في الوقت الذي لايزال فيه الكثيرون يعتقدون أن الكتابة للطفل أسهل من الكتابة للكبار، وبعض الكُتاب يرون أن الكتابة لهذه الفئة أقل أهمية، نجد أبرز وأهم الروائيين في الغرب قد كتبوا روايات للأطفال، حول الكثير منها فيما بعد إلى أفلام، ولو اطلعنا على مكتبات أطفالنا، لوجدناها تزخر بكتب غربية أكثر منها عربية، خرجت بأعمال راقية تخاطب عقليتهم وتناسب أحلامهم، بينما الكتب العربية لا تلبي احتياجاتهم المعرفية، أو تفتقد للحرفية والمعايير العلمية.
عندما نبحث عن قصص الأطفال المحلية، تنتابنا حيرة في العثور على دور نشر متخصصة تنتج قصة أطفال مميزة، أو تخرج لنا بعمل فني أو سينمائي هادف، أو مسابقات من شأنها دعم المواهب الشابة في الكتابة، لكننا نجد قصصًا وأعمالًا متشابهة ولا جديد بها.
لفت نظرنا فوز دار نشر سعودية بجائزة الكتاب الذهبي في المهرجان القرائي الأول للأطفال في الشارقة عن قصة “عربة سديل ودميتي” عام 1426هـ/ فبراير 2006م، لكن ماذا حدث بعد ذلك؟.. أين قصص وأعمال الأطفال المميزة طوال تلك الأعوام الماضية؟
مسابقات التأليف القصصي للأطفال، التي تهتم بأدبيات إبداعية موجهة للطفل، إضافة إلى نقدها، نادرة محليًا، بينما هي حاضرة في بعض الدول العربية، بمستويات مختلفة.
الكثيرون من كُتاب الطفل يفتقدون روح الخيال والرؤية الفنية واللغة المناسبة والمنهج العلمي، وحان الوقت لعقد مؤتمرات بحثية ونقاشات عميقة، للخروج باستراتيجية لتطوير الكتابة للطفل، من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة.