بقلم- أميمة الفردان
حكاية حطّاب فقير ورحلته في البحث عن الكنز بين نجد وبغداد، في إطار فيلم الرسوم المتحركة الاجتماعي “كنز الحطاب” (من توقيع المخرج الياباني كازوها تاكينوتشي)، وصمّم الشخصيات هيروشي شيميزو يشكّل العمل باكورة التعاون الفني المشترك السعودي الياباني،
ونفّذ باللغتين العربية واليابانية فضلاً عن نسخة باللهجة السعودية بأصوات مجموعة من النجوم أبرزهم أسعد الزهراني وحبيب الحبيب وريماس منصور، وزهير محمد رشيد وسواهم.
تولى إنتاج العمل الذي لا يتجاوز 25 دقيقة من الوقت، شركة “مانجا للإنتاج”، وهي إحدى الشركات التابعة لمؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية (مسك)، والمتخصصة بصناعة المحتوى الإبداعي من خلال إنتاج الرسوم المتحركة وألعاب الفيديو ذات الرسالة الهادفة، والتي تستهدف مختلف شرائح المجتمع محلياً وعالمياً، وتعمل على تمكين الشباب، ورعاية الموهوبين وتوفير الفرص لدعمهم وإكسابهم الخبرات ليكونوا كفاءات تخدم مجتمعاتهم في المملكة وحول العالم”.
ويوضح الرئيس التنفيذي لشركة “مانجا للإنتاج” د. عصام أمان الله بخاري أن “الشركة تخطّط في انطلاقتها الجديدة لإطلاق عدد من مشاريع الرسوم المتحركة وألعاب الفيديو التي توصل الرسالة السعودية إلى الجمهور العالمي ضمن أعمال احترافية متميزة”، لافتاً إلى “أننا نسعى إلى تقديم الرسالة الثقافية للمملكة العربية السعودية والعالم العربي، في قالب شيق ومبتكر لنساهم في إعداد الأجيال القادمة وإنشائها على قيمنا وأخلاق مجتمعنا”.
بدأ المشروع مع الشركة اليابانية العريقة “توي أنيميشن” من خلال نصف ساعة تلفزيونية، ستكون باكورة تعاون مستقبلي مثمر، يتجاوز إنتاج الأعمال الفنية والتلفزيونية والسينمائية، إلى إعداد كوادر شبابية وإعطائهم فرصة للاستفادة من الخبرات اليابانية.
ويتضمن العقد الموقع مع الشركة اليابانية بنداً يقضي بتوفير فرصة تدريبية للشباب والشابات السعوديين للتدريب على مشاريع مماثلة في الاستديوهات اليابانية، من خلال التعاقد مع مخرجين ومنتجين من اليابان، وقابلوا 30 شاباً وشابة سعودية، واختاروا 11 مبدعاً منهم، وانتقل بعضهم للعمل في هذه الشركات في طوكيو لمدة 10 أسابيع، الهدف منها العمل على توطين هذه الصناعة للخروج بإنتاج سعودي خالص.
وقبل أن يُشاهد الجمهور العربي الفيلم، لأوّل مرة من خلال MBC1، عُرض “كنز الحطاب” باللغة اليابانية في طوكيو، كأول عمل رسوم متحركة سعودي يبث في وقت ذهبي على إحدى أبرز القنوات التلفزيونية المحلية.
“كنز الحطاب”، هو عبارة عن قصة مستوحاة من أساطير شعبية من قلب جزيرة العرب، ويرصد حكاية الحطّاب عبد الرحمن الذي يعيش مع زوجته في أشيقر في المملكة العربية السعودية، وأتته رؤية في المنام من رجل غامض يأمره بالتوجه إلى بغداد بحثاً عن الكنز المدفون تحت بوابتها الشرقية والكفيل بأن يغنيه،
من جانبه أعرب المصمم الفني محمد الظفيري سعادته بالعمل على “أول مشروع فني أتاح له فرصة التعامل مع نخبة صناع الفن في اليابان من مخرجين ومصمّمين من خلال مشاركتنا المباشرة في العمل في كل تفاصيل المشروع”، مؤكداً على “أننا نكتسب الخبرات ونشاركها مع الفريق الياباني ونعمل جاهدين لتطويرها، كما نعمل في الوقت نفسه على إثراء المحتوى الياباني بقصص وتصاميم لم يعهدوها من قبل”.
بدوره، يتحدث الممثل زهير محمد رشيد عن أجواء العمل ورسالته، فيقول أنه يؤدي شخصية الرجل العراقي الذي يلتقي بالحطّاب داخل المسجد، ويصفها بـ “الشخصية الناصحة التي تؤكد أن المال لا قيمة له من دون العائلة والوطن”، لافتا إلى أن رسالة الفيلم هي “الاعتزاز بالوطن والعائلة، وإلى اللاهثين وراء المال، نقول دعوكم من هذا الأمر فالصحة لا تشترى بالأموال، والحب والعائلة لا يأتيان بالكنز المدفون لأن الكنز الحقيقي هو الوطن”.