدة: أميمة الفردان
عالم تصميم الأزياء ليس عالماً مثالياً؛ سهولة دخول هذا العالم في البداية تراهن بنفس القدر على صعوبة الاستمرار؛ في حال لم يكن لديك ما يؤهلك للنجاح؛ ليس ابداعاً وموهبة لأنها ليست إلا جزء يسير في طريق الألف ميل؛ هذا ما أبانته ريم فيصل مصممة الأزياء ومستشارة المشاريع المتوسطة والصغيرة في عالم التصميم.
حاورتها “اقرأ” لتجد قلباً مفتوحاً لكل سؤال؛ واجابة على كل تفصيل قصته ريم فيصل في حوارنا بمهارة فائقة؛ لم تأتي من فراغ كونها بدأت من خلال منشأة عائلية احتضنتها كما أوضحت منذ البداية؛ تقول ريم “من حظي انني بدأت من خلال احتضاني داخل منشأة عائلية مركز حواء؛ الذي يقدم خدمات تجميلية وأزياء تحت سقف واحد”؛
لكن ذلك لم يكن كافياً لتحقيق حلم ريم التي قررت دراسة هذا التخصص فكان سفرها ودراسة تصميم الأزياء “تعلمت أسس ومبادئ الكتور الفرنسية في الولايات المتحدة الأمريكية وكنت حريصة على دراسة ادارة الأعمال؛ الأمر الذي ساعدني فيما بعد على إدارة اعمالي الشخصية في عالم الأزياء”.
مؤكدة على أن دراسة التصميم في الخارج تتيح للمصممة؛ التواصل مع الثقافة العالمية وتكوين رؤية شاملة من منظور عالمي؛ موضحة “بالإضافة للفرص التي تتيحها الدراسة في الخارج من خلال التواصل مع كبرى بيوتات الأزياء والمصممين؛ وفرص التدريب المتاحة هناك والعمل بإحترافية أكبر من تلك الموجودة في السعودية”.
ويأتي اختيار ريم لدخول مجال الأزياء التي لا تعتبره مجالاً صعباً؛ بقدر ما هو من أكثر مجالات العمل التي يتنافس فيها العاملين؛ على إبراز قدراتهم بسبب “طبيعة مجال الأزياء المتغير والسريع في تطوره ؛ موضحة أن “البقاء يكون للأقوى؛ وليس الأقوى ابداعاً ولكن الأقوى سرعة ومواكبة لإتجاه الموضة”.
وحول ما اذا كانت الموهبة تشكل العمود الفقري لنجاحات مصممي الأزياء؛ تقول ريم “الموهبة تأخذ بصاحبها إلى أول الطريق؛ لكن في الحقيقة عالم تصميم الأزياء كما هو الحال مع كثير من المجالات التي تعتمد على الإبداع؛ يتطلب كثير من الجهد ورؤية واضحة من قبل المصممة؛ وبالتالي إلى أي نقطة يريد الوصول؟”.
ولأن الراغبين في دخول عالم التصميم والأزياء؛ كثر؛ أوضحت ريم أنه وبعيداً عن المعايير التي لا بد أن تتواجد في المصممة؛ “عالم التصميم يختلف عن باقي مجالات العمل في شموليته ؛ هو عالم لا يشبه إلا نفسه؛ بالتالي هناك مهارات لا بد أن يجيدها المصمم؛ غير تلك التي تتعلق بالتصميم نفسه؛ منها مهارات تسويقية وأخرى لها علاقة بتقنيات الأقمشة والتقنيات الخاصة بقصها؛ حتى يتمكن من تكوين مجموعات ناجحة برؤية واضحة”.
ويبدو أن ريم لا تنتهج خطاً في عالم تصميم الأزياء؛ لأنها وكما أوضحت “كوني بدأت عملي في مجال الأوت كوتور وهو تصميم بحسب الطلب؛ الأمر الذي انعكس على عملي واعطاني مرونة أكبر في التصميم؛ بالإضافة أن الإلهام يختلف من مجموعة لأخرى؛ لكن الثابت لديّ هو الإتقان وتركيز على البنية الداخلية والشكل الداخلي؛ لأنني لا اعتبر الأزياء فن فقط لكنه عمل يضم جزء هندسي”.
الجزء الهندسي الذي يميز ازياء ريم فيصل قالت عنه “الهيكل الداخلي لأي تصميم مهم جداً لأن المظهر الجمالي للفستان هي نتيجة للجوانب الهندسية والفكرية للتصميم في النهاية؛ وبالتالي لن تستطيعي اعطاء متعة بصرية للعين، مالم يكن هناك تنسيق وتوافق بين الشكل الخارجي والبنية الداخلية”.
هذا الجزء المميز لتصميم ريم يعكسه اختيارها للخامات التي تستخدمها “روح المجموعة التي عمل عليها هو ما يفرض اختيار خامة القماش؛ كل قماش له طبيعته؛ إلا أنني غالباً افضل استخدام التل؛ بسبب خفته وشفافيته واستخداماته العديدة وكل مرة يعطيك نتيجة مختلفة؛ اما الأورجانزا من الأقمشة التي تستجيب لرغبة المصمم”.
وحول اعتمادها تصميم مجموعتين خلال العام تقول ريم عن طبيعة تصاميمها ومدى مناسبتها للذوق العام، او توجهها لفئة معينة “دائماً اتعمد أن تكون المجموعتين خاصة في طبيعتها وعامة في تناسبها مع الذوق العام؛ أصمم للمرأة بشكل يجعلها تشعر بالكمال وهي ترتدي الفستان”.
وفي ظل صيحات الموضة المتسارعة يبدو أن الحصان الرابح في السباق لصالح عشاق الأناقة الكلاسيكية كما أوضحت ريم “أصبح من السهل الرجوع للأناقة الكلاسيكية؛ بسبب تصادم صيحات الموضة؛ دون المجازفة واختيار موضة قد لا تتناسب مع المستهلك”.
ومع دخول المرأة السعودية عالم تصميم الأزياء ونجاحها الذي عكسه في أكثر من محفل؛ ابداعها وهويتها؛ ناهيك عن حرصها على أناقتها التي ليس من الصعب على أياً كان ملاحظتها؛ أوصل كثيرات إلى منصات العروض العالمية؛
واخريات فضلنّ التواجد من خلال المشاركة في برامج تلفزيونية؛ لمشاركة القادمين الجدد لعالم تصميم الأزياء تجاربهم ومنهم ريم فيصل؛ التي تساعد مشتركي برنامج “بروجيكت رن واي ميدل ايست الموسم الثاني”؛ الذي يعرض على شاشة ام بي سي،
والذي قالت عنه ريم “مشاركتي في البرنامج تأتي من خلال دوري كمستشار للمشتركين فيما يخص الإشراف على تصاميمهم قبل عرضها على لجنة التحكيم”؛ وأضافت “مشاركتي في البرنامج لم تخرج عن طبيعة عملي؛ وعلاقتي مع المشتركين كانت احترافية وودية في نفس الوقت كانت بالنسبة لي تجربة رائعة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *