النزهة الروتينية لـ( عائلات جدة).. جدل الشتاء والصيف
بقلم- وليد الفهمي _ رانيا الوجيه
رغم تنوع أماكن الترفيه والتنزه في عروس البحر الأحمر ، إلا أن كثيراً من العائلات حصرت قضاء عطلة نهاية الأسبوع وأوقات إجازة الصيف في المولات ، في (خروجة روتينية) أو (الجمعة الأسرية) كما أطلقت عليها إيمان محمد المذيعة في إذاعة شيكاغو الناطقة بالعربية ، وترى كثير من الأسر في المولات أقرب وأسهل وأرخص وسائل الترفيه ، بينما يرى شباب وأسر في ذلك (ملل) لا يطاق ، ويلفتون النظر إلى عدم الترويج للبدائل الأخرى، التي أتاحتها الجهات المختصة في جدة كـ ؛ تجهيز الممشى في أغلب الأحياء ، مما يعد وسيلة ترفيه صحية ، وأيضا تنظيم مسرحيات الأطفال ومسرحيات “الاستاند اب كوميدي”، وعروض السيرك، ووسائل ترفيه تقدم في كل موسم ، لكن العائلات تتعلق بالمولات من باب الروتين والتعود، “البلاد استطلعت الآراء المختلفة .. كالتالي.
• المشكلة في الترويج
يرجع ياسر الثقفي ( متزوج)، إقبال الشباب والعائلات على المولات والمطاعم ، وعدم التفاعل مع عديد من الفعاليات والنشاطات والأماكن الأخرى إلى؛ قلة الترويج لتلك الفعاليات من قبل الجهات المعنية ، بحيث لا يعرف الشباب وكثير من العائلات في جدة سوى المولات والمطاعم ، بشكل أصبح (روتين) ، ويضيف أنه عند البحث على مواقع التواصل عن فعاليات ، نجد أشياء “مر عليها زمن “، دون معرفة وقت تلك الفعاليات والسبب ؛ عدم الترويج للفعاليات ، وعدم وجود برامج وإعلانات ؛ أين تذهب هذا المساء .
• أين نذهب؟
أمين العمري (أعزب)، أشار إلى منع بعض المولات دخول الشباب ، وحصر الفعاليات الشبابية في أماكن محددة فقط ، مطالباً بتنويع أماكن الفعاليات وإيحاد بدائل ومتنزهات خارج المدينة ، والاهتمام بكورنيش جدة الذي يعتبر ملاذاً للكثيرين، وأشاد بتوجيه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل، بعدم منع الشباب من دخول المجمعات التجارية والأسواق مع أهمية توفير المتطلبات التقنية التي تسهم في ضبط الأمن بها دون الإخلال بحق الشباب بالتواجد.
وأكد العمري أن المولات تمنع دخول الشباب في كافة الاوقات بحجة عدم وجود عائلات معهم ( ولا تنفذ توجيه أمير منطقة مكة) ، مختتما بالتساؤل : أين أذهب .. وأين يذهب الشباب أمثالي؟!
• فعاليات وحملات توعوية .. بـ”المول”
“البلاد” سألت نائب مدير الفعاليات في المركز التجاري ” ردسي مول” : ماذا تقدمون لزوار المول ليكون الوجهة المفضلة لقضاء وقت ممتع في نهاية الأسبوع، وأجاب علوي الجفري : لا يقتصر الترفيه لدينا في المركز على صالة الألعاب للأطفال وتناول الوجبات في المطاعم المتنوعة، لكن تحتضن إدارة المركز تنظيم فعاليات وحملات توعوية موسميه طوال السنة ، كما يتميز المركز بتوفير عربات كهربائية للتجول داخل المركز للكبار والصغار، ويضيف الجفري بأن للمول قناة خاصه على اليوتيوب تجري لقاءات مع الزوار لرصد آراؤهم ومقترحاتهم وردود أفعالهم حول مايقدمه المركز لهم ؛ لضمان أقصى استمتاع وقضاء وقت لطيف مع أسرهم.
• البداية”مول” والنهاية “عشاء”
ويقول الكاتب والإعلامي جمال بنون ، أن العائلات في السعودية تبدأ نزهتها بالمولات وتنهيها بتناول الطعام في مطعم ، خاصة في جده، رغم وجود كورنيش عروس البحر الأحمر ، الذي يمكن أن يستوعب أعداد كبيرة من العائلات، لقضاء إجازة نهاية الأسبوع ، مقارنة بمدن أخرى لا يوجد بها أماكن ترفيهية ، على سبيل المثال مكة المكرمة والمدينة المنورة ، معظم الاسر تجد نزهتها في المولات ؛ حيث لا يوجد بمكة أماكن سياحية ، وتضطر الأسر إلى الذهاب للمراكز التجارية، ويتناولوا العشاء بها ؛ لأن أغلب المطاعم الخارجية لا يتوفر بها أماكن للعائلات ، ويضيف بنون ، أن أماكن الترفيه تختلف من مدينة لأخرى، واليوم أصبحت المراكز التجارية لا يقتصر نشاطها على التسوق وتناول الوجبات في المطاعم بداخلها بل ايضا تقدم نشاط رياضي لممارسة المشي ، وهناك العديد من السيدات والرجال يتخذون المولات لممارسة هذه الرياضة.
• الشاليهات .. غالية جداً
وينوه بنون إلى أن المراكز التجارية في السعودية ارتقت وأصبحت مماثلة للمراكز لمثيلاتها في دول العالم الأول ، إلا أنه يظل لدى المواطنين والعائلات إختيارات أخرى للتنزه ، وفي الفترة الحالية في ظل حر الصيف الشديد ، يوجد منفذ آخر للترفيه هو؛ الشاليهات البحرية ، ولكنها غالية جدا ولا تناسب جميع المستويات في المجتمع؛ والطبقة المتوسطة والبسيطة تجد ملاذها في المولات كون الأسعار في متناول الجميع.
• اتهام لوسائل التواصل
بينما ترى إيمان محمد المذيعة في إذاعة شيكاغو الناطقة بالعربية، أن التنزه في المولات أصبح روتين يقتل (الجمعة الأسرية)، ويعود ذلك للملل الذي أصبح يسود معظم العائلات ، وانحصار فرصة التنزه بين التجول واللعب بالمولات، والانتهاء بتناول وجبة العشاء داخل المول، وتلوم المذيعة الشابة وسائل التواصل الاجتماعي التي شغلت الكثيرين من أرباب الأسر سواء الأب أو الأم ، وبالتالي تحولت النزهة العائلية الى تأدية واجب فقط ، بعيدا عن الاستمتاع بالوقت مع أفراد العائلة.
• الممشى والمسرحيات والسيرك..بدائل
وتردف أن هناك وسائل ترفيهية متنوعة قد أتاحتها الجهات المختصة لقتل ذلك الروتين على سبيل المثال ؛ تجهيز الممشى في أغلب الأحياء بجده، وتلك وسيلة ترفيه صحية وأيضا اقامة مسرحيات الأطفال ومسرحيات “الاستاند اب كوميدي”، وعروض السيرك، وهناك وسائل ترفيه تقدم في كل موسم ولكن يفضل معظم العائلات التعلق بالمولات من باب الروتين والتعود.
• المولات.. أقرب وأسهل وأرخص
وترى ربة المنزل شذى الخولي أن لكل مكان سياحي في جدة أسعار متضاربة، وكل عائلة تختار المكان على حسب مقدرتها المادية، وتستكمل : النزهة في المولات؛ الأقرب والأسهل والأرخص بالنسبة لأغلب العائلات ، خاصة في فصل الصيف كونها لا تتطلب انفاق مالي كبير ، وأصبحت المولات تجمع بين صالات الألعاب لأطفالنا ، وبين فرصة التسوق وتناول الطعام في المكان ذاته ، أما في فصل الشتاء والأجواء الباردة فتكون الوجهة الى كورنيش جده للاستمتاع بالجو والإنفاق البسيط، ، وهذا حال أغلب العائلات.