سعد خضر بلهجته الأقرب إلى البدوية٬ وبشرته شديدة السمرة٬ كانت مفتاحا لانطلاقته الفنية٬ كممثل ومؤلف ومنتج سعودي٬ ليس فقط محليا٬ إنما عربيا أيضا٬ بين عواصم الفن في السبعينات ميلادية “القاهرة وبيروت”.
ولد خضر بمكة الكرمة عام ٬1943 في فترة التحاقه بالجيش السعودي كان يعزف على الكمان وقد شارك بالأداء الموسيقي لبعض الأغاني مع بعض المطربين السعوديين في فترة الستينيات من القرن العشرين، ثم بدأ حياته الفنية كمقدم لبرامج الأطفال حيث كان يظهر كممثل في بعض هذه البرامج، قبل أن يشارك في المسلسل التلفزيوني (فرج الله والزمان) عام 1971، توالت بعدها أعماله ما بين السينما والمسرح والتلفزيون.
وتم تكريمه من قبل عدة جهات منها جمعية الثقافة والفنون السعودية تقديراً لمشواره الفني المميز٬ كرائد من روّاد الدراما السعودية وصاحب مشوار حافل بالأعمال المميزة، كأول الفنانين الذين قدموا أفلام توعية عن نشاطات وزارة الداخلية الاجتماعية.
والتي من أبرزها (هوامير الصحراء، الغافلون)، وفيلم (موعد مع المجهول) أول فيلم سعودي عام 1980م -1400هـ والذي شارك بإخراجه وإنتاجه وإعداد قصته٬ وهو فيلم روائي طويل مدته ساعتين ونصف٬ وإخراج الراحل نيازي مصطفى وصور بكاميرا سينمائية واستخدمت الهيلوكوبتر في التصوير وكان طاقم التصوير من مصر ومدير التصوير الراحل عادل عبدالعظيم.
وكذلك كتب فيلم صراع مع الأيام من بطولة فاروق الفيشاوي وجميل راتب وبوسي وعزة جمال وسيناريو ياسين إسماعيل عام 1984م وإخراج يوسف شرف الدين.
فيلم رحلة المشاغبين من بطولة دلال عبدالعزيز وسمير غانم وفريدة سيف النصر وقصة وسيناريو واخراج أحمد ثروت.
وانطلق خضر إلى لبنان أيضا وشارك في فيلم الغافلون قصة وسيناريو سمير شمص واخراج سمير الغصيني وبطولة ميشيل ثابت وميشيل ابو سليمان وبدر حداد عام 1410هـ ٬ وفيلم الزوجة المفقودة فيلم لبناني بطولة احمد الزين والمطربة اللبنانية هدى عام 1412هـ.
كما قدم خضر عددا من السهرات التلفزيونية والمسلسلات منها: مسلسل الأطفال” أطفالنا أكبادنا”٬ المزيفون ٬ بنيتي٬ حكاية مثل٬ اليتيم٬ وجه ابن فهره٬ كهف المغاريب٬ الليل والمصباح٬ الأمثال الشعبية٬ سكرتير في البيت٬ أيام لا تنسي٬ الغريب٬ الوهم٬ ومسلسل الدمعة الحمرا٬ الذي انتقده الفنان سعد خضر في نسخته الجديدة والتي قدمتها احدى القنوات العربية من بطولة تركي اليوسف وعلا فارس، مبيناً أن العمل احتوى على عدد من الأخطاء الفنية والإنتاجية التي كانت واضحة للمشاهدين على حد وصفه.
وأن جميع أفراد طاقم العمل كانوا يضعون الكحل حتى راعي الغنم، وكأنه لم تكن هناك صحراء لاهبة تؤثر على الملامح، أيضاً الملابس لم تكن من البيئة، ولو كانت هذه الملابس في ذلك الزمان موجودة لكنّا أفضل من الفرنسيين في الموضة، لافتاً إلى أن المكان بتفاصيله الدقيقة لم تكن متوائمة مع حياة البداوة،
وقال: من المعروف أن البدوي يسكن في وسط الصحراء، ولا يسكن أسفل “الضلع”، وإذا كان المخرج يبحث عن النواحي الجمالية كان بإمكانه الوصول إلى ذلك عن طريق الشروق والغروب على سبيل المثال؛ لأن العمل من التراث. وقال عن نسبة التغييرات التي سيجريها على العمل فيما لو طلب من إعادة تقديمه: سأغير أكثر من 70% من العمل حتى يكون واقعياً، ولك أن تتخيل أنه في المسلسل الحالي يتم التنقل والترحال بالخيول، وهذا غير صحيح، فالخيل عند البدو رمزيتها في الغزو والجاه، وما رأيناه غير ذلك.