شهد أمين موهبة سعودية شابة٬ خطت لنفسها منذ البداية طريقا واضحا٬ لم تكتف بالعمل كمخرجة، بل تكتب السيناريو أيضا؛ لإيمانها بأن كاتب السيناريو هو الأكثر استطاعة على إخراج الفكرة٬ عملت بمجال إخراج الإعلانات٬ وقدمت 8 أفلام قصيرة٬ وشاركت في العديد من المهرجانات الخليجية والمحلية٬ وفازت بعدد من الجوائز٬ وتستعد لإخراج فيلم روائي طويل٬ عن قصتها” عين وحورية البحر”، تقول إنه ليس لديها رسالة أو قضية محددة تتبناها في أفلامها،
لأنها تؤمن بـ”الفن من أجل الفن”، والفيلم ليس محاضرة ثقافية ، إنما قالب من المشاعر والأحاسيس، وترجع أمين ضعف المسلسلات و الأفلام المطروحة في السوق، إلى ضعف السيناريو، وتفكر بتقديم مسلسل تلفزيوني بعدد كبير من الحلقات، لكنه لن يكون على نهج المسلسلات المكسيكية والتركية، لأنه من واقع مجتمعنا العربي، وتعلن أمين سعادتها بتواجد المرأة السعودية في مجال السينما خاصة في الإخراج؛ فالسينما النسائية فيها روح، ووفقاً لـ”أمين” وجود مهرجانات للأفلام بالسعودية خطوة كبيرة على الطريق، والإنتاج مازال عقبة ؛ لأن رأس المال “جبان”، والإنتاج يخشى الجديد.
الإعلانات لا تظهر المهارات
تقول أمين إنها خريجة “مدرسة متروبوليتان السينمائية” في لندن، وعملت كمساعد مخرج إعلانات وفيديو، وفي الوقت نفسه عملت أفلاما قصيرة تحمل اسمها وبصمتها الخاصة، وتضيف أن عملها كمخرج مساعد في الإعلانات كان تجربة في بداية حياتها العملية ولم تستمر فيها طويلا؛ لأن الإعلانات وفق رأيها لا تظهر مهارات وإمكانات المخرج الحقيقية.
الاتجاه للأفلام القصيرة
وترجع أمين اتجاهها للأفلام القصيرة ؛ لأنها “عكس الإعلانات” تظهر مهارات المخرج والكاتب، وترى أن الأفلام القصيرة التي قدمتها اظهرت جانبا كبيرا من مهاراتها كمخرجة وكاتبة سيناريو؛ لأنها قصة مكتملة البنيان في وقت قصير.
حلم الأفلام الروائية
وتؤكد أمين أن حلم أي مخرج أن يقدم فيلما روائيا طويلا؛ لكن صعوبة الفيلم الروائي تتمثل في إيجاد منتجين، وتعبر عن شعورها بأن لديها القدرة الآن على تقديم فيلم روائي ، وأنها بالفعل تعمل الآن على كتابة سيناريو لفيلم روائي، وهو نسخة طويلة من فيلم “حورية” بنفس الحبكة الدرامية وتتوقع أن يشارك فيه ممثلين عرب، وتتمنى أن يخرج للجمهور قريبا.
«حزاوي للإنتاج» تنتج فيلمها
وتشير أمين إلى أن اختيار مؤسسة “حزاوي” لتنتج لها فيلما ؛ يعود لاشتراط المؤسسة أن يكون المخرج من الخليج، ويتم الاختيار بناء على جودة النص، وبناءً عليه تقدمت بنص فيلمها “العين وحورية البحر” الذي كتبته بنفسها، بعدما درست كتابة السيناريو والنصوص السينمائية، مما أهلها للاختيار من “حزاوي للإنتاج”؛ وهي مؤسسة ثقافية مستقلة تحتضن كافة المبادرات السينمائية تحت مظلة واحدة، ومنذ العام ٢٠١٣ توسعت التجربة باختيار 4 مخرجين من دول مجلس
التعاون الخليجي، ضمن الدورة الأولى من «حزاوي للإنتاج» التي تقدم التمويل والدعم والتدريب، لتحويل مشاريعهم إلى أفلام قصيرة.
«العين وحورية البحر»
وتوضح أمين أن فيلم “العين وحورية البحر” تقدمه مع الممثلة التي قدمت معها أفلاما سابقة، وهو مستوحى من التراث الشعبي المجتمعي في قالب خيال طفولي، وليس خياليا بالمعنى المتعارف عليه، بقدر تسليطه الضوء على المشاكل النفسية للطفل من خلال الطفلة “حنان” ذات الـ 10 أعوام ، التي تكتشف أن والدها البحار وصياد اللؤلؤ يخطف الحوريات ويبيع أذيالهن في السوق، لتبدأ في تنفيذ خطتها في إنقاذ الحوريات ، وتتمكن من إعادة إحداهن إلى البحر، لتصاب بعدها بحالة غريبة تتمثل في عدم قدرتها على ذرف أي دمعة، وذلك في رمزية بصرية تحمل كثير من الدلالات.
الفن من أجل الفن
وتقول أمين إنه ليس لديها رسالة أو قضية محددة تتبناها في أفلامها، لكن المسؤولية التي تستشعرها دائما ؛ هي أن تكتب قصة جيدة وشخصيات مرسومة بدقة وعناية في كل تفاصيلها٬ ولا تفكر أن الفيلم لابد ويعالج مشكلة ما، لكن تؤمن بـ”الفن من أجل الفن”، أما علاج قضايا المجتمع فمهمة المختصين، بينما اهتمامها ينصب على القصة والشخصيات، وتستوحي القصة من أحاسيس الشخصية، والمهم أن يصل مفهوم القصة للمشاهدين، والإخلاص للشخصيات يجب أن يكون غاية القصة وليس البحث في رسائل وقضايا؛ الفيلم ليس محاضرة ثقافية أو مناقشة اجتماعية إنما قالب من المشاعر والأحاسيس.
سبب كتابة السيناريو
وتفسر حرصها على كتابة سيناريوهات أفلامها؛ بأن كاتب السيناريو هو أقدر شخص على رسم ملامح الشخصية النفسية، وعندما تكتب القصة التي تخرجها تكون على دراية بكل أبعادها ومحركاتها الداخلية وانفعالاتها التي ترسم حتى صورتها الخارجية، وترجع أمين ضعف المسلسلات و الأفلام المطروحة في السوق، إلى ضعف السيناريو قائلة: العيب ليس في الإخراج أو التصوير إنما في السيناريو، فالكاتب عندما يفصل أحاسيس الشخصيات والمخرج ينفذها على أرض الواقع بدقة يكون لدينا فيلما جيدا، ورغم ذلك لا أمانع أن أخرج سيناريو من تأليف أي من المواهب الأخرى.
«السينما المستقلة”
وبحسب أمين ، سينما الأفلام المستقلة تعتمد على الإنتاج المستقل، و”الأفلام المستقلة” هي أكثر ما يمكن أن يقدم للعالم العربي ؛ حيث تتميز بنوعية مختلفة من الأفلام التي لا تركز على غرائز الجمهور أو الإسفاف و السطحية، إنما تركز على أحاسيس الشخصيات، والآن أصبح لدينا بعض هذه الأفلام التي تبشر بكتاب ومخرجين مميزين، فالهدف هو صناعة سلسلة أفلام متطورة.
الإنتاج ما زال «عقبة»
وتضيف أمين أن الإنتاج مازال عقبة ؛ لأن رأس المال كما يُعرف “جبان”، والإنتاج كجهة ممولة للفيلم تخشى الجديد، فتميل إلى النمطية، إلى أن يكسر أحد الجدد هذا الخوف ويبدأ الخطوات الأولى.
التلفزيون والمسلسلات
وتؤكد أمين حبها للسينما، وفي التلفزيون تفضل القصص الطويلة، وربما تتعامل مع التليفزيون بعمل أفلام وثائقية بشكل مختلف؛ بمعنى أن يكون الفيلم الوثائقي من خلال المشاعر والأحاسيس وبعيد عن السطحية، وربما تقدم مسلسلا تلفزيونيا بعدد كبير من الحلقات، ولكنه لن يكون على نهج المسلسلات المكسيكية والتركية: ربما يكون الاتفاق فقط في حجم الحلقات، ولكن سيكون مختلفا تماما ، لأنه من واقع مجتمعنا العربي، يظهر الأحاسيس التي تخالج كل منا ولا يستطيع البوح بها.
السينما النسائية فيها «روح»
وتعلن أمين سعادتها بتواجد المرأة السعودية في مجال السينما خاصة في الإخراج وترى أن تسليط الأضواء الإعلامية على تجارب السعوديات في مجال الإخراج أو التمثيل ؛ ربما لندرة المخرجات في العالم ككل، ما يجعل الاحتفاء بظهور موهبة نسائية جديدة أمر يستحق التوقف٬ بالإضافة إلى كونها سعودية ما يزيد الأمر إثارة، وهي ظاهرة جيدة في كل الأحوال، فنحن بحاجة لسينما نسائية ليس في العالم العربي فقط، ، لكن في العالم ككل، فالسينما النسائية فيها روح وأحاسيس بعيدة لا تدركها إلا المرأة، وتكون تجربة جيدة لو كان الطاقم كله نسائي، لكن نحن في عالم واحد رجال ونساء، فلا يمكن أن ننحي الرجل جانبا لنخرج سينما نسائية، هذا المفهوم لا تتفق معه “أمين”.
مهرجانات الأفلام خطوة كبيرة
ووفقاً لـ”أمين” وجود مهرجانات للأفلام بالسعودية خطوة كبيرة على الطريق٬ حتى وإن كانت لا تعرض في دور عرض متخصصة٬ لكن يكفي الفنانين السعوديين تواجدهم وسط جمهورهم بهذه الكيفية والتعطش لمشاهدة أفلام لفنانين ومخرجين سعوديين، بصرف النظر عن وجود قاعات سينما أم لا : ” نحن نحب السينما وصناعة الأفلام٬ أما طريقة العرض أو مكانه فهذه ليست قضية محورية بالنسبة لنا ٬ المهرجانات شحنة من الفنانين وتبادل خبرات وايجابيات٬ وفخورة بكل المخرجين السعوديين”.
أبرز الأفلام وقضاياها
وتختتم أمين بأن أبرز الأفلام التي قدمتها ” با”و” سكراب”، وأن أهم القضايا التي تدور حولها الأفلام السعودية حتى الآن: المرأة والطفل لأن صناعها مؤمنين بالتغيير الذي يبدأ عادة بالمرأة.