متابعات

سجون جدة .. ورش لإبداع الفنون و الحرف اليدوية

البلاد – رانيا الوجيه
السجين إنسان ، يدفع فاتورة مخالفة الأنظمة ؛ بعقوبة السجن ، ويسدد دين المجتمع، وبالتالي حرمانه من حقوقه الإنسانية يعد عقوبة إضافية ، ويخالف قواعد العدالة والإنصاف، خاصة وكثير منهم محكومين في قضايا الحق الخاص ؛ كمن ضاق به الحال وتخلف عن دفع إيجار بيته ، أو تراكمت عليه أقساط  ، إدارة سجون جدة بالتعاون مع عدة جهات ،
ساهمت في تأهيل ودعم السجناء ؛ بتطوير قدراتهم الإبداعية في مجالات الحرف اليدوية والنحت والخط العربي والفن التشكيلي ، وعرض أعمالهم في الجنادرية وسوق عكاظ  ومعارض الغرفة التجارية بجده ومعارض محلية أخرى؛ للمساهمة في رعاية مواهب وتأهيل السجناء ودعمهم نفسياً ومادياً ، التجربة أشادت بها استشارية الطب النفسي وطب الادمان ، دكتوره فاطمه كعكعي ، مؤكدة أن العلاج بالفنون مفيد ، وفيه تفريغ لنوبات الغضب والحزن ، وشحن الشخص بطاقة إيجابيه.
·منهم المبدعين والفنانين
يقول الفنان التشكيلي عبده فايز، أحد المعتمدين لتدريب السجناء على الرسم والفن التشكيلي بأنواعه ، أن تخصيص فعاليات وأنشطة ثقافية لنزلاء السجون، ومنها الرسم التشيكلي وفن الخط العربي والأعمال اليدوية والمنحوتات، تجربة مفيدة ، تقضي على أوقات فراغهم ، وتنمي قدراتهم ، وإيجابية لهم وللوطن أيضا، ويضيف أن المساجين جزء من المجتمع ، منهم المبدعين والفنانين، ولا بد من تدريبهم والأخذ بأيديهم،  ويشتمل السجن على نزلاء من جميع الجنسيات العربية وغير العربية ، ممن يملكون ابداعات تترجم في لوحاتهم وأعمالهم.
ويشير فايز إلى عدة جهات تعرض بها أعمال نزلاء السجون أهمها ؛ مهرجان  الجنادرية و فعاليات سوق عكاظ والمعارض المقامة في الغرفة التجارية بجدة،  والمعارض المحلية التوعوية مثل ؛ معرض مكافحة المخدرات و مكافحة التدخين وأي معرض يهتم بالتوعية،  وكانت آخر مشاركه في شهر رمضان 2017عن طريق الغرفة التجارية بجدة، وحققت نجاحاً ببيع 25 لوحة ، بدعم الشيخ صالح التركي مدير الغرفة التجارية سابقا. ويؤكد فايز أن الفن التشكيلي خاصة يفرغ ما بداخل النزلاء من طاقة ، ويمنحهم الفرصة للتعبيرعن الذات والتواصل مع المجتمع عن طريق الإبداع والموهبة.
لوحات المساجين في «بازار»
رانيا السليماني
تقول رانيا السليماني سيدة الأعمال وإحدى عضوات لجنة «تراحم «، التي عرضت مجموعة من لوحات السجناء في البازار الرمضاني السنوي الذي تنظمه داخل مركز تجميلي تملكه : كنت إحدى عضوات حملة «ومن فرج كربه» وأثناء الاحتفال بالحملة وجدت زاوية لفتت إنتباهي، كانت عباره عن مجموعه من لوحات رسم تشكيلي من أعمال السجناء ، وهؤلاء الفئة في حاجه ماسه لبيع تلك الأعمال والاستفادة من العائد المادي، لذلك ركزت في رمضان 2017 ، على عرض تلك اللوحات من خلال البازار ، وتعتبر التجربة الأولى من نوعها ، وحتى في حالة إذا لم نستطع بيع لوحات النزلاء ، يكفينا أننا لفتنا نظر الناس لأعمالهم .
ليسوا جميعا مجرمين
وتضيف السليماني أنه ليس كل من بداخل السجون مجرمين يستحقون العقاب،  بل هناك محكومين في قضايا الحق الخاص مثل ؛ من ضاق به الحال ولم يستطع دفع إيجار بيته أو عليه أقساط متراكمة ، والمدينون بشكل عام نركز على مساعدتهم ودعمهم حتى يتمكنوا بعد خروجهم من استكمال طريقهم في كسب الرزق من خلال تلك الأعمال.
دور لجنة»تراحم»
وجدان بخاري المدير التنفيذي بلجنة «تراحم» تقول أن اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم هيئة خيرية وطنية ذات شخصية اعتبارية مستقلة مقرها الرياض ويتبعها عدد من اللجان الفرعية في المناطق حسب الحاجة، وقد بلغت حتى اليوم خمس عشرة لجنة.
أنشئت (تراحم) اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم الرئيسية بموجب قرار مجلس الوزراء الموقر رقم(2) وتاريخ 1-1-1422 رئيسها الفخري صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز, ويتولى رئاستها معالي وزير الشؤون الاجتماعية، ويشترك في عضويتها مندوبون عن عدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص والقطاع الخيري من رجال وسيدات الأعمال.
رئيس مجلس الإدارة سعادة الشيخ صالح بن علي التركي .
نائب رئيس مجلس الإدارة سعادة الدكتور عبدالله بن مرعي بن محفوظ أهدافنا: تطوير برامج التدريب والتأهيل داخل المؤسسات الإصلاحية والسجون اتخاذ الوسائل الكفيلة برعاية المفرج عنهم واسرهم بما يودي الي عدم عودتهم الي الجريمة مرة اخرى
رعاية الأسر والمفرج عنهم
وتضيف بخاري أن اللجنة مدعومة بنخبة من رجال الأعمال، تعتني بالسجناء وبأسرهم وبالمفرج عنهم ، رعاية شبه كامله ، وتقدم لأسرالسجناء العديد من سبل المساعدة مثل؛ توفير السلات الغذائية ، وتقديم تبرعات عينيه مقدمه من المتبرعين، كما تستقبل في مستودعات «تراحم» جميع التبرعات من الإحتياجات والمستهلكات الجديدة فقط، وتنوه بخاري إلى أن نشاط ودعم « تراحم» للسجناء وأسرهم ، لا يتوقف عند تقديم المعونات فقط ، بل توفر برنامج توظيف للمفرج عنهم ؛ كي يتسنى لهم العمل بعد خروجهم من السجن ، وأيضا توفير دورات تدريبية لزوجات وأبناء السجناء بالتعاون مع بعض الشركات التي تقدم أعمال موسمية وصيفية.
وسيط» وداعم
  وتشير بخاري إلى أن من أهم خدمات «تراحم» إطلاق مبادرة « تفريج كربه» بالتعاون مع الجمعية الفيصلية وجمعية مودة ، بهدف مساعدة الأسر الفقيرة المديونة بأرقام ماليه بسيطة، وتلفت إلى أهمية تنمية مواهب وإبداعات المساجين ؛ بالقيام   بدورالوسيط بين المعارض والمراكز التجارية وبين السجناء وإدارة السجن، لعرض أعمالهم، وتوزيع المردود المالي على السجين وإدارة السجن  ، وأيضا توفير الخامات والأدوات التي تتطلبها الأعمال اليدوية بطلب من إدارة السجن.  واختتمت بخاري بالتنبيه إلى تنظيم زيارة خاصه لسجن السيدات لإلقاء الضوء والتعرف على أعمال السجينات من خلال حفل تكريم أبناء أسر السجناء وحفل المعايدة.
استشارية نفسية: العلاج بالفن مفيد
فاطمة كعكي
من جانبها أكدت استشارية الطب النفسي وطب الادمان بمستشفى الأمل بجدة ، دكتورة فاطمة كعكعي ، أن العلاج بالفنون يطلق عليه « Art therapy» ، وهو علاج نفسي يعتمد على شكل فني مثل الرسم أو الموسيقى أو النحت أوالحياكة ، وأي مجالات أخرى، مبينة أنه عند ممارسة تلك الأنشطة يزداد افراز « الأدرينالين» في الجسم، فيشعر الإنسان بالسعادة، خاصة لدى الإنسان المكبوت والمكتئب بسبب السجن، لذلك تلك الممارسات تعتبر أمر جيد لكل من يعاني الكآبة أو ما شابه ذلك، وخاصة للمساجين لتفريغ نوبات الغضب والحزن وإخراج الطاقات السلبية وشحن الشخص بطاقة إيجابيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *