تظاهرة ثقافية كبرى تشهدها المملكة خلال معرض الرياض الدولي للكتاب٬ المنظم تحت شعار (الكتاب.. مستقبل التحول)، وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله٬ وبمشاركة أكثر من 500دار نشر عربية وعالمية٬ مما يجعله ليس منصة لمعرفة جديد الإصدارات في شتي المجالات فحسب٬ لكنه أيضا يعزز الانفتاح التكنولوجي والتواصل المعرفي التقني بين المملكة والعالم.
80 فعالية متنوعة
يشهد البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض 80 فعالية تتناول قضايا متنوعة في الشأن الثقافي، ويشارك في التنظيم أكثر من 250 منظم. إضافة إلى تميز هذا العام بتكريم المبادرات القرائية التي أسهمت في خدمة ودعم القراءة والكتاب في المملكة؛ بهدف إيجاد بيئة عمل ثقافية تنافسية بين المجموعات، وتشجيع المجتمع على العطاء الثقافي والمعرفي.
الشعار امتدار للمعرض السابق
500دار نشر عربية وعالمية و80فعالية متنوعة
يقول الدكتور عبدالله المغلوث مدير مركز التواصل الحكومي، والمتحدث الرسمي لوزارة الثقافة حول شعار المعرض هذا العام “الكتاب…مستقبل التحول” ” إن «اختيار الشعار اللفظي يأتي امتداداً لشعار معرض 2017 (الكتاب … رؤية وتحول)، ومواكباً لمرحلة التطور والازدهار التي يشهدها القطاع الثقافي في المملكة، حيث يحمل الشعار الجديد بعداً ثقافياً ومعرفياً، سينعكس بدوره على الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض، ونتطلع إلى إسهام المعرض في تطوير صناعة النشر والتأليف في المملكة، وإبراز قيمة الثقافة السعودية وخلق أساليب جديدة للتواصل المعرفي والتبادل الثقافي بين المملكة وبقية دول العالم».
مارثون الترجمة
ويضيف المغلوث أنه في هذه الدورة، نشهد أيضاً فعالية «مارثون الترجمة» ، التي نسعى من خلالها إلى ترجمة ما لا يقل عن 200 مقال من اللغة العربية إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية؛ رغبةً في تفعيل وتنشيط حركة الترجمة في مجالات وثيقة الصلة بالثقافة السعودية وتراث المملكة وفنونها وتقاليدها، ويشرف على الفعالية لجنة علمية متخصصة من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات؛ لزيادة موثوقية وجودة مخرجات الترجمة.
الإعلام الاجتماعي
وفرضت وسائل الإعلام الحديثة والسينما حضورها على المعرض٬ ليس من خلال البث الإخباري عبر وسائل التواصل الاجتماعي فحسب ، إنما من عبر عدد من ورش العمل والندوات بحضور عدداً من المهتمين بالقراءة والكتب، حيث طالب الباحث والمدرب بدر صالح الدوسري في الورشة الثانية بعنوان: “دور الإعلام الاجتماعي في نشر القراءة” بالاستفادة من “الأوسمة” في موقع التواصل الاجتماعي في نشر المعلومات القيمة والمفيدة، مبيناً أن الإيجابيات في مجتمعاتنا كثيرة إلا أنها غير مستغلة إعلامياً.
طفرة بالإنترنت ووسائل التواصل
وكشف الدوسري عن بعض الأرقام المثيرة في الورشة قائلاً أن أكثر من 33 مليون شخص يستخدمون الإنترنت في المملكة، منهم 25 مليون شخص يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بتفاعل كبير، وأكد أن نمو المستخدمين للإنترنت وصل إلى 34% في زيادة قدرها 8 ملايين شخص، خلال عام 2017 ، كما زادت أعداد المستخدمين لمواقع التواصل بفعالية كبيرة 32% في زيادة قدرها 6 ملايين شخص.
مزايا وتأثير إيجابي
وتطرق الدوسري إلى بعض مزايا التأثير الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي على القراءة ومنها: إبراز مواهب الشباب في الكتابة، وزيادة المحتوى المعرفي بكافة أنواعه، واستثمار الأوقات في الاستماع للكتب المسموعة، ولعب دور إيجابي في تذليل الصعاب لحياة المكفوفين، والمساهمة في خفض أسعار الكتب التقليدية، وزيادة رصيد الفرد في المفردات التي يعرفها.
ندوة “السينما صناعة وتلقي”
وعلى مسرح الرؤية، نظمت ندوة “حياتنا اليومية والسينما صناعة وتلقي”، سلطت الضوء على السينما السعودية، وتحدث خلالها إبراهيم العزاز، ومنال الراشد وطارق خواجي، وأدارها إياد عبدالرحمن، حيث شددت منال الراشد صانعة أفلام قصيرة٬ على أن يكون الكاتب قارئ منذ الصغر ولديه معلومات كثيرة عن كل العصور والمدارس السينمائية ليستطيع إيصال فكرته للجمهور بطريقة احترافية مقنعة، وحتى يكون العمل ناجحا يجب أن يعمل الكاتب على تلقي النقد بعد عرضه للفيلم ويتفاعل مع مشاهديه حتى يحفزه ذلك على كتابة نص آخر يلبي رغبة المجتمع٬ ليصل إلى شريحة أكبر ويدوم تأثيره لسنوات قادمة، في حين أشار طارق خواجي في حديثه عن السينما السعودية إلى أن الأفلام القصيرة في المملكة بدأت منذ عام 2006م باجتهادات شخصية ربما تكون غير مدروسة٬ لكن بعضها حصل على جوائز عالمية كونها قريبة من المشاهد والمتلقي٬ أما ما سيحدث بعد الموافقة على إنشاء دور السينما في المملكة ؛ توقع خواجي إنتاج أعمال أكثر قوة وانتشاراً ، كونها تكون مدعومة بشكل كبير، كذلك بالنسبة للكتّاب سيكون لهم دعم خاص ، وبالتالي ينتجون قصص مبدعة ، وستكون هناك قفزة في الأعمال القادمة.
جناح الطفل
وتحت شعار (ابن طفلا تبني أمة) وفي مساحة 900 متر مربع ٬حظي جناح الطفل بأولوية كبرى لدى إدارة معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام، وتنوعت المستهدفات بين التعليم والتدريب والترفيه والمتعة، ويحتوي الجناح على أنشطة مكثفة تراعي حاجة الطفل ؛ بهدف تكوين ميول ثقافية وصناعة الشخصية وتعزيز السلوك الإيجابي وتنمية المهارات الحركية والإبداعية والاجتماعية والعلمية والفكرية ، كذلك التركيز على تنمية إدراكه بأهمية الكتاب والقراءة ، إلى جانب تعليمه طرق المحافظة على البيئة باستخدام مواد مستهلكة ؛ ليقدر الطفل قيمة العمل بحيث يكون منتجاً وليس مستهلكاً فقط، وأهتم القائمون على جناح الطفل بالتركيز على زيادة وعي الطفل وثقافته واكتشاف مواهبه لأنها تلعب دورا بارز في رؤية المملكة 2030 ؛ لا يمكن إحداث أية نقلة في العالم إلا بوجود الإنسان المتعلم الواعي المدرك منذ الصغر، وتنافست دور النشر المحلية والخارجية في تنويع ما تقدمه للأطفال ؛ سواء بالكتب أو بالألعاب التعليمية والفكرية والثقافية ، ووفرت أيضاً الأدوات المستخدمة في مسرح العرائس، والألعاب التعليمية وألعاب الذكاء والألعاب الإدراكية والمنمية لمهارات التفكير وألعاب التحدي التي تناسب من عمر سنة إلى 16 سنة.
150 “مرشد” للصغار
ويمكّن الجناح الأسرة الزائرة أن تترك أطفالها من عمر 4حتى15سنة لمدة ساعتين وأكثر برعاية أيدي أمينة من المرشدين والمتطوعين البالغ عددهم حوالي 150 شخصاً ، لتكمل الأسرة استكشاف بقية أجنحة المعرض أو حضور الفعاليات الثقافية، ليبدأ الطفل رحلة ممتعة مستمتعا بين 8أركان متنوعة ، وفي نهاية الجولة يتعرف الطفل مع المرشد على دور النشر المشاركة في المعرض ، ويتعلم كيف يبحث عن كتاب وكيف يختاره وطريقة الشراء، وبعد الانتهاء من رحلته يتوجّه بانتظار ولي أمره في ساحة مخصصة ، يستمع فيها إلى “الحكواتي” الذي يسرد قصة كل 20 دقيقة، بعدها يستلم الطفل هديته.
وورش عمل وندوات
وفي قاعة التنمية ، تنظم عدة ورش العمل وندوات مفيدة ومشوقة لمدة ساعة٬ تهدف إلى تشجيع الأطفال على القراءة والكتابة واكتشاف الإبداع والخيال وركزت مواضيع الورش على (المتحدث الصغير والكاتب الصغير والقارئ الصغير)، بينما الندوات الثقافية المقامة في قاعة الرؤية جاءت تحت عناوين (دور المكتبات المنزلية في تعزيز القراءة لدى الطفل، نشأت بين الورق، محاضرة أثر وأهمية الحوار مع الطفل، أدب الطفل العربي بين الورقي والرقمي) ، ويقدمها نخبة من التربويين والأكاديميين المتخصصين في شؤون الطفل.
رواج”الكتاب المخفض”
وعلى غرار “سور الأزبكية” الشهير بالعاصمة المصرية القاهرة٬ الذي استمد شهرته من تنوع مصادره ورخص أسعار الكتب المعروضة٬ لقي جناح “الكتاب المخفض” في معرض الرياض الدولي للكتاب إقبالاً كثيفاً من زوار المعرض؛ نظراً لما يضمه من قائمة متنوعة من الكتب الأكثر مبيعاً وانتشاراً، ويبلغ طول الجناح 25 متراً ويضم 4 رفوف متنوعة.
وعن فكرة الكتاب المخفض يقول المشرف على الجناح عبدالله العتيق: “نبعت فكرة الجناح بتشجيع ودعم من وزارة الثقافة والإعلام؛ ليصبح الكتاب في متناول يد الجميع، بهدف تقريب الكتاب للقارئ بأسعار رمزية جداً لا تتجاوز 5 ريالات، لتشجيع هواية القراءة، حيث تم التنسيق مع شركة الوطنية للتوزيع التي بادرت بحملة في جميع مناطق المملكة لشراء جميع الكتب المخزونة في المستودعات من العام الماضي وقبله، والكتب التي لا يكون عليها إقبال حسب المناطق بأسعار مختلفة لا تتجاوز 10 ريالات، مبيناً أن الكتب لاقت صدى وإقبال كبير جداً، وتنوعت بين المقررات الدراسية الجامعية وقصص الأطفال باللغة العربية والإنجليزية ، وكتب سياسية واجتماعية واقتصادية وشعر وروايات وسير ذاتية وعلمية متخصصة وقواميس ، وغيرها من أمهات الكتب، مشيراً إلى أن عدد الكتب المجهزة خلال أيام المعرض 300 ألف كتاب، وكل يوم يتم تغذية الجناح بمجموعة جديدة، مؤكداً أن الجناح حقق 3 نجاحات؛ نجاح المعرض والشركة والمشتري.
الضيف الشقيق
وجاء اختيار دولة الإمارات الشقيقة لتحل ضيف شرف على المعرض هذا العام٬ تجسيداً للعلاقات القوية والاستراتيجية بين البلدين الشقيقين وترسيخاً للروابط التاريخية بينهما، وللإرث العربي والإسلامي الكبير الذي تزخر به دولة الإمارات، ولما لها من إسهامات كبيرة في تعزيز الثقافة العربية والإسلامية من خلال المبادرات والفعاليات الثقافية، فضلاً عن العلاقة المتميزة التي تجمع المملكة والإمارات على مستوى القيادة والحكومة والشعب، التي تمثل نموذجاً فريداً في المنطقة، حيث تجمعهما وحدة المصير والرؤية المشتركة تجاه قضايا المنطقة والعالم.
مسابقة أجمل صورة
وأعلنت اللجنة المنظمة عن مسابقة لأجمل صورة بالمعرض، وخصصت 15 جهاز جوال “ايفون” تقدم للفائزين في أخر أيام المعرض، واشترطت اللجنة المنظمة للمشاركة في المسابقة أن تراعي الصورة خصوصية الزوار وان تكون حديثة ومعبرة عن الدورة الحالية للمعرض، ومن الشروط التي وضعتها اللجنة ان تكون الصورة من تصوير المشارك وينشرها على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، تحت هاشتاق “#أجمل_صورة_بمعرض_الرياض_الدولي_للكتاب” مصحوبة بـ”منشن” لحساب المعرض.
كما يجب أن تكون الصورة من داخل المعرض ولا ينظر للصور التي يتم تصويرها خارجه، ويمكن المشاركة بأكثر من صورة على ان يتم اختيار صورة واحدة من قبل اللجنة ، ويتم استقبال المشاركات طوال فترة المعرض، بينما يتم إعلان الفائزين عبر حساب المعرض في “تويتر” أخر أيام المعرض، بعد مناظرة لجنة المسابقة المكونة من خبراء تصوير فوتوغرافي، للصور المقدمة واختيار الأفضل.