وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مساء الثلاثاء إلى منطقة القصيم وسط المملكة، ضمن جولة داخلية غير مسبوقة منذ توليه الحكم قبل أكثر من 3 سنوات. وقد نظم أهالي القصيم حفل استقبال، في مدينة بريدة مقر إمارة القصيم، بمناسبة زيارة جلالة الملك ووليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، وعدد من الأمراء والمسؤولين .
100 قيادية في لقاء الملك
“الوطن والمواطن في قلب سلمان وهو في قلب المواطنين”؛ كان العنوان العريض لهذه الزيارة، فقد احتفلت القصيم بالزيارة التاريخية، حيث زينت الميادين والمباني الحكومية وأعمدة الإنارة بعبارات الترحيب والحفاوة وبصور خادم الحرمين الشريفين، ولسان حال المواطن يقول: كيف لا نحتفل بالملك وهو من نهض بالدولة وحدثها بخطوات متسارعة ومدروسة نحو المستقبل في إطار رؤية ٢٠٣٠ الرامية لتعزيز دور المواطن وخصوصًا المرأة، حتى أثبتت السيدة القصيمية وجودها في كل المجالات بدعم أمير القصيم، فعيّن مستشارتين في إمارة المنطقة وأسس اللجنة التنموية النسائية، ويعقد لقاءً دوريًا لقياديات المنطقة يضم أكثر من ١٠٠ قيادية؛ لمناقشة تمكين المرأة وطرح المقترحات وتطويرها، بالإضافة إلى إنشاء جمعية كنوز التي تهتم بالأسر المنتجة, وإنشاء ١٤ فريقًا تطوعيًا.
وتعد القصيم أحد أبرز المناطق التي حظيت بدعم القيادة، حيث ضُخت المليارات في جسد هذه المنطقة للدفع بعجلة التنمية والاقتصاد بسعي حثيث من رأس الهرم الإداري في القصيم الأمير فيصل بن مشعل ونائبه، فأمير القصيم هو عرّاب هذه الخطوات والقائد المتابع لأدق التفاصيل فلا يهدأ له بال حتى يعرف مكامن الخلل ويطرح الحلول ممتثلًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بحرصهما على المواطن، فترى فيصل القصيم يتابع .. يُوجه..يقف.. يزور المواطن المريض ويمسح دمعة اليتيم ويستقبل الأهالي صغيرهم قبل كبيرهم .
مشروعات بـ ١٦ مليار ريال
وفي اليوم التالي من الزيارة كانت القصيم على موعد مع النهضة؛ بتدشين الملك مشروعات متنوعة في الإسكان والاقتصاد والتعليم بمبلغ ١٦ مليار ريال، حيث يؤكد هذا الرقم الضخم بلا شك حرص القيادة على إنفاق المليارات بسخاء في التنمية ومجالات التطوير والبناء، ولا غرابة أن تكون مشروعات الإسكان حاضرة بقوة في جولة الملك كون الإسكان أهم متطلبات المواطنين، لذلك حرصت القيادة على تنمية هذا القطاع بتوفير المساكن الملائمة للمواطنين، ودعمت الحلول التي توفر حزمة من المشروعات المتنوعة تلبية لاحتياجات المواطنين.
33 مشروعًا تعليميًا
وكان للتعليم حصة الأسد من المشروعات التي سترى النور، وتبلغ تكلفة هذه المشروعات نحو ٣ مليارات ريال، وتتوزع على ١١ موقعًا مختلفًا من مواقع الجامعة المنتشرة في منطقة القصيم، حيث بلغ عدد المشروعات المقرر افتتاحها ٢٨ مشروعًا بقيمة إجمالية ٢ مليار، وعدد المشروعات المقرر تدشينها ٥ مشروعات في ٥ مواقع مختلفة بقيمة إجمالية بنحو مليار ريال، ومن المتوقع أن يستفيد من هذه المشروعات أكثر من ٨٦ ألف طالب وطالبة بالإضافة إلى أعضاء هيئة التدريس والموظفين وأبناء المنطقة.
وتتضمن المشروعات: المستشفى الجامعي بطاقة استيعابية أكثر من ٧٠٠ سرير، والعيادات الطبية، و٨ كليات تعليمية، والمنشآت الرياضية، ومبنى للعمادات المساندة، ومبنى لورش كلية الهندسة، بالإضافة إلى إسكان أعضاء هيئة التدريس بواقع ٤٠٧ فيلا، وقاعات دراسية ومعامل ومختبرات علمية.
ترحيب أمير القصيم
رحّب أمير القصيم الدكتور فيصل بن مشعل ونائبه الأمير فهد بن تركي بزيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز للقصيم، مؤكدين أنها تأتي في إطار رعايته واهتمامه بمناطق السعودية، وتعكس التلاحم بين القيادة والشعب.
وقال أمير القصيم: زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمنطقة القصيم، تأتي في إطار رعايته وعنايته بأبناء شعبه في مختلف مناطق المملكة، وهي تعني قدوم الخير والعطاء والنَّماء والازدهار؛ لأنها تكتبُ تاريخاً يعكسُ التَّطوُّرَ الذي تعيشه بلادنا في هذا العهد الزاهر، الذي خطت فيه بلادنا تحت قيادته خطوات واسعةً تجاه المستقبل، وبناء دولةٍ عصريةٍ تتقدَّمُ في كل المجالات، وتُؤسس لنهضة تواكب الطموحات والتطلعات.
وأضاف: هذه الزيارة الميمونة تشهدُ على انتقال تنمويّ كبير في منطقة القصيم، التي تعتبر أرضًا للعطاء، ولطالما ظل إنسانها في مقدمة الصفوف في عملية البناء، وحين يزورها خادم الحرمين الشريفين فإن ذلك يُجسدُ معاني الوحدة والتلاحم التاريخي بين القيادة وشعبها، على ذات النهج الذي أرساه الملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.
وأردف: لقد سار على ركبه أبناؤه البررة، طوال عهود بناء الدولة السعودية الحديثة، ومن جانبهم ظلَّ المواطنون على عهدهم ووعدهم بالتلاحم والحفاظ على الملحمة التاريخية التي أثرت الحياة، وقدّمت لشعوب العالم نموذج بناء الدولة الوطنية على المنهج السعودي، الذي يقفُ فيه الشعب إلى جانب قيادته في كل الظروف والأوقات.
وتابع: خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحلُّ بين أبناء شعبه قائدًا مُلهمًا، يقود بلاده بكل حزم تجاه المجد، وهو قيادة يفتخر بها كل سعودي ويبايعها ويجدد العهد لها دومًا، ولا يتخلف أي مواطن على هذه القناعات؛ فتلك هي الملحمة التي تضرب بها شعوب العالم المثل في الاستقرار ومواجهة التحديات، فبلادُنا في عهد سلمان الخير والعطاء تواصل نهضتها بجدارة، رغم التحديات التي تشهدها كل اقتصاديات العالم.
عبور لبر الأمان
أمير القصيم: الزيارة تكتبُ تاريخاً يعكسُ تَّطوُّرَ بلادنا في العهد الزاهر
وقال أمير القصيم: إن المملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تعبرُ إلى برِّ الأمان بكفاءة سياسية وإدارية واقتصادية مُذهلة، وتستمر في مشاريع التنمية وبناء الوطن ومواكبة التطورات، بما يحقق للمواطنين رفاهيتهم التي يتطلعون إليها.
وأضاف: القصيم تسعد بقدوم خادم الحرمين الشريفين، وتستقبل جلالته بكل الحب والوفاء، فالزيارة تجديد للوعد بأن يبقى الأهالي على عهدهم وبيعتهم وولائهم لقيادتهم.
وتابع: هاهي القصيم تنمو وتتسع بمقوماتها، وتوفر لأهاليها كل المشروعات الخدمية التي يحتاجون إليها، وتساعدهم في أن يطوروا قدراتهم، فالإنسان هو رأس المال التنموي وهو الذي يبني ويُعمر، ولطالما ظلت القيادة حريصة على تطوير الموارد البشرية حتى تصل لأقصى مراحل التطور وتعمل بكل جهدها من أجل وطنها، بعقل مُفكرٍ وقلبٍ مفتوحٍ وروحٍ واثقةٍ بأنه يُمكن صناعة المستقبل بالمنهج الذي يواكب طموحاتنا.
وواصل: يؤكد خادم الحرمين الشريفين دومًا ضرورة العناية بالإنسان السعودي وتوفير كل مقومات الحياة الكريمة له، وهو القائل: “أسأل الله أن يوفقني لخدمة شعبنا العزيز وتحقيق آماله، وأن يحفظ لبلادنا وأمتنا الأمن والاستقرار وأن يحميها من كل سوء ومكروه”، لذلك فإننا نعمل جميعا بتوجيهاته ونصائحه وإرشاداته، بما يحقق التَّطلعات ويرتقى بالقدرات ويؤهلنا لأن نصنع مستقبلًا مشرقًا، تتوفر فيه كل متطلبات الحياة، فالحكومة الرشيدة لا تتوقف عن إطلاق المشاريع الهادفة لتحقيق التنمية المستدامة في جميع المناطق، ومن بينها منطقة القصيم الواعدة بكثير من الخيرات، من واقع مواردها الطبيعية، وموقعها الجغرافي المثالي، وتاريخها العريق في النهضة والحضارة.
الإنسان أولًا
وقال أمير القصيم: ما نهتم به هو الإنسان، ومنحه كل ضروريات النمو التي يحتاج إليها للإنتاج والإبداع والابتكار، واستكشاف أفضل السبل التنموية، وإنسان القصيم أكد على الدوام أنه كُفء ومؤهل للقيام بالكثير الذي يخدم به منطقته ومجتمعه ووطنه بأكمله، فهو رصيد ثمين للتنمية البشرية التي تعتني القيادة بتطوير قدراتها، وتُحفَّيزها لأن تكون في المقدمة الإنتاجية والوظيفية في المجالات كافة، ولقد خَطَتَ منطقة القصيم في عهد سلمان الخير خطواتٍ واسعةَ في طريق النمو، وتم تنفيذ كثير من المشاريع الكبيرة في جميع القطاعات التعليمية والصحية والاجتماعية والاقتصادية والاستثمارية والسياحية التراثية وغيرها.
وأضاف: امتدت يد العطاء لكل ما يُسهم في رفعة وتطوير المنطقة، ووضع إنسانها في طريق النهضة والتقدم وزيارة خادم الحرمين الشريفين تفتح الباب لمزيدٍ من تنفيذ المشاريع وتطويرها، واستشراف المستقبل في مشاريع أُخرى تواكب تحديات النمو واتساع المنطقة في افقها الاستثماري والاقتصادي.
وأتم: إنها زيارة تاريخية لخادم الحرمين الشريفين، يكتبها التاريخ بحروفٍ من نور في سجل مسيرة المنطقة التنموي، ولها ما بعدها في وضع المنطقة في المقام الذي يلبي تطلعات الأهالي، ويوفر لهم كل الخدمات التي يحتاجون إليها.
وكلمة نائب الأمير
في سياق متصل، قال نائب أمير القصيم فهد بن تركي بن فيصل: بالحب الصادق وبمشاعر الولاء والانتماء، وفي تعبير ينمّ عن مدى قوة التلاحم بين القيادة والشعب، يحتفي أبناء منطقة القصيم بالزيارة الميمونة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، ويعيش أبناؤها مع إخوتهم في مختلف مناطق المملكة، مشاعر الفرح والسعادة والسرور بهذه الزيارة الكريمة التي تعطي بعدًا حقيقيًا للنهج الكريم والسياسة الحكيمة لسيدي خادم الحرمين الشريفين تجاه أبنائه الأوفياء في كل مناطق المملكة.
وأضاف: تأتي هذه الزيارات الملكية الكريمة لعدد من مناطق المملكة، لتؤكد أن ما تحقق في بلادنا الحبيبة المملكة العربية السعودية من نمو اقتصادي وازدهار معيشي على كل الأصعدة، إضافة إلى ما تنعم به من أمن واستقرار ورخاء، كان بفضل الله سبحانه وتعالى أولًا، ثم نتيجة للعناية والاهتمام الدائم الذي تلقاه مناطق وطننا الغالي من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده.