الحوار

(بيان ملاه).. مهندسة سعودية هجرت الطب لاستخراج النفط من حقول الكويت

بقلم – وجدان زعوري

الرغبة في التحدي واكتشاف الجديد، أبرز سمات شخصية المهندسة السعودية الجداوية “بيان توفيق ملاه”، وأهم دوافعها لتغيير مسارها الدراسي والعملي ؛ حيث كان حلمها منذ الطفولة ، دخول كلية الطب والتخصص في الجراحة، إلا أن معرفتها بوجود تخصص جديد في جامعة عفت هو (الهندسة الكهربائية) وشغفها لاكتشاف المزيد عن الدراسة الجديدة ، كان وراء تخصصها في الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسب ، وكان تفوقها اللافت جواز مرورها للعمل في “شلمبرجير” ؛ أكبر شركات العالم في مجال صناعة وخدمات النفط والغاز، والحلول التقنية وإدارة المشاريع المتكاملة، العاملة في 85 دولة ، والموظفة لـ 100 ألف شخص من 140 جنسية.• الانتقال من بلد لآخر

تشير ملاه ” مواليد سنة1991 ” إلى أن حلمها كان العمل بعد تخرجها في شركة “شلمبرجير” العالمية، كبرى شركات العالم في مجال خدمات الطاقة ، واثبات قدرة الشابات السعوديات على اقتحام أصعب مجالات العمل في حقول النفط والغاز ، حيث بيئة العمل الشاقة ، وسط الرجال من مختلف الجنسيات ، وهو ما تحقق بالفعل، ورغم اصطرارها للانتقال من بلد لآخر، حيث تعمل الآن مهندسة حقول في دولة الكويت، وقبلها عملت في شركة أرامكو ، وكانت بعيدة عن المدينة التي تسكن بها عائلتها، إلا أنها مستعدة لتحدي كل الصعوبات من أجل النجاح ، وتقديم نموذج جيد وإيجابي عن المرأة السعودية .

• تغير النظرة للمرأة السعودية

تضيف ملاه : وبالفعل تغيرت نظرة قيادات الشركة والعاملين معي عن المرأة السعودية ؛ وبعد أن كانوا يعتقدون أنها أميرة مرفهة توظف الخدم والعمال ولا تهتم إلا بالموضة والأزياء والمكياج، ولا تحتمل قسوة ومشاق العمل ، أدركوا قدرتها على الإنجاز والوصول لأعلى مستويات الإنتاج والجودة في العالم .

• طبيعة العمل الشاقة

وتقول ملاه ، إن الطريق لم يكن سهلاً أو مفروش بالورود ، حيث إثبات الذات في شركة عالمية كبرى تضم خبراء من مختلف دول العالم ، يحتاج كثير من المؤهلات ، وتطوير دائم للمهارات ، فضلاً عن طبية الانتقال بين مواقع العمل في الأجواء الحارة والباردة والطقس السيئ ، الذي يعاني منه الرجال ، يتطلب عزيمة وقوة وإصرار على النجاح .

• دعم الأسرة

وتثمن ملاه، دعم أسرتها لها ؛ من البداية في اختيارها لتخصصها، وفي عملها، وسبب في تغلبها على كثير من تحديات طبيعة العمل؛ مثل التنقل بين البلدان ، والعمل بمواقع صحراوية ، لكن دعم الأسرة كان خير حافز ومعين.

• العمل.. وبناء الشخصية

وتنوه إلى أهمية العمل في الاعتماد على الذات ؛ حيث إنها كانت حتى التخرج من الجامعة لا تعتمد على نفسها ، لكن اليوم بعد 3 سنوات من العمل أصبحت مختلفة جداً ، وتعتمد على نفسها ، وتطورت لديها أشياء كثيرة ، والعمل مع أشخاص تفكيرهم مختلف وبيئاتهم مختلفه علمها التكيف مع مختلف الظروف ، ورغم ذلك لم تهمل هواياتها وهي؛ الرياضة بصفة عامة والسباحة بصفة خاصة و القراءة.

• مستقبل السعوديات واعد

وترى ملاه، أن مستقبل الشابات السعوديات مبشر وواعد ، حيث اقتحمن العديد من المجالات ، ويحظين بدعم وتشجيع القيادة ، ويعملن على تطوير وتنمية قدراتهن ، والآن هناك سعوديات يتقدمن الصفوف في مهن كانت حتى وقت قريب حكراً على الرجال ، وبعض هذه الأعمال كانت مقتصرة على الرجال الأجانب ، كما ترى مستقبلها زاخر بالعديد من الفرص والتحديات.

• لا شيئ يقف أمامك

وتنصح ، كل المهندسات والشابات السعودية : لا تجعلي أي شيئ يقف أمامك ليس هنالك اختلاف بينك وبين الرجل , ولكونك عاملة أو مهندسة لا يجعلك تتخلي عن اعتمادك على نفسك ، أو احترامك لأنوثتك ، ودائماً اطمحي للأفضل وحاولي تطوير إمكاناتك لتصلي لأهدافك.

• أحلام للمستقبل

وتحلم المهندسة بيان ملاه ، بأن تري نصف العاملين بحقول النفط والغاز في الخليج والمنطقة العربية (على الأقل) من النساء بصفة عامة ، ومن الشابات السعوديات بصفة خاصة ، مؤكدة أن المرأة السعودية قادرة على تبوأ أعلى المناصب ، و العمل في أصعب الظروف لو توافر لها دعم القيادة وتفهم ووعي المجتمع ، وهو ما تراه قد تحقق الآن .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *