بقلم:رضا توفيق
بالرجوع إلى الأبعاد الرئيسية الثلاثة للمسؤولية المجتمعية، نجد أن البنود المتعلقة بحقوق الموظفين تحتل حيزًا كبيرًا منها، كما أظهرت عدة دراسات أن الموظفين في الشركات التي تطبق برامج المسؤولية المجتمعية لديهم ولاء لمؤسساتهم بنسبة تصل إلى 87 % أكثر من الموظفين في الشركات الأخرى، وأن الموظفين الجدد يرغبون في العمل لدى الشركات التي تطبق برامج المسؤولية المجتمعية، إذ أن العمل في شركات ناجحة ليس الطريقة الوحيدة لتحقيق السعادة العملية، لأن الإنسان في أغلب الأحيان يبحث عن شيء أكثر من الراتب؛ يبحث عن قيمة لنفسة يشعر من خلالها أن له دورًا يقدمه في المجتمع، حيث يتوق معظم الناس لأن يكونوا جزءًا من قصة نجاح عظيمة في حياتهم، لها قياس أثر وجزء من حلم بشري أو جزء من تحقيق سعادة إنسانية، وتطبيق المسؤولية المجتمعية ضمن منظومة متكاملة من الإدارة الحصيفة للموارد البشرية والتطبيق الفعال لبرامج المسؤولية المجتمعية.
يلعب القائمون على إدارة الموارد البشرية دورًا مهمًا في مساعدة الشركات لتحقيق أهدافها في مجال المسؤولية المجتمعية، وتعزيز مستوى أداء المسؤولية المجتمعية في تلك المؤسسات من خلال تطوير إطار عمل وخارطة لرفع مستوى أدائها في المسؤولية المجتمعية.
لقد أثبتت التجارب والدراسات أن الموظفين يفضلون العمل في الشركات التي تلتزم بقيمها وتعمل على تفعيل مسؤوليتها المجتمعية، من خلال سياسات الموارد البشرية مثل سياسات؛ التوظيف وتقييم الأداء والمحافظة على الموظفين، والتي تشكل خارطة للشركة يستطيع القائمون على الموارد البشرية من خلالها المشاركة في تحقيق الاستدامة وتحسين الظروف البيئية والاجتماعية
ولمدير الموارد البشرية مجموعة من الأفعال والالتزامات ليحدث التكامل بين المسؤولية المجتمعية والموارد البشرية والعمل على تضمين المسؤولية المجتمعية في المنهج الذي تعمل من خلاله الإدارة لتحقيق أهدافها، مع خلق قيم مجتمعية وبيئية في الوقت ذاته؛ من خلال تطبيق وتشجيع الممارسات الخضراء وتعزيز ثقافة المسؤولية المجتمعية والعمل التطوعي والاحتفال بالنجاحات وتوضيح قيمة المسؤولية المجتمعية للموظفين والمجتمع.