يعاني عدد من الشباب والفتيات بعضهم يحملون شهادات عليا من عدم وجود العمل في مجالات تخصصاتهم العلمية، وذلك رغم وجود برامج حكومية كحافز وساند، وأيضًا معارض التوظيف التي تقام سنويًا في عدة مناطق في المملكة؛ إلا أنهم لم يصادفهم الحظ والتوفيق في الحصول على وظيفة مناسبة، والنتيجة أنهم أمام خياران؛ إما الانضمام أو العمل في مجالات بسيطة لا تناسب مؤهلاتهم، “اقرأ” التقت بنماذج من هؤلاء الشباب حيث تحدثوا عن أزمتهم في البحث عن وظيفة ملائمة لدرجاتهم العلمية وتخصصاتهم؛ تحقق أحلامهم في خدمة الوطن ورد الجميل.
سائق أوبر بالماجستير
البداية مع الشاب معاذ عالم 31 عامًا خريج ماجستير علاقات عامة، يروي تجربته قائلًا: توقعت بعد عودتي من الإبتعاث أن أجد الوظيفة في انتظاري، سواءً في تخصص أكاديمي أو في إحدى شركات العلاقات العامة المتخصصة، لكن كان الواقع صدمة بالنسبة لي، هناك وظائف متوفرة لكنها بعيدة كل البعد عن تخصصي، وبعد فترة طويلة من البحث عن الوظيفة المناسبة رضخت للعمل في مجال التسويق براتب غير ملائم لشهادة الماجستير، ولتحسين دخلي أعمل في أوقات خارج الدوام كسائق أوبر.
معاذ عالم: بعد عودتي من الإبتعاث صدمني الواقع واضطررت للعمل كسائق أوبر
وبائعة بسطة
فوزية خولي 29 عامًا خريجة ماجستير إدارة أعمال بتقدير “ممتاز”، تقول: رغم أن بعض العائدين من الإبتعاث قد وجدوا وظائف، إلاّ أن الغالبية العظمى منهم حصلوا عليها بالوساطة، ومن جهة أخرى للأسف نظرة الجامعات السعودية للمبتعثين سلبية، حيث في البداية يقومون باستقطاب المبتعثين، وفي حال تقديم أوراقنا للجامعة يتحججون باختلاف الاختصاص، رغم وجود عددٍ من المعينين لا يحملون اختصاص الوظيفة، وقد راسلت عددًا من الجامعات، وللأسف جاءت الإجابة بالرفض، رغم أن عددًا من البحوث والمقالات التي قمت بإعدادها تم نشرها بالمجلات البريطانية، ومازلت أعاني عدم الرد و”التطفيش” من قِبل الجامعات، ومع موسم رمضان قررت العمل في البسطات الرمضانية لبيع بعض المأكولات الخفيفة؛ لتوفير دخل ومصروف لي.
مريم أحمد 30 عامًا خريجة ماجستير هندسة معمارية من أسبانيا وتجيد لغتين، ومع ذلك حين عودتها من الإبتعاث لم تجد وظيفة بسبب عدم الخبرة، وتؤكد قائلة: بحثت كثيرًا عن وظيفة في مجال تخصصي، والأغرب أن جميع الوظائف والشركات تتحجج بعدم وجود خبرة سابقة؛ فكيف سيكون لدي خبرة دون أن تتاح لي الفرصة في العمل أصلًا، وحلم الوظيفة أصبح مرتبط بالواسطة، وهناك من نصحني بتغيير مجال عملي ولكني رفضت بشدة؛ فلم أضيع من عمري 8 سنوات دراسة في مجال الهندسة لأعمل في مجال آخر، ولو كنت أعلم أن الخبرة أهم من دراسة الماجستير لما أكملت دراستي.
مريم أحمد: الشركات تتحجج بعدم وجود خبرة فكيف يتحقق ذلك دون عمل
ماجستير يساوي بكالوريوس
أيضًا جمانة خوج 27 عامًا عادت من الإبتعاث بعد حصولها على ماجستير في الإعلام الرقمي تائهة في البحث عن وظيفة، تقول: درست تخصص الإعلام الرقمي وهو يعتبر أحد المجالات المهمة في سوق العمل، ولم أعلم ماهو السبيل أو الطريقة لإيجاد الوظيفة المناسبة لي، ولم أجد من يرشدني فتعلمت بنفسي، والآن أعمل في وظيفة تناسب خريجة البكالوريوس كمنسقة سوشيال ميديا، وبالتالي تتساوى خريجة الماجستير بالبكالوريوس في الوظيفة والراتب، إلى أن أجد وظيفة أفضل تحقق طموحي.
جمانة خوج: حصلت على الماجستير وأعمل بوظيفة وراتب خريجة بكالوريوس