( 7 صنائع والبخت ضائع) مثل شعبي متوارث ينطبق على البعض ممن يمارسون أعمالاً وأنشطة مختلفة ويعانون عدم التوفيق في مسيرتهم، لكن مسيرة ضيف العدد “عمر فادن ” مختلفة تماما ؛ وتؤكد عدم صواب هذا المثل، فهو باجتهاده منذ صغره ونظرته الواعية للمستقبل البعيد ، لم يكن ذو حظ ضائع ، بل تفوق على نفسه وتقدم بخطوات واسعة من نجاح إلى نجاح، وأصبح خبيراً في العلاقات العامة والإعلام ، ومذيع إذاعي وتلفزيوني،
وأحد المؤثرين بـ”سناب شات” ومواقع التواصل الاجتماعي ، يقول فادن إن الشخص عندما يكون طموحاً وشغوفاً لابد بالتأكيد أن يواجه حالات احباط في مراحل حياته ، لكن عليه تجاوز الاحباط بالصبر وتنمية المهارات واحاطة نفسه بالأشخاص الإيجابيين ، مؤكداً بأن نظرة البعض للشاب السعودي بأنه كسول وغير منتج غير صحيحة ومتجنية ، ويحدد فادن هدفه ؛ بأن يكون أحد أعمدة التقدم والنجاح لوطنه في تحقيق الأهداف المهمة لرؤية 2030، مشيداً بتوجيهات القيادة الرشيدة ،
التي دفعت بأمثاله من شباب الوطن إلى المواقع القيادية المهمة، ويعلن تحضيره لأكثر من برنامج إذاعي ، سيتحدث خلالها بلغة الشباب ؛عن اهتمامات وهموم الشباب ليكون التأثير الإيجابي أكبر ووصول المعلومة والفائدة والترفيه أسهل.
في السطور التالية ، تقدم مجلة “اقرأ” لقاءً مميزا مع “فادن” أحد أبرز قصص النجاح في مجتمعنا السعودي.
• من الطب لإدارة الأعمال
حصل “عمر فادن ” على معدل عالٍ يقارب 98% في المرحلة الثانوية ، وبالتالي كانت تنتظر عائلته أن يلتحق بكلية الطب أسوة بأخته وأخيه الطبيبين، وبالفعل تم ذلك والتحق لعدة سنوات بكلية الطب ، لكن رغبته ونظرته البعيدة لشكل حياته المستقبلية قادته لتحويل مسار دراسته والالتحاق بكلية ادارة أعمال والعلوم الإدارية بجامعة الملك عبد العزيز ، ونيل الكثير من الدورات التدريبية والشهادات في تنمية المهارات وتطوير القدرات والعلاقات العامة والدبلوماسية والبروتوكول ،
ثم تدرج في المجال وصولاً لمرحلة التدريب ” كمدرب مرخص بشهادة معتمدة”، وحصل على الاعتراف من المنظمة العالمية للتدريب الشخصي وغيرها من الهيئات والمنظمات، وأكمل دراسة الماجستير في إدارة الاعمال بالتركيز على العلاقات الدولية وإدارة العلاقات الدبلوماسية في إحدى جامعات الولايات المتحدة.
• موهبة اقناع الآخرين
يكشف فادن أن بدايته المهنية انطلقت منذ كان طالباً في المراحل الدراسية قبل المرحلة الجامعية ، بممارسة التجارة البسيطة مع زملائه ؛ حيث يلاحظ ما يهمهم من الألعاب أو الأجهزة الرائجة في ذلك الوقت، فيشتريها ثم يعرضها للبيع لهم بربح بسيط، ورغم أن والدايه كانا في حالة استغراب من سلوكة ، لأنهما كانا حريصان على تلبية جميع رغباته هو واخوته، إلا أنه كان يشعر بالسعادة بالعمل في مجال الشراء والبيع ، وبالاحساس الرائع حين يستطيع اقناع الآخرين بما يقدمه لهم من منتجات.
• نجاح مبكر بالتسويق والتجارة
ويضيف فادن أنه في مرحلة الدراسة الجامعية بدأ سوق التحدي على أرض الواقع بانضمامه إلى عدة شركات كبرى في قطاع الجوالات ، منها إحدى وكالات شركة “نوكيا” في أوجهه في ذاك الوقت ، وكان عمله في مجال التسويق والمبيعات ، ولمواهب امتلكها في فن الاقناع والتسويق والعلاقات العامة، لاحظ المدراء قدرته على تحقيق أعلى المبيعات لمنتجات تلك الشركات مقارنة بغيره من الزملاء، ومن ثم بدأ يتولى مناصب إدارية مع أنه كان لا يزال في مرحلة الدراسة الجامعية،
وبعد حصوله على خبرة جيدة في مجال البيع والشراء في سوق الجوالات، فكر في افتتاح مشروعه الخاص ؛ وكان محلا لبيع وصيانة الجوالات ، ووفر رأس المال ببيع سيارته غالية الثمن ، التي كان والده قد أهداها إليه بمناسبة تخرجه من الثانوية العامة قبل سنوات، ونجاح الفرع الأول قاده إلى فتح فرع ثاني بشارع التحلية ، وتخصص في تزيين الجوالات ، التي عادت عليه بالأرباح الهائلة.
• والنجاح بمجال العلاقات العامة
ويشير فادن إلى أنه التحق بمجاله المفضل “العلاقات العامة” بعد تخرجه من الجامعة ؛ بالعمل في إحدى شركات العلاقات العامة الكبرى والمتخصصة ، ولأنه أحب عمله ، حقق نجاحاً سريعاً وتولى إدارة جميع حسابات الشركة ، بعدما نال ثقة رؤسائه في العمل ، كما حصلت الشركة على المركز الأول في أعلى الشركات نمواً، ومن ثم تلقى عرضاً رائعاً من إحدى الشركات المتخصصة في المنتجات الاستهلاكية ، وحصل على منصب مدير علاقات المستهلكين في جدة،
وبعد مرورعام أصبح مديراً لمنطقة جده والوسطى ، والعام التالي مديراً لمنطقة جده والوسطى والشمالية ، واستمر في العمل بالشركة 4 سنوات ، اكتسب خلالها مهارات الإداري الناجح بشكل أكبر، وجاءت المرحلة التالية بالانتقال إلى إحدى أرقى وأكبر وأشهر مستشفيات القطاع الخاص ، وحصل على منصب مدير علاقات المرضى والعلاقات العامة بها، كما تم انتخابه في المجلس الاستراتيجي للمستشفى ، وكان الداعم له في تلك الفترة مديرالإدارة التي يعمل بها بالمستشفى حينذاك ، والذي أصبح الآن مستشاراً في وزارة الصحة ، حيث تعلم منه الكثير ، مما ساهم في تعزيز خبرته وشخصيته المهنية.
• الصعوبات.. والنظرة للشاب السعودي
يؤكد فادن أن طريقه لم يكن وردياً في جميع المراحل، بل واجهته بعض الصعوبات وخيبات الأمل، إحدى المعوقات كانت عندما عمل بشركة يعمل بها عدد كبير من الموظفين والإداريين غير السعوديين ، حيث كانوا ينظرون له باعتقاد مسبق بأن الشاب السعودي كسول وغير منتج ، مما كان يسبب له بعض الظلم والإحباطات، لكنه استطاع بجهده تغيير تلك النظرة وكسب ثقتهم، ومن التحديات الأخرى التي واجهها ويواجهها الكثير من الشباب الآن ؛
وجود الأشخاص الذين يحولون الوظيفة الى روتين قاتل ، ويريدون الموظف المرؤوس لهم تابع فقط ، مما يؤخر فرص الترقي الوظيفي ، لكنه تجاوز ذلك بالاجتهاد الذاتي ، فكان يسافرعلى حسابه الخاص لتعلم الجديد في مجاله والكثير من المهارات والتقنيات التي تفيده عملياً ومهنيا للتطور والترقي ورفع مستوى الكفاءة والفاعلية وبناء اسم وتواجد أقوى في مجال تخصصه.
• مستشار إعلامي ومؤثر اجتماعي
ويرجع فادن تصنيفه كـ ” اعلامي وناشط اجتماعي ومؤثر بمجال السوشيال ميديا ” إلى الخبرات التي نالها في أعماله المختلفة ، وحرصه على تحصيل العلم والحصول على الدورات لتنمية مهاراته ، لذلك لم يكن غريباً تقديمه للاستشارات ونجاحه في إداره العلاقات العامة والإعلام ، بالإضافة الى ما يقدمه لأصدقائه المتابعين لحساباته في وسائل التواصل الاجتماعي، وبناءً على كل ذلك تم تصنيفه مستشاراً للعلاقات العامة والإعلام وأحد المؤثرين اجتماعيا وإعلاميا ، واعتمدته القنوات الرسمية للإذاعة والتلفزيون بالمملكة العربية السعودية وفقاً لهذا التصنيف.
• المساهمة برؤية 2030
وينوه فادن إلى أن هدفه الذي يسعى إليه؛ أن يكون أحد أعمدة التقدم والنجاح لوطنه في المجالات التي يبرع بها ، ويعتقد أن لديه الخبرة والعلم والمميزات التي يستطيع بها المساعدة في تحقيق الأهداف المهمة لرؤية 2030 ، والتحول الوطني الذي نأمل بالوصول إليه جميعاً ، في ظل توجيهات القيادة الرشيدة ، التي دفعت بأمثاله من شباب الوطن إلى المواقع القيادية المهمة ، والتي من خلالها تتم عمليات تطور المملكة في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والإدارية والعلمية والصناعية وغيرها ، والتي تحتاج جميعها إلى تميز إعلامي وتوعية دولية تسهم في تحسين صورة بلدنا المتقدم في تلك المجالات أمام العالم، فمهما كان دوره كبيراً أو صغيراً في هذه النهضة الشاملة التي يعيشها الوطن، سيحرص أن يكون سفيراً وجندياً يحمل هم الوطن ويرفع اسمه بكل كفاءة وقوة واقتدار.
• أهمية.. المحيط الإيجابي
ويلفت فادن إلى أن الشخص عندما يكون طموحاً وشغوفاً لابد بالتأكيد ان يواجه حالات احباط في مراحل حياته ، مشيراً إلى أن الصير وتنمية المهارات ، يمكن أن يحولاً الاحباط إلى محطات تصقل القدرات والكفاءة كلما مررنا بصعوبات ونجحنا في تخطيها، ويتذكر أنه في كل مرة يجد نفسه محاصرا بالإحباط واليأس يعزم النية على المضي قدماً حتى لو لم يستطع الوصول إلى طموحه بشكل كامل ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال : يقول الله جل وعلا: “أنا عند ظن عبدي بي”، ففي كل مره يواصل مسيرته متجاهلا الاحباط ، ورزقه الله القوة على اتمام ما هو افضل مما كان يطمح إليه بدايةً ، وهذا مصداق للحديث السابق، دائما في مثل هذه الحالات كان يركز على هدفه ويحيط نفسه بأشخاص إيجابيين فقط من أهله وأصدقائي وزملائه، ولا يدع للسلبية مجالاً للتسلل إلى أفكاره وطاقته الداخلية: فالمحيط الذي تحيط نفسك به دائما يؤثر على نتائجك بصورة كبيرة.
• لقب «مستشار»
ويقول فادن إنه كان لعدة سنوات مستشارا ومدرباً في مجاله الرئيسي ” الإدارة و العلاقات العامة والإعلام” ، لكن مؤخرا اتم بنجاح برنامج الاعتماد كمستشار بمقياس “بيركمان” العالمي في مجالات العلاقات الاجتماعية وتحديد التخصص الوظيفي والمهني ، وهو مقياس معمول به في أشهر الجامعات مثل “اوكسفورد وهارفرد” وغيرهما وكبرى الشركات العالمية الرائدة كشركات “جوجل وآبل” وغيرهما من المنظمات العامة والخاصة في العالم.
• برامج إذاعية بلغة الشباب
ويعلن فادن أنه يعمل الآن على تحضير أكثر من برنامج إذاعي لأحد أهم إذاعات الراديو المحلية ، التي سيتحدث من خلالها في هذه البرامج بلغة الشباب ؛عن اهتمامات وهموم الشباب فيكون التأثير الايجابي أكبر ووصول المعلومة والفائدة والترفيه أسهل، لذلك يشكر القائمين على الإذاعة على دعوتهم وحرصهم على أن تستثمر المنابر الإعلامية في امتاع واثراء معرفة المستمعين بما يخاطبهم بلغتهم ويضيف إلى معارفهم وأفكارهم بطريقة سهلة وخفيفة تحوز على انتباههم ومتابعتهم بإذن الله.