استطلاع

السُّبْحة .. أشكال وألوان .. بلاستيك وزجاج وأحجار كريمة وماس..

جدة – إقرأ
من تسبيح الله عزَّ وجلَّ واستخدامها عند ترديد “سُبْحانَ الله ” وما أجملها من كلمة ؛ جاءت تسمية السُّبْحة أو المَسْبَحة، و”التسبيح” ُسنة عن رسولنا الكريم؛ إذ كان صلَّى الله عليه وسلم يُسبح بالعدِّ على الأصابع، ولم يمنع العدَّ بغيرها , وعن ابن عمر رضي الله عنه: رأيتُ النبي – صلَّى الله عليه وسلم- يَعقِد التسبيحَ بيده, وكان الصحابة أيضاً يستعينون بالحصى والخيوط المعقودة، لتنظيم عملية التسبيح, قال رسولُ اللّه – صلَّى الله عليه وسلم: “عليكُنَّ بالتسبيح والتهليل والتقديس، ولا تغفلنَ فتنسَيْنَ التوحيدَ ، واعقُدن بالأنامل، فإنهُنَّ مَسؤولاتٌ مُستنطَقات “.
• البداية.. الأبيض والأسود
بدأت “السُّبحة” باللونين الأبيض والأسود، توارثت أجيال صناعتها كمهنة عبر العصور، واتَّخذها البعض هواية وحُبَّ اقتناء، وتطورت عبر الزمن ؛ من صناعتها اليدوية البدائية، إلى الإبداع في تصميمها، حيثُ تجدها تتلألأ في محلات المدينة المنوَّرة ومكة المكرَّمة، حول أرصفة الحرم تحديداً وقد أخذ الناس قديماً، هذه المهنة من منابعها؛
عن طريق الحجاج والمعتمرين، القادمين من الهند وإيران وتركيا والعراق، وتجدها حاضرة في أسواق المدن والبازارات المتنوعة، في البلدان المختلفة، وكثير من الدول ، فتحت ورش داخل مواقعها الأثرية الشهيرة لصناعة السُّبح ؛ إضافة لوجود تجار كبار، في المجال، حتى أصبحت السُّبَح تجارة مهمة لبعض البلدان، لها عائدٌ ماديٌّ كبيرٌ ، خاصة في المواسم المختلفة فهي تقليد أصيل غير مندثر، يمتد إلى حاضر يتسم بالإبداع، في ظل تطور صناعة السُّبَح.
•تطور الصناعة
حبَّات الخرز المترابطة، بأشكالها الفنية وأحجارها المختلفة، وألوانها الرائعة ، كانت تطور للتسبيح قديماً بحبَّات الحصى والخرز متفرِّقة , وكذا بأصابع اليد, وتطورت حينها السُّبَح، بربطها بخيط رفيع لتسهيل عملية التسبيح, ثم ما لبثت السُّبَحة أن أصبحت أجزاء تتكون من الخيط والمئذنة التي تكون في نهاية السُّبْحة، والحبَّات والفواصل التي تتوسطها.
ثمَّة صورة قابعة في عمق ذاكرة؛ معظمنا ، تتراءى لنا دائماً؛ لِمنظرِعجوز يَجلس مفترشاً الأرضَ ببضاعته، تظهرعلى وجهه خطوط الزمن العتيق، وقد اتَّخذ من صناعة السُّبَح ، مصدر رزق له، يشتغِلُها بكل حُبٍّ وشغف ، دون التمَلُل منها ، باستخدام أبسط الأدوات اليدوية والخامات، لتكتمل السُّبْحَة بعدها قطعة فنية نادرة.
أما الآن، فتجد تطوراً كبيراً في صناعة السُّبَح ؛ إذ يدخل في تصميمها أنواع كثيرة من المستلزمات؛ كالأحجار الكريمة و الكريستال الأصلي و الزيركون و الياقوت واللؤلؤ، وغيرِها من الأحجار الثمينة والغالية، التي قد يصل ثمنها إلى مئات الآلاف من الريالات ، وهناك سُبُحات زهيدة الثمن، تُصنع من البلاستيك أو الزجاج أوالأحجار المُقلَّدة وتبدأ أسعارها من 10 ريالات فما فوق, وتختلف السُّبَح كذلك في عدد حبَّاته؛
السُّبْحة الكاملة تتكون من 99 حبة, والثلث تتألف من 33 حبَّة وهي الأكثر انتشاراً, وهناك السُّبُح الإلكترونية التي ظهرت لتسهِّل عملية التسبيح أكثر، مما هي عليه السُّبَح العادية، و توضع في بداية الإصبع وفيها زِرٌّ يُضغط عند التسبيح، وشاشة يَظهر من خلالها عدد التسبيحات.
• استخدامات مختلفة وغريبة
كانت السُّبْحة قديماً، تستخدم لأغراض أخرى غير التسبيح؛ للبعد عن العين وتجنب الحسد ولجلب الرزق والبركة، وبعضهم “رجال ونساء” يستخدمونها للتزين؛ في المناسبات المهمة، و كواجهة اجتماعيه لدى بعض كبار المسؤولين, كما أصبحت اليوم موضة رائجة بين الشباب والشابات؛ و تستخدم أحياناً في تزيين الديكور، ولم يقتصر التسبيح بالُّسبْحة على الدول العربية أو على المسلمين فقط؛ بل هنالك دول غربية وديانات كالمسيحية وغيرها ؛يستخدمون السُّبْحة في التسبيح كرمز ديني يدلُّ على التدين.
• وجدت لهدف “روحي”
والسُّبْحة في وقتنا الحاضر، قطعة من القطع الراقية، كالساعة والقلم، خصوصاً عند الأشخاص المهتمين بشرائها وإهدائها، للأهل والأصدقاء كهدية رمزية، عند قدومهم من رحلة سياحية، في البلدان التي تحترف صناعة السُّبَح، وأكثرهم يُهديها بعد أداء مناسك الحج والعمرة، لكسب أجر كل من يُسبِّح بها, مما يدلُّ على الهدف الروحي السامي الذي وجدت السُّبْحة من أجله، وتجد بعض الأشخاص يحِبُّ اقتناء السُّبَح وتجميع المميز والأثري منها على سبيل الهواية.
• أغلى سبحة في العالم
تحمل أسماء الله الحسنى جميعها وتحتوي على أكثر من 16700 حبة من الماس والياقوت الأزرق ، وتتكون المسبحة من خرزات بيضاوية مصنوعة من الذهب الأبيض عيار 18 قيراط ، مع نقش على كل خرزة لأحد أسماء الله الحسنى، لتكتمل الأسماء على جميع خرزات المسبحة البالغ عددها 99 خرزة , وزينت الخرزات البيضاوية بالياقوت الأزرق النادر ، فيما استخدمت حبات الماس ذات النقاوة العالية لنقش أسماء الله الحسنى على الخرزات.
• الأطول في العالم
أطول سبحة في العالم صنعت بأيدي سعودية ، ودخلت موسوعة جينيس ؛ يبلغ طولها 150 متراً ووزنها 350 كيلو، وتحتوي على (1400) حبة من خشب (الشلي) الروماني ؛ وهو نوع نادر، كل واحدة بطول 10 سم وعرض7 سم.

  • السبجة
  • السبجة
  • السبجة
  • السبجة
  • السبجة
  • السبجة
  • السبجة
  • السبجة
  • السبجة
  • السبجة
  • السبجة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *