لم يحظ استقرار لبنان بالاهتمام من أية دولة مثلما حظي بذلك من المملكة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية ودعم سبل امنه ووحدته في مواجهة التحديات والتدخلات الخارجية من جانب ايران وميليشياتها وجماعاتها الارهابية التي تمثل ذراع نظام الملالي ورأس الحربة لأطماعه ومشروعه التوسعي في المنطقة، حيث تؤكد فيه كافة الشواهد أن ايران تنشب مخالبها بفتنتها الطائفية والمذهبية عبر مايسمى حزب الله ، وغيره من ميليشيات مماثلة في اكثر من بلد عربي تدين بالولاء لإيران وليس لبلدانها.
ان المتابع لتطورات الساحة اللبنانية ويقرأ بالرصد والتحليل تعقيدات المشهد في كل مرحلة يجد أن من يجر لبنان والمنطقة إلى عدم الاستقرار هو إيران وأدواتها المتمثلة في ميليشيا حزب الله الإرهابي المتورط في اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري وقتل مواطنين فرنسيين في لبنان، إضافة إلى مد إيران للميليشيات الإرهابية بما فيها ميليشيات الحوثي بالأسلحة والصواريخ الباليستية التي تستخدمها ضد المدن السعودية.
هكذا في كل مرحلة يحاول فيها لبنان التعافي والخروج من نفق التأزم ، سرعان ما يصطدم بسطوة تلك الميليشيات المسلحة ومحاولتها توريط لبنان في اتون صراعات داخلية واقليمية وهو ماعانى منه لبنان طويلا مما يستوجب على المجتمع الدولي المزيد من الضغوط على النظام الإيراني لوقف جرائم تسليح ميليشياته الارهابية ، فيما تصب مواقف المملكة بالخير ودعم الاستقرار والسلام لهذا البلد الشقيق، وكانت ولا تزال على هذا الموقف المبدئي، ودائما هي السباقة والمبادرة للوقوف صادقة في تلبية حاجات لبنان بشكل سريع واستثنائي لدعم استقراره وازدهاره، ودون أية شروط أو أهداف في أي عمل تقوم به تجاه لبنان ، وهذا محل تقدير من القيادة والشعب الذي يدرك تماما نصاعة وصدق المواقف الثابتة للمملكة.