محليات

مواطنون في القطاع الخاص:نعيش معاناة العمل

جدة -حماد العبدلي
تعد بيئة العمل في القطاع الخاص أرضاً خصبة لصنع “المؤامرات” والدسائس بين الموظفين بسبب أن غالبيتهم خليط من جنسيات مختلفة وبدأت هذه الظاهرة الغريبة بالانتشار بشكل لافت وتهدد بقاء الشباب في مقار أعمالهم سيما ان المستفيدين من وراء ذلك هم العمالة الوافدة المخالفة التي لا تريد أن ترى ابناء الوطن يسحبون البساط من تحت اقدامهم وتجدهم يحيكون الفتن بين الموظفين فيما بينهم أو بين مديرهم في العمل وهذه المؤامرات تحاك عبر رسائل كيدية تحت الطاولة.
لتسليط الضوء على هذه القضية غير الطبيعية ارتأت (البلاد) أن تسبر اغوارها مع شريحة من الموظفين في القطاع الحكومي حيث قال عبدالله مبارك السفري:”القطاع الخاص مكان رحب للمؤامرات من مثل هذه النوعية من العمل المشين الذي يهدف الى عدم استقرار الإنتاجية بين الكادر العملي وللأسف الشديد ان هناك نوعية من المديرين يصغون لهؤلاء الجهلة ويلحقون الضرر بأشخاص قد يصل احيانا الى الضغط على الموظفين لترك العمل بسبب المضايقات المستفزة لهم في مجال عملهم دون وجه حق.
” واضاف السفري: “إن أية منشأة أو شركة لا تخلو من المكائد سواء من الرئيس تجاه مرؤوسيه، أو من الموظفين تجاه رئيسهم أو الموظفين فيما بينهم، وتزداد مثل هذه المكائد إذا لم يتخذ مديرو هذه الشركات الإجراءات المناسبة للحد من نشوء هذه الأمراض.”
مستطرداً:”هناك مديرون يفتعلون المشاكل لتطفيش الموظف السعودي من القطاع الخاص رغم أنه من اصحاب الكفاءات العالية وهذا الموظف لا يستطيع الوصول إلى صاحب القرار مما يؤدي إلى تدني انتاجيته ويصبح يعمل بنفس سيئة ومن ثم يعمل مديره خطة كيدية لإنهاء خدماته” مطالباً مديري الموارد البشرية في مثل هذه القطاعات الخاصة أن يتواصلوا مع جميع الموظفين ليكونوا على دراية بما يحدث من مشاكل قد تؤدي بالبعض إلى الفصل التعسفي.
وأشار احمد القحطاني مسؤول موارد بشرية في أحد القطاعات الاهلية إلى أن الموظف يقضي معظم وقته في عمله أكثر من قضائه بين أفراد أسرته لذا عليه أن يتكيف مع زملائه بالعمل لتنشأ بينهم المودة والحميمية ولا ينظر الموظف لزميله أنه عدو له أو من يريد به شرا فيبادره بالشر مثلما يحدث من البعض.
وقال:” صحيح أن الحياة العملية لا تخلو من الضغوط التي قد تؤثر على الموظف ولكن يجب عليه أن يكون صاحب صدر رحب يتحمل جو العمل، ويتحمل زملاءه مبيناً أنه قد تحدث أحياناً مشاكل كيدية بين الموظفين لأجل تحقيق مصالح شخصية لهم كالحصول على ترقية أو الوصول إلى منصب ما على حساب ظلم زملائهم ونسب انجازات غيرهم لهم دون أي جهد يبذلونه فتنشأ بسبب ذلك مثل هذه الدعاوى الكيدية التي ينهى عنها ديننا الحنيف”.
فيما انتقد عبد الرحمن القرني معلم تربوي بعض الموظفين الذين يسخرون كل جهودهم وطاقاتهم لخلق العقبات والمشاكل للإضرار بزملائهم الآخرين الأمر الذي يوجد بيئة عمل غير مستقرة وطاردة ومنفرة بدلاً من تسخيرها إيجاباً لمصلحة العمل موضحا أن ذلك يأتي بسبب عدم القناعة بما كتبه الله للموظف من وظيفة معينة حسب قدراته العلمية والعملية.
ويرى القرني أن سلبية الشكاوى والمكائد بين الموظفين لا تخلو من إيجابيات والشكاوى بمفهومها العام يجب أن تؤخذ من شقين الأول أهميتها في تطوير العمل من خلال دراسة الشكوى وهل هي صادقة بما يخدم مصلحة العمل أم أنها فقط كيدية ولا يراد منها الخير للعمل والعاملين والشق الآخر من كونها كيدية ولكن لايمنع أن يتم التحقق منها حتى ولو كانت غير صادقة.
ودعا على الغامدي إلى تفعيل دور صناديق الشكاوى في القطاعات العامة والخاصة مطالباً بتفعيل دورها بدلاً من أن تكون زينة لحوائط القطاعات.
واستشهد الغامدي بموقف حصل له في محيط عمله حيث كان لديهم موظف يثير المشاكل بالخفاء وقد تسبب بما يحيكه لزملائه من مؤامرات ودسائس إلى فصل ونقل بعضهم دون أن يعرفوا أنه سبب هذه المشاكل “حتى جاء ذلك اليوم الذي طلب مني ذلك الموظف أن أتعاون معه وقال لي بكل وضوح تعاون معي لكي نجمع السلبيات على مديرنا ونزيحه عن منصبه فأنا أحق منه بهذا المنصب وسوف أجعلك مديراً لمكتبي ومقرباً مني إذا تم تعييني لهذا المنصب” مبيناً أن ذلك الطلب لم يكن حباً وإنما بحكم أنه المسؤول عن الأوراق والمعاملات السرية بمكتب المدير مضيفاً:أن مثل هذه النوعية يجب ان تنتهي.”
وأكد مصلح العتيبي رجل اعمال أن التنافس غير الشريف بين الموظفين أو حبهم في الوصول إلى المناصب التي يطمحون للوصول إليها، لا يأتي عن طريق التقليل من شأن زملائهم وادعاء أنهم أحق منهم بما وصلوا إليه من مناصب مشيراً إلى أنه خلال عمله مديراً يعالج مثل هذه القضايا بين الموظفين من خلال الاهتداء إلى سر التعامل مع هذه النوعيات من الموظفين أو رؤسائهم،
دون التعجل باتخاذ قرارات العقوبة مبينا أن حل هذه المشكلة يأتي من عدة أوجه أولها بحث دواعي الشخص الذي يسعى لتشويه صورة زميله بالعمل لدى المسؤول عنه ثم توعية المسؤول بعدم بث أي شكوى من زميل لزميله إلا بعد التأكد من الحالة النفسية للمشتكي ومعرفة اخلاقه وطباعه وبعدها يتم توجيه من لديه شكوى كيدية أو حقيقية وتذكيره أن الغيبة والنميمة ليست من أخلاق المسلم.”
وقال سعد الحربي موظف قطاع خاص ومسؤول تحصيل:” لم يحدث يوما انني تعرضت لمشكلة في عملي أو مع زملائي حتى جاء أحد الوافدين من جنسية عربية وتم تعيينه مشرفا في احد معارض الشركة التي اعمل بها وفجأة وصلني خطاب تحويلي إلى عمل “ترضية أي تطفيش” من أجل أن اترك وظيفتي بعد ذلك عرفت أن وراء ماحدث هذا الوافد الذي استطاع أن يقنع المسؤول لتجريدي من عملي ولحق كذلك بزميلي واصبحنا حاليا نداوم في الشركة كالضيوف وهذا الرجل اصبح في الواجهة.”
ويتطلع الحربي من الجهات ذات العللاقة خاصة الموارد البشرية أن تقوم بالدور والمتابعة لما يحدث في داخل الشركات من محاولة وضع العراقيل لأبناء الوطن وتمكين العمالة الوافدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *