عهد جديد في تاريخ السعودية، ودم شاب يجري في شرايين السعوديين، فتح لهم أبواب الأمل على مصراعيها، ليستشرفوا مستقبلًا جديدًا مشرقًا؛ ذلك هو الأمير محمد بن سلمان الذي وصف السعوديين بـ “الطاقة الجبارة”؛ تلك الطاقة التي تستطيع تغيير العالم، تحدث عنها في أكثر من لقاء أمام العالم. نستعرض أبرز ما جاء في الحوارات التي كان ولي العهد محمد بن سلمان ضيفًا فيها عبر شاشات التلفزيون والصحافة العالمية والعربية.
أولًا: قناة العربية
أول حوار أجراه الأمير محمد بن سلمان كان عبر محطة العربية الإخبارية، والتي تحدث فيها عن رؤية 2030، ومن أبرز ما ذكره سموه في اللقاء، إشراك القطاع الخاص في الناتج المحلي ليصل من 40% إلى 65%. ورفع قيمة أصول صندوق الاستثمارات العامة من 600 مليار ريال إلى ما يزيد على 7 تريليونات ريال.
والقفز باقتصاد السعودية من المرتبة 19 إلى أول 15 مرتبة على مستوى العالم، وتخفيض معدل البطالة إلى 7% ورفع معدل إنفاق الأسر على الثقافة والترفيه داخل المملكة إلى 6%،
والقفز في مؤشر فاعلية الحكومة من المركز 80 إلى 20عالميًا، ورفع نسبة الصادرات غير النفطية إلى 50% على الأقل من 16% من إجمالي الناتج المحلي،
وتقديم ترتيب السعودية في مؤشر أداء الخدمات اللوجستية من المرتبة 49 إلى 25 عالميًا والأولى إقليميًا، بالإضافة لرفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة من إجمالي الناتج المحلي إلى المعدل العالمي البالغ 5.7% من 3.
والانتقال من المركز 25 في مؤشر التنافسية العالمي إلى أحد المراكز العشرة الأولى.
ورفع نسبة المحتوى المحلي في قطاع النفط والغاز من 40% إلى 75%، وزيادة الإيرادات الحكومية غير النفطية من 163 مليار ريال إلى تريليون ريال سنويًا
ثانيًا: “CBS” الأمريكية
ربما أبرز المحاور التي تطرق إليها الأمير محمد بن سلمان؛ ولفتت انتباه العالم كانت قضية محاربة الفساد في الحوار الذي أجراه تلفزيون CBS”” الأمريكي مع سموه، حيث أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن ما فعلناه في السعودية بخصوص مكافحة الفساد كان ضروريًا،
وجميع الإجراءات كانت قانونية، حيث تم استرداد أكثر من 100 مليار دولار في حملة مكافحة الفساد، والهدف منها ليس جمع المال، وإنما معاقبة الفاسدين الذين انخرطوا في صفقات فاسدة.
ثالثًا: “ذا اتلانتك”
جاء الحوار متناولاً محاور سياسية وأخرى عن التطرف الديني والاقتصاد، وكان محور مساواة المرأة مع الرجل أيضًا حاضرًا؛
وأبرز ما جاء في الحوار كانت تساؤلات “جولدبيرح” فيما يخص الوهابية، وكان ملاحظًا حنكة الأمير محمد بن سلمان في الرد الذي نستعرض منه هذه الفقرة.
–جولدبيرج: أليس صحيحًا أن هذا حدث بعد العام 1979، بل وقبل العام 1979 أيضًا، حيث كانت الفصائل الأكثر محافظة في السعودية تأخذ أموال النفط وتستخدمها لتصدير نسخة متطرفة أكثر تعصبًا للإسلام، وهي الايديولوجية الوهابية، والتي قد تفهم على أنها نوع من الايديولوجية المتماشية مع فكر الإخوان المسلمين؟
بن سلمان: أولًا وقبل أي شيء، هل تكرمت بتعريف هذه الوهابية لنا. فنحن لا نعرفها.
-جولدبيرج: ماذا تقصد بأنك لا تعرف عنها؟
بن سلمان: ما هي الوهابية؟
–جولدبيرج: أنت ولي عهد المملكة العربية السعودية، وتعرف ما هي الوهابية.
بن سلمان: لا يستطيع أحد تعريف هذه الوهابية.
-جولدبيرج: إنها حركة أسسها ابن عبد الوهاب في العام 1700، وهي ذات طبيعة أصولية متطرفة، وهي نسخة متشددة للسلفية.
بن سلمان: لا أحد يستطيع تعريف الوهابية.
لا توجد وهابية.
نحن لا نعتقد أن لدينا فكرًا وهابيًا. نعتقد أن لدينا في المملكة العربية السعودية سنة وشيعة.
ونعتقد أن لدينا داخل الإسلام السني أربعة مذاهب فكرية، ولدينا العلماء (المرجعيات الدينية) ومجلس فتاوى (والذي يصدر أحكامًا دينية).
صحيح أنه في المملكة العربية السعودية من الواضح أن قوانيننا مستمدة من الإسلام والقرآن، لكننا لدينا أربعة مذاهب؛ الحنبلي والحنفي والشافعي والمالكي، وكلهم يختلفون حول تفسير القرآن.