بقلم: فاطمة آل عمرو 
استطاعت الفارسة السعودية دلما ملحس اقتحام عالم الفروسية بقوة واقتدار لتنضم إلى فارسات سبقنها في المجال، ولتكمل في الوقت نفسه مسيرة والدتها الفارسة “أروى مطبقاني”، ترجع دلما ملحس الحاصلة على بكالوريوس من جامعة لندن، والتي مارست ركوب الخيل منذ أكثر من 20 عامًا الفضل الأكبر في مسيرتها الناجحة إلى تشجيع عائلتها، مما مكنها من تنمية وتطوير هوايتها، مؤكدة أن حلم الوصول إلى العالمية راودها منذ طفولتها، ومشيدة بالدور الكبير التي تبذله الأندية تجاه جميع الهواة.
حلم الطفولة
دائمًا كان يراود الفارسة دلما ملحس، حلم امتلاكها للخيل منذ كانت طفلة صغيرة في الرابعة من عمرها، ويعود حبها للخيول إلى أيام كانت والدتها تصطحبها معها في الإسطبل، تقول ملحس: ” عززت والدتي فعليًا دخولي عالم الفروسية، ودائما كنت أحلم في طفولتي بامتلاك أكبر حصان، للمشاركة به في البطولات العالمية، حلم أردتُ تحقيقه، إلى أن تحقق وبدأت في التسجيل بدورات لها علاقة بركوب الخيل”.
الفارسة: دلما ملحس
مسيرة نجاح
يبدو أن تشجيع عائلتها كان له دورًا كبيرًا لمواصلة مسيرتها، وتنمية هوايتها بغية الوصول إلى العالمية، وعند دخولها إلى الجامعة كان أمامها خياران إما إكمال مسيرتها في ركوب الخيل، أو التفرغ التام لإكمال دراستها في الجامعة، لم يتوقف حلمها عند هذا الحد، إذ عزمت بعدها على المشاركة في البطولات العالمية، تقول ملحس: ” زادت خبرة عائلتي بأهمية هذه الرياضة، خاصة مع دور والدتي ثم ممارستي للفروسية”.
فارسة بالفطرة
ولم تهدف ملحس بدخولها عالم الفروسية والبطولات البحث عن الشهرة كما تفعل الأخريات، بل كانت تسعى جاهدةً لإثبات نفسها أمام الجميع بأنها فارسة بالفطرة، تضيف ملحس: ” جربت الكثير من الرياضات إلا أنها لم تكن تستوهيني على الإطلاق”، لم تستطع ملحس العمل في مجال تخصصها، بل كان شغفها بالخيل لا يقاوم، وأثبتت للجميع أنها باستطاعتها المشاركة في البطولات، إذ كانت تقضي معظم وقتها في الإسطبل للتدريب.
خبرات عالمية
![]()
وتذكر ملحس أنها تعرضت في بداية مشوارها لحوادث وصفتها بالبسيطة، إذ أن مواظبتها على ممارسة الفروسية، واحتكاكها بأكبر المدربين في الخارج والاستفادة من قدراتهم صنعت منها فارسة متمكنة، وعن أفضل عام في مسيرتها وعدد السباقات التي شاركت فيها تقول ملحس: ” لا يوجد عام مميز بالنسبة لي، لأني دائمًا أسعى إلى الأفضل، وطموحاتي لا حدود لها”.
ذكريات خاصة
دلما أول رياضية سعودية تنافس في الألعاب الأولمبية، عندما بدأت التنافس في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية للشباب عام 2010، كانت بين مجموعة رفيعة المستوى من المتحدثين الذين خاطبوا مؤتمر اللجنة الأوليمبية الدولية للمرأة والرياضة في لوس أنجلوس، وأكدت ملحس أن فوزها بإحدى فئات جائزة محمد بن راشد سيكون أكبر دافع وحافز لها لاستكمال مسيرة النجاح والإنجازات في الفترة المقبلة، وأنها ستمضي على النهج. وبالفعل كانت الرياضية الناشئة التي حققت نجاحات متميزة في المجال الرياضي؛ بحصولها على الميدالية البرونزية في أولمبياد الشباب في سنغافورة عام 2010 في قفز الحواجز.
وعن ذكرياتها تقول :”فخورة جدًا لخوض هذه التجربة، فجميع ذكرياتي مع الخيل رائعة ولا تخلو من المغامرات والمواقف الجميلة، وكل بطولة لها ذكرى خاصة ومميزة بالنسبة لي، وعند حصولي على الميدالية البرونزية في تلك الفترة وكأول فتاة سعودية تشارك وسط منافسين، كان ذلك بحد ذاته فخرًا لكل امرأة سعودية وعربية”.
طموح دلما
تأمل ملحس أن يكون لها بصمة خاصة في عالم الفروسية، وتعتقد أن الوصول إلى العالمية يحتاج إلى مزيد من الصبر والتشجيع والدعم .
“بطولة تريون”
![]()
