بقلم: منال الشريف
بمزيج من التفاؤل والارتياح استقبل المجتمع بمختلف شرائحه الأوامر الملكية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز- حفظه الله-، التي شملت إعادة تشكيل مجلس الوزراء وهيكلة بعض الأجهزة الحكومية، وتعيين عدد من الوزراء وكبار المسؤولين، خاصة وأنها جاءت لتعزيز وتسريع مسيرة التنمية والتطوير في وطننا المفدى، بغاية تحقيق التطلعات في أداء أجهزة الدولة لمهامها واختصاصاتها على أكمل وجه، وبما يرتقي بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، كما أنها تضمنت وجوهًا مشهود لها بالكفاءة والقدرة على العمل والإنجاز في مجالاتها.
وكانت أبرز الأسماء الجديدة؛ تولي الاقتصادي الكبير ووزير المالية الأسبق إبراهيم العساف وزارة الخارجية، والأمير عبد الله بن بندر بن عبد العزيز وزيرًا للحرس الوطني، وحمد بن محمد بن حمد آل الشيخ وزيرًا للتربية، والأمير عبدالعزيز بن تركي بن فيصل بن عبدالعزيز لرئاسة الهيئة العامة للرياضة، والأمير منصور بن محمد بن سعد آل سعود محافظًا لحفر الباطن، والأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز آل سعود أميرًا لمنطقة الجوف، وكُلف الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود بمنصب نائب لأمير منطقة مكة المكرمة، وكُلف ماجد القصبي برئاسة مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، وأحمد الخطيب رئيسًا لمجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ومساعد بن محمد العيبان مستشارًا للأمن الوطني، وخالد بن قرار الحربي مديرًا للأمن العام؛ وكل هذه الأسماء مشجعة وتوحي بالثقة في المستقبل، إلا أنني شخصيًا استوقفتني 3 أسماء من 3 زوايا:
كصحافية عملت في بلاط صاحبة الجلالة لمدة ليست قليلة، كانت مشكلة الإعلام السعودي أننا نخاطب أنفسنا بشكل أكبر كثيرًا من مخاطبة الآخر، سواءً في المنطقة أو الإقليم أو العالم، بحيث أن خطابنا الإعلامي لم يستطع إيصال حجم التغييرات الإيجابية الهائلة على الأرض السعودية للآخر بقدر ضخامة وعظمة هذه التغييرات، في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها.
الآن بتولي الوزير تركي بن عبدالله الشبانة حقيبة الإعلام السعودي، يحدونا الأمل في بناء قنوات اتصال وتأثير قوية مع الآخر، تسوق حقيقة وحكاية الإنجاز السعودي للعالم، وما يدعو للتفاؤل أن الوزير مشهود له بالكفاءة في إدارة أكبر المحطات التلفزيونية في المنطقة العربية، كما أنه اختير ضمن قائمة أكثر 500 شخصية دولية مؤثرة في المجال الإعلامي حول العالم، وسبق وأسس شركات ومهرجانات عربية ودولية ناجحة؛ بما يؤكد قدرته بعد توفيق الله، في إنجاز المأمول في الملف الإعلامي.
وكامرأة كانت سعادتي لا توصف بتعيين الدكتورة إيمان بنت هباس بن سلطان المطيري مساعدًا لوزير التجارة والاستثمار، ولاسيما والمطيري صاحبة خبرة في القطاعين الخاص والحكومي والمحلي والدولي، وعملت مستشارة لوزير التجارة والاستثمار، ومنسقة بين منظومة التجارة والاستثمار والبنك الدولي، وأيضًا في الهيئة العامة للاستثمار ووزارة التنمية الاجتماعية، كما أنها حاصلة على الدكتوراة من جامعة “بريستول” البريطانية، والأستاذية من هارفارد الأمريكية، وعملت 3 أعوام في ولاية شيكاغو كباحثة قبل عودتها للمملكة لتعمل في القطاع الصحي بشركة أرامكو؛ حيث تدرجت لأرفع المناصب في عملاق النفط السعودي العالمي.
وكمواطنة أشكر مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، لقرار جلالته بإنشاء الهيئة السعودية للفضاء، وإسناد رئاستها لأقدر شخص على ذلك وهو الأمير سلطان بن سلمان، أول رائد فضاء عربي ومسلم، ومؤسس ورئيس مجلس إدارة نادي الطيران السعودي، والطيار المدني لأكثر من 3 عقود، والحاصل على ترخيص الطيران الأمريكي والفرنسي، والطيار الحربي في القوات الجوية الملكية السعودية لمدة تجاوزت 10 أعوام، كما أنه حقق إنجازات غير مسبوقة خلال عمله السابق رئيسًا للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
لا أقول هنيئًا للمسؤولين الجدد، بقدر قولي هنيئًا لوطن يستشرف آفاق المستقبل، بقيادة ملك حكيم وولي عهد أمين، يقودانه لأعلى درجات التقدم والمجد.