بقلم– رانيا الوجيه
مرت مدينة العيص بحضارات عدة قبل الإسلام وبعده، ولها آثار باقية حتى الآن لتكون شاهدة على تلك الحقب الزمنية التي مرت بها تلك المدينة التاريخية، تقع محافظة العيص في شمال غرب الجزيرة العربية، وتحديدًا شمال غرب المدينة المنورة على بعد 250 كيلو مترًا عن طريق تجارة قريش المتجهة إلى الشام – قديمًا- والمسمى بطريق مأرب بتراء، ويحدها من الغرب مدينة أملج على بعد 100 كيلو متر، ومن الشمال مدينة العلا على بعد 190 كيلو مترًا، ومن الجنوب الغربي مدينة ينبع على بعد 180 كيلو مترًا ومن الشرق مدينة خيبر على بعد 100كيلو متر، وتتميز بموقعها الجغرافي عند ملتقى مجموعة من الطرق القديمة والحديثة.
تاريخ وتراث
تميزت مدينة العيص بالعديد من المعالم التاريخية المهمة من أبرزها:
-قلعة الفرع؛ يرجع تاريخها إلى ما قبل الميلاد بـ 400 عام تقريبًا، وتمتاز بطابعها المعماري القديم.
-سوق عورش؛ يوجد في الحراضة، وهو سوق خاص بالنحاسين والحدادين، ويعود إلى العصور القديمة.
-حميمة الحصين؛ تعتبر من أهم المعالم الأثرية، وكانت بروجًا للمراقبة، حيث بنيت من الحجارة الحرة المجاورة، وتبعد عن “حميمة العين” إحدى الحصون الواقعة على قمة تل مرتفع بحوالي 3 كيلو مترات.
-قلعة البنت بقرية الفرع؛ صاحبة الأسطورة الشهيرة والتي صممت بفن معماري رفيع المستوى، مما يدل على القدرة البشرية في رفع تلك الحجارة والنقش عليها، وتدور حولها العديد من الأساطير والروايات التي يستأنس بها أهالي المنطقة منذ القدم.
-قصر القصبة الأثري؛ من الآثار التي تدل على تاريخ المدينة، بني على جبل وربما كان يستخدمه كبار القوم في الزمن القديم.
البرك والتصميم الفريد
تتمثل المواقع الأثرية في مدينة العيص في برك منتشرة، أشهرها “بركة شعيب” التي يعود تاريخها للعهد العباسي، بنيت لسقيا الحجاج وقوافل التجار القادمة من الشام باتجاه المدينة المنورة ومكة المكرمة، وبنيت تلك البرك بعمق الأرض وفق فن معماري فريد.
يقول مسؤول الآثار السابق عواد مسلم العنيني: كانت القوافل تسلك طريق العيص لأنه يعتبر من الطرق الأكثر أمانًا في السابق، لوقوعه بين سلسلة كبيرة من الجبال الشاهقة التي تحيط بالمدينة من كل اتجاه، وهناك “بئر القرن” الذي يقع في قرية القراصه شمال مدينة العيص، كما توجد آثار لمناجم الذهب والفضة والنحاس قرب جبل الغيابه شمال العيص.
“البرني”
اشتهرت العيص بالزراعة منذ القدم خاصة زراعة النخيل، حيث تنتج أجود أنواع التمور كالبرني، وقد أصبح يصدر داخليًا وخارجيًا وورد فيه الحديث الشريف في صحيح الألباني: ” خير تمراتكم البرني يذهب الداء ولا داء فيه “، ومن الأصناف الأخرى الكعيمر والروثان، وكذلك تشتهر بالحمضيات كالبرتقال واليوسفي والليمون بأنواعه وأيضًا المانجو.
القمح العيصاوي