المهندسة سهيلة محمد علي يوسف أول سعودية معتمدة في تحليل التربة والأساسات، نموذج لقدرة السعوديات على تحدي الصعاب وإثبات الذات في المجالات كافة، لم تكتف بولوج هذا القطاع الذي كان حكرًا على الرجال طيلة العقود الماضية، بل هي أيضًا سيدة أعمال ناجحة وناشطة في المجال العام، تدرجت في غرفة جدة ابتداءً من زائرة لمعرض شباب الأعمال إلى رئيسة للمعرض، وهي نائب رئيس لجنة ريادة الأعمال بغرفة جدة حاليًا، ورئيس لجنة شابات الأعمال سابقًا، تسعى يوسف لدعم تمكين المرأة سواءً بتحقيق طموحها التجاري، أو بتقلدها مناصب قيادية، وتتطلع لفتح مجالات جديدة للأعمال تناسب التوجه وتحقيق رؤية 2030؛ حاورنا المهندسة سهيلة يوسف حول تجربتها والتحديات التي واجهتها وخططها المستقبلية وتربة وأساسات جدة والغرفة التجارية، وغيرها من النقاط، في الحوار التالي.
أسرة هندسية
حصلت سهيلة يوسف على شهادة الماجستير في الإدارة العامة من الدنمارك٬ لتنضم إلى أسرتها الهندسية٬ فهي تقول عن المؤثرات الأساسية في حياتها: أسرتي هندسية٬ حيث والدي وأخويا مهندسين٬ ولم يخرج عن الإطار الهندسي للأسرة سوى أختي التي فضلت دراسة الطب٬ وتعمل أستاذًا مشاركًا بجامعة الملك عبدالعزيز٬ وقد أسس لنا والدنا شركة هندسية٬ وأعمل في شركة والدي وإخواني كمدير تنفيذي ومسؤولة عن القسم النسائي، الذي يضم مهندسات وإداريات. كما اقوم بالإشراف على تقارير المعمل ومراجعتها.
زيادة المرشحات لغرفة جدة مؤشر ايجابي لوعي السعوديات
اختيار وتحديات
وتوضح أسباب اختيارها لتخصص أبحاث أساسات التربة فتقول: اخترت هذا المجال بفضل الله أولًا٬ ثم تشجيع والدي وإخواني لضرورة معرفة ما يحتويه التقرير الخاص بالمعمل؛ وذلك بالمشاركة في المعمل لمعرفة الأجهزة ونوعية الاختبارات التي تجري على التربة والخرسانة.
وتضيف: أما التحديات التي واجهتني، كانت تتمثل في أهمية معرفة ماذا يجري في الشركة من اختبارات وتصاميم، حتى أستطيع القيام بدوري كمشرفة عليهم٬ وبالتالي أستطيع محاسبة كل شخص على أداءه٬ حين أعرف طبيعة عمله٬ فكان الأمر صعب جدًا؛ لأنه يتطلب العمل اليدوي والوقوف على الطبيعة في بعض الأحيان٬ وكان ذلك يتطلب إصرارًا ومثابرة٬ والحمد لله كان والدي وإخواني كانوا سندًا لي، وشجعوني حتى اتخطى هذا التحدي.
وتتابع: في البداية التفاهم والتواصل كان صعب علي٬ ولكن وجود والدي وإخواني بجانبي سهل لي المهمة٬ إضافة إلى أني في أمريكا كنت أعمل في مجال يضم رجالًا ونساءًا، ولله الحمد لدي ملكة الإدارة وحث الموظفين على الإنجاز؛ بأسلوب الثواب والعقاب المعروف في العمليات الإدارية.
شرط إلزامي
وتقول يوسف بأن أعمالها في مجال الخدمات الاستشارية في تحليل التربة والأساسات يشمل دراسة خصائص التربة الطبيعية والميكانيكية ومقاومة تحمل التربة، إلى جانب الاحتياطات الواجب مراعاتها أثناء تنفيذ الاساسات، مشيرة إلى أن هذه الخدمات تستفيد منها الجهات الحكومية والخاصة كافة إضافة للأفراد.
وتردف بأن الخدمات الاستشارية تشمل دارسة مناسيب المياه الجوفية وجودة التربة، إلى جانب تصميم جميع أنواع الأساسات والسلامة الإنشائية للمباني.
وتنوه إلى أن المديرية العامة للدفاع المدني تشترط على شركات المقاولات، الحصول شهادة تحليل جهد التربة من المكاتب المعتمدة في تحليل التربة والأساسات كشرط إلزامي.
“تربة” جدة
وتشدد المهندسة سهيلة يوسف على أهمية دراسة التربة؛ فهي الدليل للمهندس المدني لعمل التصميم المناسب لأي مبنى؛ حيث يضيء له الطريق لاختيار نوع الأساسات، وبالتالي نحصل على مبنى أو جسر أو طريق آمن.
وتقول عن مدينة جدة: التربة في مدينة جدة مختلفة من موقع لآخر٬ ولا يمكن أن نقول تربة لينة أو غير لينة٬ التربة شرق جدة غير غربها وشمالها غير جنوبها٬ عند أخذ العينات من الأرض تدرس خصائص التربة في المنطقة، ويعد تقرير بها يسلم للمهندس المدني، الذي يحدد طبيعة الأساس اعتمادًا على طبيعة وارتفاع المبنى.
وتضيف: المياه الجوفية يختلف ارتفاعها في مدينة جدة من منطقة لأخرى٬ أحيانًا يرتفع منسوبها في منطقة نتيجة كثرة وضغط المباني٬ فالمياه تبحث عن أضعف منطقة لتجري من خلالها، فتجد أغلب المناطق تتأثر الشوارع بها نتيجة ارتفاع المياه الجوفية، التي نتجت عن ضغط المباني، عمومًا هذا الموضوع كبير جدًا، ويحتاج إلى محاضرات وكتب للحديث عنه.
تفادي المشاكل
وبحسب يوسف: الحلول لمشاكل التربة كثيرة، وهي تتوقف على نوع التربة وبالتالي يُختار الحل (مثل الإحلال والحقن) لتغيير طبيعة التربة.
وتؤكد على أن: مشاكل التربة تؤثر على نفسية ومزاج المالك، وإذا كانت المشاكل في الطرق فهي تؤثر على مزاج ونفسية مرتادي تلك الطرق؛ لأنها في الحالتين تسبب مشاكل مالية ونفسية.
وترى أنه: يمكن تفادي مشاكل التربة بعمل تحليل لتحديد نوعية التربة قبل البدء في تصميم المشروع أيًا كان؛ طرق٬ جسور٬ مطارات٬ مباني؛ لأننا إذا عرفنا نوع تربة التأسيس يتم اختيار التصميم المناسب وبذلك نتفادى المشاكل.
الغرفة التجارية
لم تكتف المهندسة سهيلة يوسف بالعمل في مجال الهندسة٬ ولكن دفعها طموحها أن تكون عضوًا فاعلا بغرفة تجارة جدة٬ تقول عن هذه التجربة: بشكل عام تدرجت في غرفة جدة، ابتداءً من زائرة لمعرض شباب الأعمال إلى رئيسة للمعرض، وأنا سيدة أعمال وانحدر من أسرة ذات باع طويل في مجال الأعمال، واليوم أترشح لمجلس الإدار؛٬ هذا في حد ذاته دافع لي لتحقيق النجاح ودعم مسيرة الغرفة.
الأصوات النسائية
وتفسر زيادة الأصوات النسائية المرشحة لهذه الدورة٬ بأنها مبشرة بالخير؛ حيث أنه مؤشر ايجابي على وعي المرأة السعودية بمدى التمكين والفرص المتاحة لها، في ظل “الرؤية” ورغبتها في المشاركة الفعالة ووضع بصمة، لكل ما يساهم في تحقيق تواجدها في المناصب القيادية.
طموحات المرحلة
وتحمل في طيات ترشحها العديد من الطموحات تصفها قائلة: حقيقة اتطلع للترشح كعضو مجلس إدارة لغرفة جدة بكل الطموح والمسؤولية على حد سواءً، في أن اكون أحد الأيدي الداعمة لمسيرة التغيير والتحول الوطني، واستخدام كل السبل لتحقيق مستقبل اقتصادي مزدهر، ومساعدة المقبلين على سوق العمل، ومساندة المتعثرين بالوعي والإرشاد، وإتاحة الإمكانات المقدمة من غرفة جدة ومنظومة العمل كاملة لتحقيق هذا الهدف.
وتضيف: سوف أسعى لدعم تمكين المرأة وأنه لا للمستحيل في تحقيق طموحها التجاري، أو تقلد مناصب قيادية فهي قادرة على ذلك، كما سأسعى لدعم رواد الأعمال لتخطي الصعوبات والنجاح.
وتواصل: على صعيد مسؤوليتي تجاه دولتي الحبيبة التي كان تقدمها وازدهارها يمثل مصدر إلهام وإصرار لكل طامح للتحسين عليه٬ سأسعى لاستقطاب التجارب الناجحة حول العالم، وفتح آفاق جديدة لاقتصاد واعد يحقق رؤية المملكة 2030.
وترى أن: غرفة جدة هي منبر أصحاب الأعمال، وسوف نكون عونًا لتقويتها وتطويرها بكافة الأنظمة الحديثة والمشروعات، التي تطور أدائها وأداء منسوبيها، لتستمر كما هي بيتًا لأصحاب الأعمال، ومركزًا للدعم والتطوير ومنبرًا للاقتصاد المزدهر.
بصمة خاصة
وتختتم المهندسة سهيلة يوسف: أما فيما يخص طموحاتي فهي كبيرة ومتشعبة وتحمل الكثير من الأفكار، وأدعو الله بكل قلبي في حال تمكنت من تحقيق تواجدي ضمن مجلس إدارة الغرفة، أن أحقق البصمة التي تمثلني وتمثل كل سيدة في المجتمع سعت لتطوير ذاتها، ورسم مسارها لمستقبل مليء بالتطوير على الاصعدة كافة. أحلم بتحقيق النجاح وكسب التحدي في فتح مجالات جديدة للأعمال، تناسب التوجه وتحقيق رؤية 2030..