يأتي رمضان ليس فقط ليعيدنا لأيام مضت نشتهي لو عادت؛ بل لينعش ذاكرتنا التاريخية والإسلامية والعربية، ويعرج بنا على حكايات وأساطير بعضها ارتبط بالمكان وأخرى بالعادات الاجتماعية وثالثة بأزمنة لن تعود.
في هذه السطور نعرض لكم بعض الوثائقيات؛ التي نقترح عليكم مشاهدتها خلال الشهر الكريم، والتي ستعمل بما لا يدع مجالًا للشك على إنعاش وتحسس مواطن الذكريات في قلوبكم وعقولكم.
مقاهي عتيقة
هذه السلسلة ليست سوى توثيق لأهم الأحداث التاريخية في الدول العربية والإسلامية، التي لعب فيها المقهى دورًا سياسيًا وتاريخيًا واجتماعيًا، ناهيك عن الدور الثقافي، في فترات تاريخية متباينة؛ تتعرف من خلالها على أبرز هذه المقاهي في مدن مختلفة، ربما تكون قد سمعت عنها كما هو الحال مع مقاهي جروبي والفيشاوي وريش في القاهرة أو الشابندر في العراق؛ تلك المقاهي التي تركت بصمات قوية في الذاكرة الجماعية، وكانت منبرًا للقاءات الأدبية وبرلمانًا حرًا له بعد مهم في مناقشة قضايا الأٌدباء والمثقفين والسياسيين والرياضيين، بالإضافة لتداول أوضاع البلد وهموم الشعب.
حكاية طبق
للذائقة الرمضانية طعم خاص لا يشبه سائر المذاقات؛ مذاق فيه من رائحة رمضان ما تعجز عن وصفه الألسن، لذلك يأتي وثائقي «حكاية طبق» واحدًا من تلك الأفلام التي ستحب مشاهدتها، وأنت تتعرف على أصل وقصص أطباق بعضها جال الكرة الأرضية مئات الأعوام، وأخرى ستندهش من أصولها غير العربية؛ رغم أنها سكنت البلاد العربية وأصبحت عربية المذاق والنكهة، أطباق ستجول بك من اقصى يمين العالم العربي لأقصى شماله، وسيأخذك حكاية طبق لآفاق بعيدة، إذا كنت من الباحثين عن النكهة المميزة والطعم الحار والبارد على السواء.
السدنة
تتوجه الأفئدة نحو البيت العتيق على مدى 30 يومًا بلياليها في رمضان؛ يصطف المسلمون في صفوف متراصة حول الكعبة المشرفة، وتصطف الملائكة حول البيت المعمور فوق 7 سماوات، يمتلأ المسجد الحرام بكل أروقته بالمعتمرين من كافة بقاع الأرض؛ مشهد يعطره البخور المكيّ وترويه شربة زمزم الرقراق ويكتنفه بالضيافة والاستقبال السعوديين ما بين الحجر الأسود والركن اليماني، كل ذلك في البيت العتيق في مكة الذي تولى فيه أمر السدانة بني شيبة؛ من هم بني شيبة وكيف آلت إليهم السدانة ولماذا؟ وماذا قال فيهم رسول الله وأكثر من ذلك تجده في وثائقي السدنة.
ذاكرة الحجاز
هذه الذاكرة إن حكت؛ وقد حكت عبر هذا الوثائقي الذي يحمل كثيرًا من ملامح حجاز اختفى بعضها وتلاشى بفعل التغيير والتطوير، وبعضها ظل باقيًا على استحياء؛ ذاكرة حجازية للأماكن والأزمنة وللتاريخ والجغرافيا وللعادات والتقاليد، التي امتزجت فيها ثقافات كانت حاضرة في مدن الحجاز، ذهبت وبقى أثرها حيًا على ثقافة حجازية تعكسها العيون ولا تخطئها قلوب المحبين.