“المجموع أو النسبة” أزمة كبرى لخريجي الثانوية العامة، فما أن تعلن نتيجة الاختبارات حتى يدخلون في “حسبة برما”؛ لمعرفة أي الكليات والجامعات ستقبل بهم، تنهار أحلام وتتلاشى آمال، ويبدأ أصحاب المجاميع والنسب المنخفضة في البحث عن جامعة بالخارج، وتدبير تكلفة عالية والاستعداد لتحمل مشاق الغربة،
أو يضطرون لنسيان تطلعاتهم والبحث عن فرصة عمل بالثانوية، وهي فرصة ليست متاحة كثيرًا أو لا تلبي متطلباتهم المادية والمعنوية، استمعنا لمعاناة عدد من الشابات والشباب، وكيف واجهوا أزمة المجاميع المنخفضة، وإلى أين انتهى بهم المآل، وتقييمهم لقياس مستوى الطالب على أساس المجموع أو النسبة، وهنا تجدر الإشارة إلى أن بعضهم طرح “الانتساب المدفوع” كحل يمكنهم من دخول الجامعة، وتجنب الكثير من الأزمات المترتبة على التقييم على أساس المجموع.
مرفوضة بـ86%
بشاير العيدروس (22عامًا) خريجة منذ 5 سنوات، تروي قصتها عندما رفضتها الجامعات بحجة أن معدلها 86%، تقول إن أكثر الجامعات لاتقبل الطالب إذا تجاوزت مدة التخرج 3 أعوام، وحتى اللحظة تنتظر الفرج لتحقق حلم دخولها قسم إدارة اعمال.
بشاير العيدروس: الجامعات رفضتني بـ 86% والطالب لا يُقبل بعد 3 سنوات
اختبار القياس
مروج محمد خريجة ثانوية عامة عمرها (25عامًا)، بعد تخرجها من المرحلة الثانوية، تقدمت للالتحاق بالجامعة، لكن اختبار القياس حال دون ذلك، تقول إن ظروفها المادية لم تسمح لها بالدراسة في إحدى الجامعات الأهلية، وبالتالي قررت العمل في أي شركة، إلا أن فرص التقدم الوظيفي باتت شبه معدومة؛ بسبب عدم حصولها على الشهادة الجامعية.
مروج محمد:اختبار القياس حال دون دخولي الجامعة وظروفي لم تسمح بـ”الأهلية”
غير معترف بها
عمران محمود، تخرج منذ أعوام من الثانوية العامة قسم علمي، ولأن نسبته منعته من الالتحاق بالجامعة، حاول الدخول إلى الكلية التقنية للشباب، إلا أن الأبواب أغلقت في وجهه، رغم أن الكلية قبلت بعض زملائه، وهم حاصلون على النسبة نفسها(على حد قوله)، ولكن الفرق أن لديهم واسطة لدخول هذه الكلية، يقول: ” لم أكن أملك أي واسطة تساعدني لإكمال دراستي، الأمر الذي جعلني أشعر بالإحباط وأبحث عن أي وظيفة لأكمل مشوار حياتي، وبعد فترة التحقت بإحدى الجامعات العربية الخاصة للتعليم عن بعد، وكانت الصدمة أن شهادتي غير معترف بها في التعليم العالي السعودي”.
قلة الفرص الوظيفية
وتحكي خلود ساعد، أنها عانت من قلة الفرص الوظيفية بسبب عدم حصولها على شهادة البكالوريوس، وكانت على أمل أن تكمل تعليمها. وتتساءل عن الأسباب التي تجعل الجامعة ترفض أصحاب النسب المرتفعة نسبيًا.
خلود ساعد: الفرص الوظيفية قليلة لأصحاب المؤهلات المتوسطة
دراسة بالخارج
سمية الحربي مضى على تخرجها 7 أعوام، تقول: ” قررت إكمال تعليمي الجامعي في مصر، ولله الحمد تخرجت من الجامعة العام الماضي، بعد معاناة وتكلفة كبيرة نتيجة الدراسة في الخارج”.
معتقد خاطئ
أما سهى خالد، والتي حصلت على نسبة ضعيفة نوعًا ما بسبب ظروف آلمت بها في تلك الفترة، تقول: “كانت ظروف حياتي صعبة للغاية، كنت الابنة الكبرى وكان عليَّ أن أقوم برعاية والداي وإخوتي الصغار، ومع الأسف الجامعة تعتقد أن النسب مقياس لمستوى الطالب، وهذا المعتقد خاطئ”.
الانتساب المدفوع
ومن جهة أخرى يطالب عبد الله عابد، أن تعيد الجامعة نظام الانتساب المدفوع، يقول: “أكثر الأشخاص الذين يمرون بالأزمة هم فئة الشباب بمعنى أصحاب النسب المنخفضة، كونه تخرج بهذه النسبة رغمًا عنه، أو بسبب ظروف أجبرته على ذلك، والجامعة عليها أن تعي أن هناك قدرات خاصة لكل فرد، فهناك من يحب القراءة والحفظ ليطور من نفسه، وعقل يحب العمل والتطلع لأشياء جديدة ليطور من نفسه.
طموح منسي
مريم حسين حصلت على نسبة 85% قسم علمي منذ قرابة 8 أعوام، وتبحث عن وظيفة تناسب تطلعاتها، وكان من أحلامها أن تدخل مجال التمريض، لكنها اضطرت لنسيان طموحها، وتعمل حاليًا بائعة في محل للألبسة النسائية.