أشاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بالنتائج الإيجابية للقمة العربية الأوروبية التي اختتمت أعمالها في شرم الشيخ المصرية مؤخرًا، وشارك فيها جلالته مترئسًا وفد بلاده، مؤكدًا- حفظه الله- أنه كان للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دورًا بارزًا في إنجاحها.
وقال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في برقية بعث بها إلى الرئيس السيسي بعد مغادرة جلالته شرم الشيخ: «يسرني وأنا أغادر بلدكم الشقيق أن أقدم بالغ شكري وامتناني على ما لقيته والوفد المرافق أثناء إقامتنا من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة».
وأضاف: «لقد أكدت هذه الزيارة والمباحثات التي عقدناها مدى عمق العلاقة بين بلدينا، ورغبتنا المشتركة في تعزيزها في المجالات كافة، كما أتاحت لنا تجديد أواصر الإخوة والمحبة بين شعبينا الشقيقين»، واختتم جلالته: «ولا يفوتني أن أشيد بالنتائج الإيجابية للقمة العربية الأوروبية، التي كان لفخامتكم دورًا بارزًا في إنجاحها».
لقاءات خادم الحرمين
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، قد التقى في مقر انعقاد القمة العربية الأوروبية، قبل مغادرة جلالته شرم الشيخ، عددًا من قادة وزعماء الدول المشاركين في القمة، حيث التقى (كلًا على حدة)، العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ومستشارة ألمانيا الاتحادية أنجيلا ميركل، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، ورئيس وزراء بلجيكا تشارلز ميتشل، والرئيس نيكوس أناستاسيادس رئيس جمهورية قبرص، ورئيس وزراء جمهورية التشيك أندريه بابيش.
وتناولت اللقاءات مع القادة والزعماء، العلاقات الثنائية بين المملكة وتلك الدول، وأبرز موضوعات القمة، بالإضافة إلى المستجدات في المنطقة، فيما حضر المقابلات الدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والدكتور ماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار، وعادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية، وتميم السالم مساعد السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين.
أهداف التجمع العربي الأوروبي
وكانت القمة العربية الأوروبية قد انعقدت في شرم الشيخ المصرية 24- 25 فبراير، بمشاركة رؤساء دول وحكومات ووفود 50 دولة من الجانبين،.بهدف بحث العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز التعاون في عدة مجالات كالتجارة والاستثمارات وتنظيم الهجرة والأمن ومكافحة الإرهاب ومشكلة تغيّر المناخ، إلى جانب مشاكل المنطقة مثل القضية الفلسطينية وعودة الاستقرار إلى كل من ليبيا وسوريا واليمن.
وهذه هي القمة الأولى التي تجمع الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية على مستوى رؤساء الدول والحكومات وكبار المسؤولين. إذ تشكل هاتان المنطقتان 12% من سكان العالم.
وترأس الاجتماع كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ودونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، وجان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية عن الاتحاد الأوروبي أيضًا.
قرارات القمة
-أكد المشاركون على أن التعاون الإقليمي سيكون مفتاح الحل للتحديات المشتركة بين الطرفين، وتبادل الخبرات وتعميق الشراكة الأوروبية العربية من أجل تحقيق الطموحات المشتركة، وتعزيز السلام والاستقرار والازدهار، وضمان الأمن وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، وخلق فرص مشتركة وخاصة للنساء والشباب.
-الالتزام بتعددية الأطراف الفعالة والاستناد إلى القانون الدولي من أجل التصدي للتحديات العالمية، والالتزام الكامل بخطة التنمية المستدامة لرؤية 2030 العالمية.
-التصدي لظاهرة الهجرة غير النظامية وحماية اللاجئين ودعمهم وفقًا للقانون الدولي، والعمل بالقانون الدولي لحقوق الإنسان وإدانة جميع أشكال التحريض على الكراهية والتعصب، وتعزيز مكافحة الهجرة غير النظامية ومكافحة عمليات تهريب المهاجرين والقضاء على ظاهرة الاتجار بالبشر وبذل جهود عالمية لمعالجة تغيّر المناخ بالاستناد إلى اتفاقية باريس.
-تعزيز التعاون في حل النزاعات وتحقيق الأمن والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في جميع أنحاء المنطقة.
-التعاون الإيجابي في مجالات التجارة والطاقة، بما في ذلك أمن الطاقة والعلوم والبحوث والتكنولوجيا والسياحة ومصايد الأسماك والزراعة، وغيرها من المجالات ذات المنفعة المتبادلة التي من شأنها خلق الثروة وزيادة معدلات النمو والحد من البطالة؛ من أجل الاستجابة بشكل أفضل لاحتياجات الشعوب.
-حل الأزمات الإقليمية بالطرق السياسية وحسب القانون الدولي، بما في ذلك قوانين حقوق الإنسان الدولية.
-العمل المشترك على إحلال السلام في الشرق الأوسط، بما في ذلك قضية القدس والمستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
-مواصلة الجهود لتحقيق سلام عادل وشامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وحل قضية القدس الشرقية من خلال المفاوضات التي من شأنها إنهاء الخلافات، وأهمية الحفاظ على الوضع التاريخي للأماكن المقدسة في القدس.