“زمن الهسهسة”! إذا لم تعرف المعنى الكامن في بطن كلمة هسهسة؛ فأنت بعيد كل البعد عن اللغة الجديدة الدارجة؛ والتي هي قاموس بحد ذاتها لابد من التعاطي معه؛ ليتسنى لك فهم جيل اليوم من الشباب وطريقة تفكيرهم؛ في هذا التقرير نحاول تسليط الضوء على أبرز الكلمات التي تلقى رواجاً كبيراً في المجتمع السعودي؛ وتكاد تكون لغة عصر الهسهسة او الوناسة الذي نعيشه.
كيف تشكلت هذه اللغة؟
أوضحت الأستاذة سعاد بن عفيف أستاذة علم الاجتماع أن هناك عوامل كثيرة تساهم في بناء اللغات الجديدة؛ وفي حالتنا هذه لعب التطور التكنولوجي والإنفتاح الثقافي والمعرفي؛ الغير مشروط او محدود؛ في تكوين لغة جديدة خاصة به؛ لكن من جهة أخرى تلعب البيئة والأوضاع الاقتصادية والإجتماعية للمجتمعات دور كبير في تشكيلها؛ موضحة أن اللغة الجديدة التي يتكلم بها الجيل الجديد والتي تتنافى في كثير من الفاظها مع العرف الاجتماعي لمجتمعنا؛ كونها تعطي انطباع عن الاستسهال وتقليل الاحترام ناهيك عن منافتها للذوق العام.
لماذا يستخدمها الشباب؟
في احدى زوايا المقهى الذي اتفقنا على اللقاء فيه؛ لمعرفة رأي الشباب من الجنسين في اللغة الجديدة؛ بدأ طارق البالغ من العمر 20 عام في الحديث متسائلاً “انا ح اقلك الزبد!” وتلك واحدة من الكلمات التي يعتمدها الشباب في حديثه بمعنى الخلاصة قائلاً “لكل جيل لغته الخاصة ولو رجعنا للوراء قليلاً سنجد لآبائنا وامهاتنا لغة لم يكن لذويهم معرفة بها وتمت اضافتها للغة الدارجة او المحكية وتناقلناها؛ لماذا يشار الينا بأصابع اتهام فقط لأننا نحاول إضافة لغة العصر اللذي ننتمي له؟!” منهياً كلامه بسلسة كلمات متسائلاً عن طريقة وصولها الى جيلهم “جنط، سرسري، سربوت، لكيع، مكربن، عربجي، داشر؛ تدبيج، بزوطة كيف وصلت لنا هذه الكلمات؟ لماذا يتم احتسابها على جلينا ونحن بالأصل لم نخترعها؟!
من جهتها أوضحت منال عبد العزيز خريجة رياض أطفال بدرجة الماجستير؛ ولم تجد عملاً حتى كتابة هذا التقرير أن اللغة التي “نستخدمها هي تعبير مجازي فقط عن حالة أو وضع ليس سهلاً اجتماعياً واقتصادياً؛ نحن نمر بمرحلة تغيير على أكثر من مستوى؛ ربما يكون بعضنا قد اخذ على عاتقه موضوع البساطة في التعاطي مع الحياة بشكل مبالغ فيه؛ لكن في كل الأحوال اللغة التي نستخدمها هي نتاج طبيعي لما نعيشه اليوم من إعادة صياغة للمفاهيم والأفكار بالإضافة لأن كثير من تلك الكمات ليست وليدة اليوم بل هي كلمات موجودة نحن فقط قمنا بإعادة قولبتها بما يتماشى مع الوضع الحالي.
وفيما كان الحديث حول الموضوع يسير بسلاسة مع جيل قرر أن تكون الحياة بسيطة على الأقل في المفردات التي يستخدمها وتعبرعنه؛ يبدو في الناحية الأخرى أن هناك كلمات لا ترقى للإستخدام الآدمي؛ كونها تثير الفتن والنعرات الطائفية وبعضها يحمل دلالات على التحرش وهو ما يتعارض مع القوانين والأعراف الاجتماعية؛ وهو ما شار اليه علاء زكريا “رغم كوني انتمي إلى هذا الجيل واستخدم كثير من المفردات؛ لكن اشعر بكثير من الضيق عندما اجد من أصدقائي من يستخدم الفاظ اجدها غير لائقة وتعكس التربية والفكر لمستخدمها موضحاً كلمة مثل “خدمي او خدمية؛ جحلط”؛ وهي تصف بشكل ما الناس وتضعهم في تصنيف طبقي وفقاً لطريقة لبسهم وأماكن سهرهم او سكنهم؛ وهو امر لا يتفق مع التقاليد الاجتماعية ناهيك عن الدين الذي تتنافى تعاليمه مع ذلك”. جدير بالذكر أن السعودية كانت قد سنت قانون يجرم التمييز العنصري.
قانون التمييز العنصري المادة الحادية عشر.
يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات، وبغرامة مالية لا تقل عن 500 ألف ريال، ولا تزيد على المليون، أو بإحدى العقوبتين، كل من ارتكب قولا أو فعلا من شأنه إثارة خطاب الكراهية بإحدى طرق التعبير المنصوص عليها في المادة الثامنة، وهي: من انتقص من الآخرين، أفرادا أو جماعات، أو أساء إليهم، بسبب الطائفة أو المذهب.
من انتقص من الآخرين، أفرادا أو جماعات، أو أساء إليهم، بسبب الدين. من انتقص من الآخرين، أفرادا أو جماعات، أو أساء إليهم، بسبب اللون. من انتقص من الآخرين، أفرادا أو جماعات، أو أساء إليهم، بسبب الجنس؛ من حيث الذكورة والأنوثة. من انتقص من الآخرين، أفرادا أو جماعات، أو أساء إليهم، بسبب العرق. من انتقص من الآخرين، أفرادا أو جماعات، أو أساء إليهم، بسبب النسب أو القبيلة.
من انتقص من الآخرين، أفرادا أو جماعات، أو أساء إليهم، بسبب الجنسية. من انتقص من الآخرين، أفرادا أو جماعات، أو أساء إليهم، بسبب المنطقة التي ينتمون إليها أو المدينة أو البلدة. من انتقص من الآخرين، أفرادا أو جماعات، أو أساء إليهم، بسبب الفئة الاجتماعية التي ينتمون إليها.
من انتقص من الآخرين، أفرادا أو جماعات، أو أساء إليهم، بسبب الانتماء الفكري أو تبني وجهة رأي مختلفة.
قاموس المصطلحات الجديدة
انقفط = انكشف امره كان في دورة بالنمسا = كان يقضي حكما في السجن