قصور واطلال قديمة تسرد امامك تاريخ حافل بحضارات وممالك مرت من هناك، ذلك هو وادي الدواسر احد اهم الأودي الجارية في السعودية؛ وتم نسبته إلى قبيلة الدواسر التي كانت تسكن الوادي قديماً.
الوادي الذي تحيط به جبال طويق وكأنها طوق حماية من قراصنة الصحراء وقطاع طريقه؛ لتحمي احد اهم قراه وهي قرية الفاو الأثرية الأكثر شهرة والتي احتضنت حضارة من اهم حضرات الجزيرة العربية في القدم وهي حضارة مملكة كندة، ناهيك عن معالم أثرية كثيرة تقف شاهدة عيان على حضارات تعود إلى ما قبل ميلاد المسيح بثلاثمائة عام.
قصور عالقة في ذاكرة الوادي.
ربما يأتي على قائمة الآثار التي يضمها الوادي مجموعة من القصور، تكاد تطأطأ رأسها لتحدثك حديث ازمنة غابرة مرت من الوادي منها قصر ربيع الواقع في منتصف الطريق للدواسر ويعود تاريخ هذا القصر لفترة حكم الدولة السعودية الأولى، وينسب للداعية ربيع بن زيد ويتكون القصر من السكن الخاص والضيافة وفي زواياه الأربع أبراج تتكون من دورين بالإضافة إلى طابق سفلي كان يستخدم مستودعاً للسلاح والمؤونة وفي جزأه الجنوبي يوجد اسطبل للخيل أما مسجد الشيخ فكان يوجد خارج القصر في جهته الشرقية الشمالية وهو الذي انطلقت منه دعوة محمد بن عبد الوهاب.
اما قصر بهجة الذي كان مقراً للحامية التركية فيما تقول رواية اخرى أنه نسب إلى بئر معطلة اسمها بهجة بني في عصر الإمام فيصل بن تركي بن عبد الله آل سعود والذي بناه ليكون مقرا لمنصوبه آنذاك ويتكون من سور عرضه يتجاوز 50سم في بعض المواقع وتتربع في زواياه 4أبراج مرتفعة كما يوجد بداخله قسم للسكن وآخر للحكم الإداري وكذلك بئر للمياه ومسجد يقع على الشارع ليخدم القصر.
قصر الملك عبد العزيز وكان يعد قصر الأمارة قديماً ويعتبر من اهم معالم الوادي؛ أحد القصور التاريخية التي تزخر بعبق التاريخ المجيد منذ بناءة عام 1329 هـ ، وتبلغ مساحته 5220 متراً مربعاً ، وقد تم ترميمه. فيما يعتبر قصر سلام احد القصور التي تميزت بضخامة البناء من حيث الإرتفاع وعرض جدرانه بطراز معماري فريد ومختلف عن البقية كونه يتحلى بأقواس كبيرة ويضم آثار لمباني مطمورة يعود بنائها للقرن السادس الهجري. بالإضافة لذلك تأتي قصور أبو طوق والحصين التي تتميز بكونها قلاع أكثر منها قصور.
ظلال من الماضي.
تضم المنطقة السكنية من الوادي على حصون لمملكة كندة و قصور متناثرة طمرت بين أشجار الأثل الكبيرة التي تدل على أحقاب أزمنة متعاقبة تعود لأكثر من 500عام وقد أثرت فيها عوامل التعرية وطمرتها الرمال.
فيما يبدو أن للكتابات والنقوش نصيب من حضارة الوادي وهو ما عثرت عليه وحدة الآثار والمتاحف بالوادي منها نقوش تعود إلى ما قبل 1400عام وتشمل على نقوش من البيئة المحيطة التي تتوفر في هذه المناطق الرعوية مثل صور للجمال والنعام والأغنام والحيوانات المفترسة وطريقة صيد الحيوانات بالرمح كما تشمل النقوش على كتابات بالخط الكوفي والمسند الجنوبي .
متاحف الوادي.
يضم وادي الدواسر متحف الصادرية الذي تم أنشاؤه في العام 2001م وهو ملكية خاصة للشيخ سلمان بن حمود الدوسري، تحت اشراف هيئة الآثار ويضم بين جنباته أكثر من 2000 قطعة أثرية 1000 عملة نقدية من مختلف العصور حتى ما قبل الميلاد. كما يحوي المتحف سيوفاً ورماحاً استخدمت في عدد من المعارك الإسلامية إضافة إلى مخطوطات سومرية يقدر عمرها بأكثر من 1700 سنة قبل الميلاد. يضم قطعا أثرية تمثل جميع حضارات العالم، مثل الحضارة الروسية والصينية واليمن وبريطانيا والسومرية وحضارة تدمر.