أجواء مدينة جدة اضفت على زوار معرض جدة الدولي للكتاب؛ بعداً آخر من البهجة والفرح بجانب الكتاب جليس شاطئ أبحر مع ارتشاف فنجان قهوة، في الجلسات التي وفرها المنظمون في الهواء الطلق للاستمتاع بالقراءة؛ وتصفح الكتب التي تم اقتنائها من الزوار وعشّاق الكتاب؛ الأمر الذي يساعد كثيرين على التخلص من ضغوطات عمل يوم شاق وتنفيس للطاقة السلبية؛ والمساعدة على الإسترخاء والقضاء على الإرهاق والتعب والكسل ويمنح فرصة للتأمل وتجديد الطاقة.
منصات توقيع
ضمن فعاليات المعرض تم توقيع عدد من الكتاب لإصدارتهم الجديدة منهم الكاتبة غادة عبود التي وقعت روايتها الأولى “بايبولار”؛ بحضور عدد من الأدباء والإعلاميين والمثقفين وجمهور عريض وفي ذات السياق قالت عبود “روايتي هي تجسيد للانفعالات الإنسانية والصراعات النفسية البشرية المتناقضة من خلال سرد رواية بايبولار وهو مرض الإكتئاب” ثنائي القطب ” كما هو معروف علميا والذي قد يصيب المجتمع كما يصيب الأفراد.
ولقد مزجت الكاتبة ببراعة في هذه الرواية بين الفلسفة والواقعية وبين البساطة والرمزية كما بين المحلية والعالمية، واستطاعت أن تجمع بين متناقضات الحالات النفسية وفوق احتمال البشر وجسدت دور د.كرمه عبد الودود الطبيبة النفسية بطلة الرواية وهي تمارس حياتها الأسرية والمهنية بين انفعالات حادة وكيفية تعرضها لمشاعر الفشل والفقر والإحباط والقهر والمرض.
كما شهدت الرواية حالات من الفرح والتشويق والترف والحرية والنجاح وأخيرا الحب العاطفي الذي كان طوق النجاة للتغلب على البايبولار، وفي رد الفعل تجاه الرواية اجمع كثير من الأدباء والإعلاميين أن الرواية تضع القارئ أمام عمل أدبي رائع وإبداعي مشوق ومتعة حقيقية للاستمتاع بسمفونية أدبية كلاسيكية تأخذك هبوطا وصعودا وسط تناغم مثير ولا يسعك في نهاية المطاف إلا أن تقيم هذا العمل بكثير من التقدير والاعجاب للمؤلفة التي استطاعت أن تبحر بنجاح نحو شاطئ الإبداع والتألق.
أصغر مؤلف
مشعل بن فهد أصغر مؤلف يعتلي منصات التوقيع؛ في معرض جدة الدولي للكتاب ويعتبر بذلك منافساً لأكثر من 200 مؤلف ومؤلفة في التوقيع على كتبهم وذلك عبر كتابه الذي حمل عنوان “القلعة الملعونة”؛ وكان بن فهد قد أهدي المؤلف الشاب الذي لم يتجاوز عمره 18 عاما الكتاب إلى “أمه” التي يدين لها بكل نجاحاته وسط حضور كثيف من الزوار ومتابعي عناوين الكتب التي يحتضنها المعرض وتجاوزت الـ 180 ألف عنوان في شتى أوعية المعرفة لتلبية أذواق مختلف شرائح المجتمع.
موروث ثقافي وشعبي في جدة الدولي للكتاب.
تألقت دول عربية في تقديم موروثها الشعبي؛ ضمن فعاليات جدة الدولي للكتاب منها الأردن والسودان واليمن وفلسطين، وذلك في تمازج بين ثقافات الشعوب واضفاء التنوع والتجديد في نسخة المعرض لهذا العام.
وجاءت هذه المبادرة من باب الاهتمام بالموروث الثقافي والشعبي؛ وتهدف المشاركة لتقديم الثقافة بأجمل صورها وأشكالها ووفق ما تحتضنه جدة من مقومات ومخزون ثقافي وإرث حضاري وتعزيز البيئة الثقافية بالمملكة حيث تتنافس 40 دولة عربية وإسلامية وعالمية في المشاركة بالمعرض، الذي يستقطب 180 ألف عنوان في شتى أوعية المعرفة لتلبية أذواق مختلف شرائح المجتمع.
ويأخذ القائمون على المعرض في الاعتبار عنصر التجديد وتطوير المحتوى شكلاً ومضموناً، وسط التوقعات لحصد المعرض أكثر من 50 ألف زائر يومياً، لمتابعة مختلف فعاليات المعرض التي تستمر على مدى 10 أيام، التي حرصت خلالها إدارة المعرض للارتقاء بها لتوجيهات القيادة الرشيدة واهتمامها بصناعة الثقافة وتنمية روح الانتماء إلى الكتاب والاهتمام بحركة التأليف والنشر بشكل عام.
يذكر أن البرنامج الثقافي بمعرض جدة الدولي للكتاب في نسخته الرابعة يضم أكثر من 50 فعالية، وأكثر من 60 ورشة عمل في الفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافي والخط العربي وندوات ومحاضرات ومسرحيات مشتملة على موضوعات اجتماعية وثقافية و55 فيلم وثائقي يحاكي الأسرة والطفل وتلامس السلوك التوعوي والتثقيفي.
أصغر مصحف في موسوعة جينيس في جدة للكتاب
من أبرز المعروضات في جدة الدولي للكتاب؛ والذي لقي تفاعل واهتمام من قبل زواره المعرض؛ “المصحف الأصغر في العالم”، المسجل في موسوعة “جينيس” العالمية، الذي قدمه خلال فعالية ثقافية عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، الدكتور محمد سعيد كريم. وأوضح المشرف العام على وكالة وزارة الإعلام للشؤون الثقافية عبد الله بن حسن الكناني أن اللجان التنظيمية للمعرض كانت حريصة على أن تكون هذه الدورة من “كتاب جدة” فريدة من نوعها، من خلال تقديم الجديد والمفيد والممتع ثقافياً،
لذا جاء أصغر مصحف في العالم الذي دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية، إضافة تضمن مزيداً من التنوع لفعاليات المعرض، الذي رصد 180 ألف عنوان في شتى أوعية المعرفة، تلبي اهتمامات وأذواق مختلف شرائح المجتمع، ووسط توقعات حصده لأكثر من 50 ألف زائر يومياً، الأمر الذي يعزز مكانة المملكة لاحتضان الفعاليات الكبرى، وتقديم الثقافة بأجمل صورها وأشكالها، وفق ما تحتضنه جدة من مقومات ومخزون ثقافي وإرث حضاري وتعزيز البيئة الثقافية بالمملكة.