أطلقت الروائية السعودية إيمان الخطاف روايتها الثانية بعنوان «ساحرات بلا مكانس»، عن الدار العربية للعلوم٬ ووقعتها في معرض الرياض الدولي للكتاب.
في قالب اجتماعي يتسم بالغموض الذي يحتار القارئ في تفسيره٬ تتطرق الخطاف لجوانب فلسفية٬ ومفاهيم الاغتراب وأزمة الهوية٬ في سخرية واضحة أو كوميديا سوداء بداية من العنوان الذي يتندر على مفهوم السحر والشعوذة، والأساطير، وسيعي القارئ طبيعة العنوان حين ينتهي من قراءة الرواية، التي لا نستطيع عزل راويها عن مشاعره،
لكنها ليس بالضرورة تمس الراوي، واعتمدت فيها الخطاف على ما سمعت ورأت، ومزجته بمخيلتها، بعيدا عن السرد الذاتي٬ ولكنه لا يبتعد كثيرا في الوقت نفسه عن تفاصيل الحياة اليومية٬ والتي تستطيع المرأة ادراكها بدقة٬ وهو الخط الذي تابعته الخطاف في روايتها السابقة” كيمياء الخيبة”٬ حيث صوّرت شخصية علياء ضمن رواية “ساحرات بلا مكانس”،
وقبلها شخصية خولة في “كيمياء الخيبة”، خولة” امرأة مبعثرة، نخلها الوقت والزمن، لم تعش حياتها كما يجب، بلغت السابعة والأربعين وتعيش أزمة منتصف العمر، متزوجة من منصور رجل تقليدي حرمَّها العمل ومتابعة دراساتها العليا على الرغم من تفوقها؛
وحولها إلى “ربة منزل” وأم لفتاتين “فاتن” و”ليلى” اعتنت بهما كما يجب لأمٍ أن تعتني بأبنائها، ولكن بعد مضي سني العمر أستفاقت خولة على واقع؛ إن الزوج لم يكن الزوج الذي أرادت، والابنتين ليستا الابنتين اللتين حلمت يوماً بإنجابهما، وأنها أضاعت سنوات شبابها سجينة الوقار والحياء والعيب. وبهذا المعنى فإن “كيميَّاء الخيَّبة” رواية يتم التركيز فيها على المسائل ذات العلاقة بخصوصية المرأة، المرأة التي تحلم برجل يشاركها كل مفاصل حياتها باعتبارها نداً مساوياً للآخر في كل شيء، وكياناً حراً له من المطالب والحقوق ما للآخر من مطالب وحقوق، تبحث عن الحب، والرومانسية، ولا تنتظر الخيانة وصك الطلاق.
وعلياء التي ولدت لأم أقل ألقابها هي “الساحرة”٬ بدون مكنسة أو أدوات أو هيئات الساحرات التي ترويها الأساطير٬ كلتاهما حاولتا القفز عن واقع غير مرضي، حتى وإن وقعن بسبب هذه القفزة، المهم إحداث التغيير وليس الركود والاستمتاع بندب الحظ. فالحياة بالنسبة لها هي حالة مقاومة مستمرة٬ ويظل الصراع مع المرض وحب البقاء حاضرا بقوة كشكل من أشكال المقاومة.
فهامشية المرأة عاطفياً وروحياً وأخلاقياً في مجتمع ذكوري هو المجال الذي تدور حوله الروايتان عبر دائرة أسلوبية تأبى إلاَّ أن تكون وفية للنسق الذهني والثقافي الأشمل الذي شكل مجتمع عربي بعينه، ليأتي العنوان الثاني للرواية “امرأة “نفطيّة” تشعر أن الحياة تفوتها” بمثابة الدليل لقراءة النص الروائي بطريقة غير مباشرة، وعلامة وسيطة، قادرة على توجيه القراءة وتنظيم صيرورة الأحداث في ذهن المتلقي لاحقاً. بطلة الرواية هي “