تواجد الزوج مع زوجته في غرفة الولادة ، يعد مشهداً درامياً اعتدنا رؤيته في الأفلام والمسلسلات الأجنبية ، وفي الفترة الأخيرة بدأ بعض السعوديين تقليد الدراما بمشاركة زوجاتهم لحظات ميلاد أطفالهم ؛ دعماً ومساندة لهن ، وأن كانت الغالبية العظمى مازالت تعتقد أن الحدث نسائي بامتياز ، مجلة “اقرأ” استطلعت آراء القراء حول الأمر ،
وكالعادة تنوعت الرؤى بين مؤيدين ومعارضين؛ المؤيدون يرون أنه مساندة ودعم ويجلو خوف وألم الزوجة ، ويشعر الرجل بمدى معاناة وتحمل شريكة حياته، بينما المعارضون يعتقدون التواجد بغرفة الولادة بدعة و” تقليعة غربية” وخروج على المألوف والعادات والتقاليد، أن ذلك كفيل بأن ينفّر الزوج من زوجته ، مما قد يتسبب بالطلاق ، وأمام تباين المواقف والاجتهادات لجأنا إلى مختصة في الاستشارات الأسرية التي رأت تواجد الزوج مع زوجته خلال الولادة، وخروجه عندما تحين اللحظات الحرجة ، تفادياً لشعوره حيالها بالاشمئزاز مستقبلاً، وإلى التفاصيل.
زوجة : تواجد الزوج رفع معنوياتي .. وأخرى : أغضب حماتي
روحٌ مساندة
تؤيد سحر الجبالي تواجد الزوج مع زوجته في غرفة الولادة لكي يطمئن بنفسه عليها وعلى المولود ، وعن تجربتها الشخصية وضحت بأن إنجابها لابنها الرابع كان مختلفاً لوجود زوجها و(حماتها) بجانبها، قائلةً : شعرت بأن هناك روحٌ بجانبي تساندني، واشعروني بالقوة والأمان والدعم وساهم ذلك في أن تصبح معنوياتي عالية.
امتعاض الحماة
وتسترجع المهندسة منال عباس حدث ولادتها الذي كان قبل 29 عاماً، وكان زوجها حينها برفقتها، الأمر الذي أثار امتعاض (حماتها) حيث قالت لها مستنكرةً دخول ابنها : ليه تعقدي ولدي؟، فأجابتها قائلة : لكي يعلم بقيمتك، وإلى أي مدى تعبتي حينها.
مشهد سينمائي
ووصف المدرب مصطفى عبدالله تجربته تجاه دخوله مع زوجته لغرفة الولادة بـ (فوق المرضية)، ويرى بأن ذلك يعد دعم كبير للزوجة، ولازالت تذكر له هذا الموقف كونه يعني لها الكثير.
كما أيّد الإعلامي علي فقندش تواجد الزوج مع زوجته خلال الولادة كون ذلك كفيل بأن يمنحها الطمأنينة، ويجلو الخوف والألم، ولتصبح أول ابتسامة بينهما كما في مشهد سينمائي.
مقاسمة الموقف
(القليل من الزكام كفيلٌ أن يجعل الرجل يلازم السرير ويُشعركي وكأنه في حالة ولادة) ؛ هذا ما قالته مهندسة الديكور هند حجازي مؤيدةً بذلك تواجد الزوج مع زوجته أثناء الولادة لكي يروا ويستشعروا بأنفسهم التعب الحقيقي الذي تتجرعه المرأة ويتقاسم معها الموقف.
لا داعٍ لوجوده
ورغم كل المشاعر الناتجة من تواجد الزوج مع زوجته خلال الولادة التي ذكرها القراء، إلّا أنه يوجد فئةٌ تعارض وترفض ذلك، منهم الصحفية مرام مبارك فهي ترى أنه ليس هنالك من داعٍ لتواجد الزوج ورؤيته لكمية (القرف) على حدّ وصفها، لأن ذلك كفيل بأن ينفّره منها مستقبلاً لا شعوريًّا على الأقل، إلا أنها ترى أن هناك حالةً واحدة يمكن الزوج من خلالها التواجد مع زوجته ، وذلك بوجوده جانب رأسها ليخفف عنها الألم.
صدمةٌ وشفقة
كما عارض المحامي منصور الرفاعي ذلك أيضاً، حيث يرى تواجد الرجل كفيلٌ بأن يصيبه بصدمة، تجعله يرفض بعد ذلك الإقتراب منها.
وأيضا عارضت رانيا الجزماوي معللةً ذلك بوجود فئة من الرجال لا تحتمل منظر الدم، ويترتب على ذلك نفورٌ من قبل الزوج تجاه زوجته مستقبلاً، واستثنت الحالات المشابهة لحالتها ؛ كون زوجها رافقها إلى غرفة الولادة لكن لم يمكث إلى المراحل الأخيرة، وكان ذلك كفيلاً بأن يشعر حيالها بالشفقة نظير التعب الذي تكابده خلال الولادة.
فئاتٌ متعددة
وأشارت إكرام أكرم أن أسباب الأزوج تختلف تجاه دخولهم مع زوجاتهم لغرفة الولادة، حيث وضحت أن هناك فئةٌ يرغبون بالدخول مساندةً لزوجاتهم وحباً، وهناك فئة تدخل معهن (لقافةً) على حدّ تعبيرها، وهناك فئةٌ ترفض الدخول لعدم قدرتهم على احتمال الموقف، أمّا عن رأيها الشخصي فهي ترفض خلال ولادتها دخول زوجها خشيةً أن ينفر منها بعد ذلك.
الطلاق .. رد فعلٍ عكسي
ورأت وعد العتيبي أن ذلك يتوقف على حسب رغبة الزوج، ففي حال كان يرغب بالدخول مع زوجته بهدف أن يخفف ويحنوا عليها، فإنه بذلك سيكون حنوناً عليها بعد الولادة أيضاً، أما في حال كان مكرهاً على ذلك بسبب إصرار زوجته فقد ينقلب الأمر بشكلٍ عكسي، فقد سمعت عن قصة لزوج دخل غرفة الولادة مع زوجته بسبب اصرارها، فنتج عن ذلك أن طلّقها لأنه أصبح لا يحبها.
مختصة:التواجد لبعض الوقت
وتوجهنا بعد ذلك الى المستشارة الأسرية عبير باكدم لمعرفة الأثر النفسي والمعنوي من مشاركة الزوج لزوجته لحظات الولادة بدخوله معها إلى الغرفة، ولمعرفة مدى صحة أن هذا الفعل ؛ هل يؤدي الى اشمئزاز الزوج من زوجته ونفوره منها ، مما قد يؤدي إلى الإنفصال ؟ أم يترتب عليه توطيد العلاقة وجسور المحبة بينهما؟ ،
في البداية أيّدت باكدم تواجد الزوج مع زوجته خلال ساعات الولادة، لكن وضحت أنه لا يشترط وجوده بشكلٍ كامل، بمعنى أن يخرج عندما تحين اللحظات الحرجة حتى لا يتسبب ذلك في شعوره حيالها بالاشمئزاز مستقبلاً، مشيرةً أن وجود الأهل أيضاً جميل، لكن لوجود الزوج إحساسٌ آخر كفيلٌ بأن يدعمها ويساندها خلال تلك اللحظات نفسياً ومعنوياً لكونه المتسبب في حملها، وليشعر بمدى التعب الذي يسمع عنه دائما لكن لم يراه أو يستشعره.