مؤخرًا أصبحت النزعة الاستهلاكية عبئًا على الكبار من أمهات وآباء، بينما تزداد وتيرتها بالنسبة لأطفال؛ فبالإضافة لحداثة العمر والخبرة والفهم، يتنوع كم المغريات التي يتعرض لها الأبناء كل يوم من منتجات تمتلىء بها أرفف السوبر ماركت، أو من خلال الإعلانات التجارية لمنتجات مختلفة، بالإضافة إلى المغريات التي بيد قُرَناؤهم من الأطفال وتثير الغيرة فيما بينهم، ويتبع ذلك إرهاق ميزانية أي أسرة عادية،
وكنتيجة طبيعية لذلك تتكرر داخل البيوت جمل موحدة مثل: أريد لعبة مثل صديقي.. وأريد تناول الطعام من المطعم المشهور الذي يذهب إليه صديقي.. والعديد من الكلمات التي تؤثر على نفسية الطفل وتشعره بعدم المساواة مع أصدقائه وزملائه.. فكيف نربي أبنائنا على القناعة ونعلمهم قيمة الأشياء التي يمتلكوها.
نصائح تربوية
لا نستطيع عزل أطفالنا عن الناس من حولهم، أو منعهم من مشاهدة الإعلانات، ولذلك يجب أن نقدم لهم ونعلمهم قيمة الكنز الذي لايفنى” القناعة”؛ فهي تعتبر قيمة رائعة يجب غرسها في تربية الأبناء منذ نعومة أظافرهم، بإتباع النصائح التالية:
– علمى طفلك أن يكون قنوعًا ويشكر ربه على كل شيء صغير فى الحياة، ومنها الأمور التي يعتقد أنها ليست مهمة، أو أنها ستكون موجودة دائمًا مثل؛ الطعام والأصدقاء والأدوات المدرسية التي تتوافر له بسهولة، والألعاب التي تشغل وقته وتسليه. فيجب على الطفل أن يعلم أنه هناك أطفالًا لا يمتلكون مثل تلك الأشياء؛ ولذلك فعليه أن يكون قنوعًا دائمًا.
– يمكنك تعليم طفلك أن يكون قنوعًا ويقول جملًا مثل شكرًا ومن فضلك، ولكن عليك أيضًا أن تكوني صبورة لأن الأمر سيستغرق بعض الوقت. ويجب عليك أن تكوني مثلًا وقدوة لأبنائك؛ بأن تقولي لهم عبارات مثل شكرًا في المواقف المختلفة، حتى لو كان طفلك فى الثانية أو الثالثة من عمره.
– أطلبي من طفلك أن يكتب في نهاية كل يوم أو أسبوع قائمة بالأشياء والأمور، التي يجب أن يكون قنوعًا بسببها، ويجب أن يشكر ربه عليها.
– لابد أن تعلمي طفلك مراعاة ظروف الأسرة؛ فليس كل ما يتمناه سيحصل عليه. بيّني لطفلك ما هو قابل للتنفيذ، وما يمكن شراؤه وما يصعب بسبب ميزانية المنزل، ويمكن التفاوض معه بالحصول على لعبةٍ أرخص مؤقتًا وتأجيل غالية الثمن، لحين تحسن الظروف، أو أنك سوف تشتريها في عيد ميلاده أو عند نجاحه وتفوقه في نهاية العام، فيشعر الطفل أنه سيحصل على ما يريد لكنها مسألة وقت.
– طريقة فعالة لتعليم الطفل القناعة وعدم امتلاك كل ما يحيط به؛ وذلك عن طريق تعليمه أنه عندما تشتري له لعبة جديدة عليه أن يشاركها مع إخوته أو أصحابه باللعب، فكما يأخذ لعبتهم للاستمتاع بها، لابد أن يسمح لهم بمشاركته لعبته.
– قضاء يوم مع أطفالك في ملجأ أو حملات خيرية؛ سوف يرى خلاله وجوه الناس الذين لديهم القليل، فيشكر الطفل ربه على أن حاله أفضل بكثير من غيره؛ فيشعر بالرضا والقناعة بما في يده.