بقلم:منال الشريف
ترتبط ذكرى اليوم الوطني في مخيلتي بمستويين؛ الأول باعتباري مواطنة سعودية صنع هذا اليوم المجيد فخرها وعزها، عندما حول البلاد من مجرد دويلات وقبائل متفرقة ومتناحرة إلى دولة ووطن راسخ الأمجاد نباهي به العالم، ويكفي أنه عندما يكتشف أي أجنبي وأنت خارج البلاد أنك سعودي ليتحلق حولك، ويعبر لك عن سعادته بلقائك وتقديره لدور المملكة العربية السعودية وحكمة قيادتها ومواقفها المقدرة في خدمة العرب والمسلمين والمستضعفين في الأرض، والثاني كوني صحافية يقترن هذا اليوم الغالي في وجداني بأحداث وذكريات عزيزة على النفس؛ ولهذا حكاية بل حكايات طويلة.
دخلت بلاط صاحبة الجلالة (الصحافة) قبل أكثر من عشرين عامًا، تنقلت خلالها بين عديد من الصحف أبرزها: الاقتصادية والوطن وعكاظ والمدينة وأخيرًا البلاد، وفي كل هذه المؤسسات الكبيرة، كان استقبالنا ليوم الـ 23 من سبتمبر(ذكرى يوم الوطن) مختلفًا عن بقية أيام العام؛ كانت و(مازالت) إدارات التحرير المختلفة في المؤسسات الصحفية تتنافس لاختيار المواد والتغطيات الصحافية، التي تناسب وتترجم فرحة هذا اليوم المجيد في نفوس أبناء وبنات الوطن، وكان الصحافيون يتبارون في طرح الأفكار والموضوعات والملاحق لتغطية تأثيرات الحدث العظيم من كل الجوانب والأوجه؛ لذلك اقترنت ذكرى هذا اليوم السعيد في عقلي ونفسي بالنشاط وعصف الذهن، وتبادل الرؤى مع الزملاء والعمل بروح الفريق.
وأذكر كم كنا نعمل كخلية نحل في هذه الأيام، لكي نقدم أكثر أفكار ومواد يمكن أن تحظى بإعجاب القراء أولًا، ثم رؤساء العمل ثانيًا، ونتميز بها عن غيرنا من الصحف ثالثًا، وكانت الملاحق الصحافية تنال قدرًا كبيرًا من اهتمامنا؛ نبدأ بالبحث عن أفكار لم يسبق أن طرحتها الصحف من قبل، وبعدها نناقشها باستفاضة، وبعد الوصول لأفضل توليفة صحافية، نضع خططًا للتصنيف والتبويب، كل ذلك قبل فترة طويلة، لكي تكون لدينا مساحة كافية من الوقت للتنفيذ.
وبصراحة كانت كمية الإعلانات سابقًا غزيرة، وكنا نتحايل لإيجاد مكان للمادة التحريرية بجانبها، بينما اختلف الأمر حاليًا؛ غاب الإعلان لظروف يطول شرحها، ولجأنا إلى تقنيات أخرى جديدة إليكترونية تفاعلية تؤطر للمستجدات الحديثة ومنهجية الإعلام الجديد .
حرصت الصحف السعودية على الاحتفاء باحتفال المملكة العربية السعودية باليوم الوطني الـ86، عبر إبراز هذا اليوم على صفحاتها الأولى وكانت أهم العناوين:
السعودية تحيي يومها الوطني.. المملكة مستقرة وسط عالم من الفوضى.
السعودية تحتفل بذكرى التوحيد وعينها على 2030.
من المؤسس إلى سلمان ..أمان وبناء إنسان.
من هنا بدأ التاريخ في (رؤية) وطن.
وطن الحزم يحتفل بيومه (86).
86 عامًا من الإنجاز.. وطموح كبير لمستقبل أفضل.
وطن البناء والسلام.
وطن أخضر.. وعطاء لا ينضب.
كلها عناوين تعبر عن الواقع الزاهر والمستقبل المشرق بإذن الله، دامت احتفالاتك يا وطني.