القدم المسطحة الأسباب والأنواع وطرق الفحص والعلاج

بقلم- آمال رتيب

ما هي القدم المسطحة وأسبابها وأنواعها ومتى يجب التدخل الطبي؟، يجيب عن هذه التساؤلات الدكتور خالد إدريس استشاري طب وجراحة القدم والكاحل.

يقول د. إدريس: لا يوجد كثير من الدراسات أو القواعد أو القياسات التي يمكن أن نضعها بشكل دقيق لقياس مدى تسطح القدم لدى الأطفال، غير أن 30% من الأطفال يولدون بانحراف شديد في القدمين في اتجاه التسطح، لكن هذا الانحراف يتحسن تلقائيًا خلال أول سنتين من عمر الطفل، وهنا سؤال الجدات والاستماع إلى ملاحظتهن ونصائحهن مهم للغاية؛ لأن غالبًا رأي الجدات يكون صحيحًا.

الوراثة

ويضيف د. إدريس: العامل الوراثي أكثر أسباب القدم المسطحة، فوجود انحراف في قدم الطفل قبل عامه الأول ووجود تاريخ عائلي يعد مؤشرًا للتدخل الأسرع، والحل الأفضل في هذه الحالة أن يتم تجبيس متتالي للقدم؛ لإجبارها على النمو في الاتجاه الصحيح، ويتم تغيير الجبس كل أسبوع، ويستغرق التعديل من 6-8 أسابيع؛ لنقي الطفل مستقبلًا من مضاعفات القدم المسطحة.

وينبه إلى أهمية الفحص السريري الدقيق قبل أي تدخل، لتحديد إذا كان التسطح مرنًا أم أنه قاسٍ، ومعظم الحالات يكون التسطح مرنًا، أما إذا كان هناك شك في أنه غير مرن أو وجود خلل في تكوين العظام أو وضعية المفاصل داخل القدم؛ فلابد من عمل أشعات للتأكد من زوايا المفاصل وتشكيل العظام.

دور طبيب الأطفال

ويشير د. إدريس إلى أنه: غالبًا يكون التسطح مرنًا، وعدد كبير من الأطفال لديه تسطح بسبب نمط الحياة الحديثة والمشي على الأرضيات الصلبة، ولا يسبب لهم الأمر مشكلة ظاهرية، وهنا تقع المهمة على طبيب الأطفال لتقييم إذا كانت الحالة تستدعي زيارة طبيب القدم والكاحل أم لا، ولكن إذا كان الانحراف شديدًا أو تأخر الطفل في المشي لأكثر من سنتين، وقتها لابد من عرضه مباشرة على طبيب القدم والكاحل.

فحص وتقييم

ويواصل: يبدأ طبيب القدم والكاحل بعمل فحص حركي ويراقب مشية الطفل لتقييم الحركة بداية من الرأس وملاحظة توازي العينين، والأكتاف إذا كان هناك ميل في كتف عن الآخر فهذا مؤشر، كذلك الحوض وعدم وجود انحناء في أي جهة،

ثم الركب يجب أن تكون أمامية ومتساوية في الطول والحجم ومحورهما للأمام، والساقان متساويان ومتوازيان خاصة بعد سن 4 سنوات، بعد ذلك الكاحل من الخلف يجب أن يكون الكعب منحني للجهة الخارجية حوالي4 – 8 درجات فقط ، وإذا كان هناك انحناء أكثر من ذلك فهذا يعني وجود خلل في مفصل أسفل الكاحل، ثم النظر للقدم من الناحية الداخلية والأمامية، والأصابع لابد أن تكون كلها في محور واحد.

وبناء على القياس الحركي يتم تقييم حالة القدم وما هو العلاج المناسب. كما توجد أجهزة إلكترونية للقيام بكثير من هذه الدراسات وعمل تحليل لكيفية المشي وتوزيع الضغط أسفل القدمين.

أنواع التسطح

ويوضح د. إدريس أن حالات التسطح 3 أنواع :

الأول؛ تسطح في النطاق الطبيعي، وهنا نثقف الأم والأب باستخدام الأحذية الصحية وليس الطبية، واستعمال الحذاء المناسب في الوقت المناسب؛ بمعنى عندما يكون على المسبح أو البحر يرتدي أحذية مطاطية، وارتداء الأحذية الرياضية وفقًا لكل رياضة والبعد عن الأحذية التقليدية.

والثاني؛ التسطح يكون أعلى من المفروض في سن الطفل، وفي هذه الحالة ننصح بوضع القدم في حذاء طبي “تفصيل” بمزايا معينة ومقوم طبي لمساندة القدم٬ وعكس ما يعتقده الكثيرون فإن المقوم لا يصحح التسطح، لكنه يساعد القدم على النمو في الاتجاه الصحيح فقط، حتى لا يزيد التسطح والثالث؛ هي حالة الأطفال الذين يشتكون من الألم لدرجة البكاء أو الامتناع عن المشي، هؤلاء يحتاجون لتدخل جراحي وفقًا لسبب الألم، ربما هناك تشوهات تكوينية كأن تكون عظمة الكاحل عمودية، أو وجود التحام تكويني في مفاصل القدم، مما يتطلب تدخل جراحي أكبر بسبب عدم مرونة التسطح.

الخطر

وينوه إلى أنه: في حالات التسطح الشديد المرن يبدأ التدخل بوضع مزرعة فولاذية داخل مفصل أسفل الكاحل للتقليل من التسطح، وإذا كان هناك قصر في وتر العرقوب يجب إطالته، بينما العمليات الأكبر تكون لفك الالتحام أو تعديل انحراف شديد في عظمة الكعب، مما يوجب قص وتحريك العظام، كل هذه تدخلات تصحيحية يجب القيام بها قبل سن البلوغ.

ويختتم د. خالد إدريس استشاري طب وجراحة القدم والكاحل بنصح الأمهات والآباء بعدم إهمال هذا الموضوع؛ لأنه قد يؤثر سلبًا على مستقبل الأطفال ويعيق حركتهم، أو يكون سببًا في عدم قبولهم في المجال العسكري أو الرياضي، أو يكون عائقًا أمام تنقلهم ومشيهم بصفة عامة لأداء مهامهم الوظيفية واليومية.