تعتبر الخرج بما فيها من آثار تاريخية وجهة مهمة للباحثين والسياح والمهتمين بتاريخ المملكة العربية السعودية ومسيرة المؤسس الملك عبد العزيز وفيها بعض الأمور التي تعتبر من مقومات السياحة في المملكة وتحتاج للنظر فيها والسعي لتحقيقها سياحة الآثار إذ يوجد بها العديد من المعالم الأثرية.
بقلم– رانيا الوجيه
معالم تراثية في الخرج:
لعل من أهم المعالم الأثريه قصر الملك عبد العزيز التاريخي الواقع بحي العزيزية وقد تم بناؤه عام 1359 هـ بتصميم جميل وشكل يلفت نظر الزائر في وسط مدينة السيح وهي عاصمة الخرج الحديثة ومركزها الإداري والاقتصادي. حيث يتكون من خمس وحدات متماثلة من حيث التصميم ومواد البناء وعدد الطوابق يبلغ طول الوحدة 30 م وقد تم ترميم القصر مؤخراً. ومن القصور التاريخية التي تزخر بها الخرج” قصر أبو جفان ” الواقع شرق مدينة السيح، وقد بني في عهد الملك عبد العزيز – – عام 1366 هـ وقد كان الغرض من بنائه ليكون استراحة للقادمين من المنطقة الشرقية واستراحة لحجاج بيت الله الحرام، وهو لايزال مفتوح للزيارة حيث يأتي إليه العديد من الزوار لالتقاط الصور.
مدن خضراء في تاريخ الخرج:
– مدينة الدلم التي تعتبر عاصمة الخرج التاريخية تزخر بالعديد من المعالم الأثرية وشهدت العديد من المعارك التاريخية ومنها معركة حامية الوطيس بين الملك عبد العزيز وابن رشيد.
بلدة اليمامة الواقع في شمال مدينة السيح تعتبر من أقدم البلدان في الجزيرة العربية ويقع في الركن الشمالي الشرقي للبلدة، وواحدة من أقدم المستوطنات وتسمى (البنة) وهي جزء من المستوطنة القديمة التي كانت توجد في هذا المكان قبل الإسلام، وقد وجد في الموقع مجموعة من الفخار المتنوع تدل على استيطان زمني يمتد من منتصف الألف الثالث قبل الميلاد حتى القرن الخامس الهجري كما عثر في الموقع على ثلاث قطع من العملة القديمة وعلى أدوات زينة مصنوعة من الفضة والبرونز.
مدينة الخرج بين الخضرة والاوديه:
الخرج هي إحدى المحافظات الهامة في المملكة العربية السعودية، وتقع في جنوب شرق منطقة الرياض، وتبلغ مساحتها 19,790 كلم2، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 750 ألف نسمة، كما تصب في الخرج العديد من الأودية من أهمها وادي حنيفة ووادي الحنية ووادي السهباء، وتشتهر الخرج بوجود العيون وهي تجويفات داخل الأرض وتشهد العيون المائية في الخرج خلال فترة الصيف إقبالا من قبل الزوار الذين يفدون إليها من داخل وخارج المملكة وخصوصاً من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي.
وتتميز عيون الخرج منذ زمن طويل بمياهها الباردة خلال فصل الصيف والدافئة خلال الشتاء، حيث توفر تلك العيون المائية أجواء جميلة يعشقها الناس بعد أن كانت مياه العيون تفيض وتسيح على وجه الأرض بكميات كبيرة وخصوصاً في الأودية التي تخترق مدينة السيح والتي اكتسبت هذا الاسم لجريان المياه فيها طوال العام. وعرفت الخرج أنها أرض مياه حيث اكتسبت اسمها منذ القدم من مضمون طبيعتها الجغرافية التي تميزت بوفرة إنتاجها الزراعي وخصوبة أراضيها وعذوبة مياهها، حيث توجد بها الكثير من الينابيع الطبيعية التي كانت تمد المزارع والمشاريع الزراعية بالمياه عبر مجموعة من القنوات والجداول المائية الجميلة.