“طلال باغر” نغم متفرد في عالم الغناء والموسيقى٬ غاب طويلًا، ولم يعد بلحن فقط، لكن عاد بمشروع جديد يعتبر إحياءًا للموسيقى السعودية ككل٬ “اقرأ” حاورته حول مشروعه الجديد٬ ورأيه في الوسط الغنائي ككل٬ وهو الذي صدح بألحانه كبار نجوم الغناء: طلال مداح٬ محمد عبده٬ لطيفة٬ نبيل شعيل٬ عبدالمجيد عبدالله٬ نادية مصطفى٬ ديانا حداد٬ وغيرهم.
عودة طبيعية
يقول طلال باغر إن عودته إلى الساحة الغنائية من جديد طبيعية بعد التطورات الحضارية التي شهدتها المملكة في الفترة الأخيرة، والتي أعادت الاعتبار للفنون، وأنعشت الحراك الفني. وعودته من بوابة جمعية الثقافة والفنون – في منصب مدير لجنة الموسيقى بفرع جدة – فرصة لخدمة الوطن من خلال الموسيقى ويضيف: “والحمد الله وجدت الدعم والترحيب من إدارتي جمعية الثقافة والفنون سواء السابقة أو الحالية، والجمعية هي بيتي أولًا وآخرًا”.
“ثقف”
ويؤكد أن ما تشهده الجمعية من حراك هو مواكبة لرؤية ٢٠٣٠ وبرنامج التحول الوطني، وبعزيمة الإدارة الجديدة للجمعية والمنتسبين لها٬ وأنه بالتطلعات والجهود الصادقة التي تبذل من الجميع يعتقد أن القادم جميل جدًا.
ويردف باغر : من ضمن تلك الجهود تحقق لنا والحمد لله إنشاء معهد( ثقف)، والذي انطلقت من خلاله دورات في الموسيقى ومختلف الفنون، وأنا أتحدث هنا عن الموسيقى، فقد عملنا بجهد كبير منذ عام مضى على وضع استراتيجية لتلك الدورات، لتحقيق مخرجات فنية موسيقية لإعداد جيل مثقف موسيقيًا ينهض بالفن والموسيقى في بلادي.
ويتابع: وضعنا مع فريق العمل خطة وبرامج كاملة لتكوين فرقة موسيقية وإعادة الثقة بين الجمعية والفنانين، ونتمنى أن نخطو خطوات جيدة.. والجميل أن هناك مواهب شابة موسيقية عندما وجدوا الفرصة قدموا ما لديهم، ويحتاجون فقط إلى التطوير والصقل.
“فرقة الجمعية”
ويشير طلال باغر إلى أن تكوين الفرقة الموسيقية بجمعية جدة كان سريعًا بحكم علاقته ومعرفته بالزملاء الموسيقيين، وكان لتجاوبهم المشكور صدى إعلامي، وقدموا حفلًا كبيرًا لتكريم الفنانين سراج عمر وعبادي الجوهر٬ حيث شاركت الفرقة معه خلال وصلاته الغنائية، ويواصلون تنظيم اللقاءات الأسبوعية بالجمعية لعمل بروفات٬ وهذه فقط البداية، ويتطلع لانضمام أعضاء هذه الفرقة للدورات الموسيقية للاستفادة والإفادة٬ وهناك برامج مستقبلية للتطوير والتحسين مثل الدورات الموسيقية، والتي سيكون لها مردود إيجابي على الموسيقيين الشباب.
دورات المرأة
ويشدد على أن للمرأة نصيب كبير في دورات تعليم العزف على الآلات المختلفة قائلًا: نعمل جاهدين على توفير الكوادر النسائية المؤهلة، التي تساهم في تقديم دورات موسيقية والغناء الجماعي. ومع انطلاق الدورات الموسيقية وجدنا إقبالًا وشغفًا كبيرين من المتقدمات لهذه الدورات.
الموسيقى المدرسية
ويتوقع طلال باغر أن تعود الموسيقى لتكون ضمن الأنشطة المدرسية قريبًا ويقول: كانت الموسيقى تدرس ضمن الأنشطة والمنهج الدراسي في مدراس الثغر بجدة قبل ٥٠ عامًا، وأتوقع عودة منهجتها ضمن المواد الدراسية قريبًا.
الكيف والكم
ويرى أن الفاعليات التي يشرف عليها في الجمعية لم تأخذه كثيرًا من طلال باغر الملحن، يقول: حينما طُلب مني الإشراف على الموسيقى كمستشار في جمعية الثقافة والفنون بجدة، أحسست بثقل المهمة سيما وأنني اخترت منذ مدة طويلة السكون والابتعاد عن الساحة الفنية٬ ولكن لحب الوطن وعشقه جاذبية ومسؤولية٬ تحتم علينا تلبية النداء لخدمته في أي لحظة برغم كل الانشغالات والمسؤوليات، وبالنسبة لممارستي للتلحين فأنا منذ دخلت المجال الفني قليل الإنتاج انتقائي الاختيارات؛ لحرصي واهتمامي بالكيف لا الكم.
معايير النجومية
ويقول طلال باغر إن لحنه الأخير كان بتكليف من قبل جمعية الثقافة والفنون بتلحين قصيدة بالفصحي٬ من شعر د. زاهد القرشي٬ غناها الفنان الشاب ماجد المدني، وينفي توقف ظهور نجوم جدد في عالم الأغنية السعودية، لكنه يوضح أن : النجومية لها مواصفات ومعايير إذا توفرت للفنان ارتقى منصتها، وأن برامج اكتشاف المواهب استطاع بعضها تقديم أصوات جيدة، ويرجو أن تتوفر لها معايير النجومية.
هرما الفن السعودي
ويوافق على الرأي القائل بأن أحدًا لم يملأ فراغ طلال مداح من بعده، ويوضح أنه : من مميزات النجوم ألا يمكن أن يملأ فراغهم أحدًا، وطلال مداح نجم النجوم، والتعامل مع الكبار بوعي يلحقك بركبهم سريعًا، لكن الساحة الغنائية الآن مزدحمة جدًا مع غياب فخامة التميّز.
وبعد رحلة قاربت النصف قرن من العطاء الموسيقي، بحسب طلال باغر أن أهم محطاته الفنية هي تعاونه مع هرمي الفن السعودي طلال مداح ومحمد عبده في مرحلة مبكرة من دخوله الساحة الفنية، ويؤكد أن : كل فنان متميز يسعدني التعاون معه، وأسأل الله العون والتوفيق في تحقيق التطلعات لخدمة الفن في بلادي.