أكدت الفنانة التشكيلية الأردنية نسرين العزام أن الفنانة التشكيلية السعودية خاضت العديد من التحديات واستطاعت أن تثبت نفسها في الساحة الفنية التشكيلية، بعدما كان الرجل هو المسيطر فيها بشكل ملحوظ، وأشارت العزام إلى أن الفن التشكيلي السعودي حقق مؤخرًا تطورًا ملحوظًا وقفز إلى مرحلة متقدمة تواكب تقدم الفن التشكيلي الأوروبي المعاصر.»اقرأ» التقتها وتحدثت معها في هذا الحور عن تطور الفن التشكيلي وتقبله في المجتمع العربي، وعن دعم المملكة للمرأة عامة وللفنانات التشكيليات خاصة، ونقاط أخرى؛ فإلى الحوار:
البدايات
تقول العزام إن بدايتها في الفن التشكيلي كانت على المقاعد الدراسية في حصص الرسم والنشاطات الفنية، حيث لاحظ المدرسين والأهل موهبتها، إلى أن تطورت هذه الموهبة في وقت متأخر بعد إنهاء الدراسة الجامعية، حيث بدأت دخول الوسط الفني التشكيلي، متأخرة نوعًا ما بالنسبة لظهور الموهبة مبكرًا.
المصداقية
وتضيف أنها لم تحسب نفسها منذ بداياتها على الفنانين المحترفين، وإنما كانت ترسم مشاعرها بتلقائية، ومصداقيتها مع نفسها هي مصدر ثقتها بما تقدم، لايزعجها النقد؛ لأنه يعتمد في كثير من الأحيان على الخلفية الثقافية والآراء الشخصية للناقد، ولأنها تعمل دائمًا على تطوير موهبتها بكل الطرق المتاحة.
ذوق شخصي
وتشير العزام إلى أن متابعي الفن التشكيلي من الرجال والنساء، لكن النساء أكثر تفاعلًا مع الإحساس الأنثوي، منوهة إلى أنه من الصعب على الفنانة التشكيلية الحصول على شهادة إعجاب من المجتمع عامة، لأننا في الوقت الحالي نتعامل مع شرائح مختلفة من المتلقين؛ في شخصياتهم ومستوياتهم الثقافية وخلفياتهم، فما يعجب هذا المتلقي من الصعب أن يعجب متلق آخر، فالفن في النهاية ذوق شخصي، وقد تطور الفن التشكيلي بشكل تخطى الفكرة التقليدية عنه، حيث تعدى المقاييس والأدوات التقليدية المعروفة، إلى أفكار مبدعة وطرق غريبة ومتجددة في توصيلها، وفي بعض الأحيان من الصعب على الكثير استيعابها وإدراكها.
تقبل المجتمع
وترى أن تطور تقبل الفن التشكيلي في المجتمع العربي وصل إلى مستوى جيد ولكنه ليس ممتازًا، ذلك أن طموحات الفنانين تجاه الفن تتعدى تقبل الفن التشكيلي فقط، وللأسف مازالت الثقافة الفنية لدى الشعب محدودة، وفي عصرنا الحديث لا يحتمل المتلقي منا الملل والتكرار، نحن بحاجة إلى مجهود مضاعف، وحركة مستمرة لتقديم أفكار وأدوات، وطرق جديدة لتقديمها، وهذا يشكل أحد العوائق أمام الفنانين التشكيليين؛ لا نستطيع أن نكرر أنفسنا طويلًا في أعمالنا الفنية.
قضيتي الإنسان
وتعتبر العزام أول لوحة رسمتها هي القريبة إلى نفسها حتى الآن، وتقول إنها أثارت الاعجاب بغض النظر عن جودتها وإتقانها، وأنها تطورت خلال المراحل التالية في مسيرتها الفنية، مؤكدة أنها تطرح في لوحاتها قضية الإنسان المقهور ومايعانيه من ألم خلال هذه الحياة الطاحنة.
التشكيليات
وتؤكد أن الفنانة التشكيلية السعودية خاضت العديد من التحديات، واستطاعت أن تثبت نفسها في الساحة الفنية التشكيلية، بعدما كان الرجل هو المسيطر فيها بشكل ملحوظ، وتؤمن بأن الفن ليس فقط طريقة للتعبير عن مشاعرنا وتوصيل أفكارنا، بل هو تجسيد لثقافة الشعوب وتاريخهم وحضارتهم، وقد استطاعت التشكيلية السعودية أن تكون جزءًا مهمًا وفعالًا في تكوين حضارة وثقافة بلدها، بطريقة مؤثرة وبشكل إيجابي نقل المرأة السعودية نقلة نوعية وتوعوية.
الفن السعودي
وبحسب العزام، الفن التشكيلي السعودي حقق مؤخرًا تطورًا ملحوظًا، وقفز إلى مرحلة متقدمة تواكب تقدم الفن التشكيلي الأوروبي المعاصر، وأهم مميزات الفن التشكيلي السعودي حاليًا هي الحركة النشطة وافتتاح المزيد من صالات الفن التشكيلي ومراكز تعليم الرسم، وإقامة العديد من فعاليات الفن التي من شأنها المساهمة في تطور الفن التشكيلي، والتشجيع على تبادل خبرات الفن التشكيلي بين المجتمع المحلي العربي والعالم، وأشادت بانتشار «الفن المفاهيمي» في الساحة الفنية السعودية بأشكاله المختلفة وتطوره؛ حيث أصبح الفن معتمدًا على الفكرة وتوصيلها بطرق فنية مختلفة ومبتكرة، لم تعد تقتصر على الرسم والنحت، بل تعدت ذلك إلى استخدام أساليب أخرى كمقاطع الفيديو والشاشات الإلكترونية، بالإضافة لمواد أخرى متنوعة تعتمد على الحركة والصوت أيضًا، والتي لم يسبق استخدامها في وقت مبكر من تاريخ الفن.
تجربتها في جدة
ووصفت تجربتها الفنية في السعودية بأنها تجربة غنية استفادت خلالها من إقامتها في مدينة جدة، وأوضحت أنها تعج بالصالات و»الجاليريات» الفنية العريقة ومراكز تعليم الرسم، وهذا بدوره شجع على إقامة العديد من المعارض الفنية والورش، التي أصبحت روتين أسبوعي إن لم يكن يومي، ولايخفى أهمية هذه النشاطات الفنية الزخمة على الفنان وعينه وتنمية وعيه الفني واطلاعه على كل ماهو جديد واستمرار تواجده في الساحة الفنية.
واختتمت الفنانة التشكيلية الأردنية نسرين العزام بأنها استفادت من دعم المملكة للمرأة عامة وللفنانات التشكيليات خاصة، وبمشاركتها في العديد من المعارض الفنية الجماعية والفعاليات الفنية، إضافة لمعرضها الشخصي الأول الذي انطلق من مدينة جدة، واهتمام الصحافة والإعلام السعودي بالفن التشكيلي، والمساهمة في دعمه وتوصيله للمجتمع المحلي والعالمي.